كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل زيارة وفد رجال الأعمال السوداني والذي يزور تل أبيب، وبحسب الدكتور الأكاديمي والإعلامي إلاسرائيلي ايدي كوهين أن الوفد السوداني يشمل رجال أمن وأعمال ودبلوماسيين لمناقشة التطبيع وعملية السلام بين إسرائيل والسودان. إن زيارة وفد سوداني لإسرائيل متوقعة وتأتي في إطار عملية التطبيع إلى جانب التعارف بين الأطراف في المجالات الاقتصادية والأمنية. كما أن الزيارة تأتي في إطار تبادل الزيارات وسبق وأن زار وفد إسرائيلي السودان. من الواضح أن الهدف من الزيارة هو تنسيق التطبيع ودراسة آليته مع الدولة الإسرائيلية، وأعتقد أن المحادثات كانت تدور حول التطبيع ومن هم السفراء الذين يمثلون بلدانهم وموقع السفارات حال اكتمال عملية التطبيع والتي تسير ببطء بسبب الأوضاع في السودان . إسرائيل تتحرك باتجاه السودان ضمن مشروعها في الشرق الأوسط المعروف بالمشروع الإبراهيمي، وهو يتعلق بتوسيع دائرة أمنها القومي في المنطقة سواء بحراً أو براً أو جواً، وأنها تنتظر أي أزمة لتوظيفها لصالح مشروعها وأجندتها السياسية. المشهد السوداني الحالي يعتبر بالنسبة لإسرائيل مسرحًا مهيأً لتنفيذ برنامجها الخاص بإقامة علاقات ثنائية معه، وذلك من خلال المكون العسكري خصوصًا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي يواجه ضغوطًا محلية ودولية بمحاولة الكونغرس الأمريكي فرض عقوبات على العسكريين. لكني لا أعتقد أن إسرائيل مهتمة بقضية الانتقال الديمقراطي في السودان ونجاح الفترة الانتقالية للوصول لانتخابات عامة، وليست مهتمة بضرورة تسليم السلطة للمدنيين، إذ إن القضية السودانية بالنسبة لها ثانوية، وليست محل اهتمامها، بقدر اهتمامها بمصالحها. وفي السياق يرى المحلل السياسي أبوبكر خضر أن التفاهمات بين السودان وإسرائيل يبدو أنها قطعت شوطًا كبيرًا ووصلت بالطرفين لحد النقاش حول تبادل السفراء حسب وسائل إعلام إسرائيلية) بيد أن الشعب لا يرى ثمرة مبدئية للتطبيع مع إسرائيل وإنما يرى ضغوطًا دولية على الحكومة الانتقالية ومحاولة السيطرة عليها وفرض بعض العناصر التي أثبتت فشلها في الثلاث سنوات الماضية موضحًا أنه رغم أن الحكومة السودانية تضرب سياجًا من السرية حول التطبيع، فإننا نجد أن الجانب الإسرائيلي حريص بفضح تلك السرية. الشعب السوداني من الصعب أن يتقبل فكرة التطبيع مع اسرائيل رغم وجود أصوات تنادي به بسبب أن معظم السودانيين ينظرون للتطبيع مع إسرائيل من زاوية القضية الفلسطينية ويعتبرونها ترتبط بالعقيدة الإسلامية. وأعتقد أن قصة التطبيع مع إسرائيل إما ستكون القصبة التي ستقصم ظهر البرهان إذا لم يتعامل معها بالحكمة، أو ستحقق مكاسب كبيرة للدولة. ويبدو أن الدول الغربية فرضت على البرهان طريقًا واحدًا للإفلات من مخططاتها هو الطريق إلى تل أبيب ولكنه قال الطريق إلى تل أبيب مليئًا ب(الأشواك والأشواق).