نعم لو كنت مكان البرهان واطلعت على بيان سفراء القارة العجوز والذين يحذرون فيه من تعيين رئيس وزراء بشكل أحادي.. لو كنت مكان البرهان كنت سأطلق سراح محمد علي الجزولي بقية هذا الليل لأعلنه رئيساً للوزراء.. ثم فلتنم القارة الشمطاء على الشق الذي تربد. عزيزي البرهان، من يذكرك أنّ أوروبا منذ 1985م لم تدعم السودان بمليم ولا بموقف.. أوروبا تستثمر في جراحاتنا في الجنوب وفي دارفور.. حتى طائرات شريان الحياة والإغاثة كانت تملأ جوفها بالقنابل والصواريخ والمقذوفات. فمن يُصور للبرهان ويدفعه للاستسلام للحبل والقيد الأوروبي المهترئ..؟؟ خطورة الانكفاء على المعادلة الخارجية، إنه يقود للبركان الداخلي.. والعكس هو الصحيح.. الارتكاز على المعادلة الداخلية يجعل ظهر الدولة متكأً على المجتمع وتوازناته، ويحرر قبضتها اليمين ويجعلها قادرة على الفعل والصفع. من يخبر البرهان أن الخروج من تلافيف هذا الأسر هو تحرير أرشيف خطاب البشير وإعادة قراءته ومحاولة ترديده (بعرفة) و(حرفنة). المعركة الآن ليست معركة تعيين رئيس وزراء بقدر ما هي معركة استعادة الهيبة والكرامة والاحترام لهذا البلد النكيب. اطلق سراح الإسلاميين، واسحب كرسياً وراقب من على شرفة القصر واستمتع بلعبة توازن القوى الداخلية.. فلا يفل الحديد إلا الحديد. افعل.. وستشعر أن ظهرك قد تخفف من أثقال الانحناء والأسر لقيد تتوهّمه.