العام الماضي أعلنت محلية الخرطوم عن اتفاق مع شركات مغربية لتأهيل شبكات الصرف الصحي والمصارف وإنشاء حدائق عامة في العاصمة السودانية، واستعانت بشركة أوزون المغربية ووقعت معها في يونيو الماضي لنظافة المنطقة الإدارية التابعة لها والتي تشمل أجزاء واسعة من المقرات الحكومية وشوارع رئيسية وأحياء الخرطوم. وتُقدَّرُ الصفقة بقيمة 4 ملايين جنيه شهرياً. رئيس المجلس الأعلى للبيئة حسن إسماعيل قال ل(السوداني)، إن زيارة أبو شنب كانت عن طريق شركات أوزون، وكانت في إطار البحث عن شركات مقتدرة لتخطيط محلية الخرطوم، فيما يلي إعادة تخطيط المصارف وسقفها وطريقة حمايتها من النفايات وعملها بصورة هندسية صحيحة. وأشار إلى أن شركات النظافة المتخصصة تشتكي من ظروف تخطيط المصارف والميادين التي تحتوي على مياه كثيرة في فصل الخريف وتؤثر على أمر النظافة، وقال: "تم التعاقد لشراء آليات كبيرة لإعادة تخطيط طرق وميادين محلية الخرطوم"، وأضاف أن معتمد الخرطوم يعاني مثل غيره من المعتمدين من وجود أراضٍ غير مُسوَّرة يتم فيها رمي النفايات، وقال: "هناك اتجاه قرار من محلية الخرطوم بإلزام أصحاب القطع الخالية بتسويرها"، مشيرا إلى أن الشركات ستساهم في نقل الأنقاض من الساحات العامة من النفايات وهي مشكلة كبيرة في العاصمة. وأكد أسماعيل أن عمل الشركات الأوروبية لا يؤثر على عمل الشركة المغربية التي سبق وتعاقدت معها المحلية للنظافة، ولا علاقة لها بشركات النظافة، وتوقع نجاح عمل الشركات الأوروبية لأنها تتمتع بالخبرة والكفاءة، وأضاف: (المعتمد أصبح يعرف ماذا تريد الشركات الأجنبية لنجاح عملها). نحتاج لإدارة معتمد الخرطوم قال: "تم الاتفاق مع مجموعة شركات هولندية على زيارة وفد من المختصين بالمجموعة للخرطوم مطلع أكتوبر المقبل لإجراء دراسات للمشروعات الأخرى في مجال مصارف الأمطار وتأهيل الطرق وإنارتها وتقديم عروض لجهات الاختصاص في مجال النقل العام والمواصلات ومحطات فرز وتدوير النفايات، كما تم الاتفاق أيضاً مع مجموعة شركات VDL الهولندية لتوريد حاوية نفايات عمودية مدفونة في الأرض ذات سعات كبيرة لتوزيعها في أماكن التجمعات والأسواق ومواقف المواصلات والحدائق العامة بجانب المواقع الاستراتيجية الأخرى". إلا أن الخبير في مجال البئية محمد أحمد السيلابي قال ل(السوداني) إن مشكلاتنا تكمن في إدارة مرافق المدن، وضمانات استمرارية المشروعات البيئة، وأضاف: "نحن نحتاج إلى إدارة سليمة للمدن وليس شركات"، مؤكدا أن الخرطوم كانت حتى سنة 1950م أجمل مدينة في إفريقيا والشرق الأوسط لأن إدارة البلديات كانت تقوم على خدمة المواطن وليس حكم المواطن، فاستبدال البلديات بالمحليات أكبر خطأ تم ارتكابه في البلد يوازي التخلي عن الإدارات الأهلية التي كانت تحافظ على الموارد. وأضاف أن البلديات كانت لها 5 مهام وهي توفير ماء الشرب النقي، الصرف الصحي، النظافة، حفظ الأمن، مراجعة الصحة؛ وقال: "في منتصف ستينيات القرن الماضي جاءت شركة ألمانية لوضع خارطة مدن بالسودان، وتم طردها بعد حرب النكسة، وبعدها جاءت أكثر من شركة ولم تخاطر بعملها لقلة ضمانات استدامة عملها". اتفاقيات سابقة في الثاني من نوفمبر 2011م أعلنت محلية الخرطوم عن اجتياز (8) شركات وطنية وأجنبية شروط تطوير الأداء لتأهيل شركات نظافة المحلية الذي تقدمت له عدد من الشركات على النطاقين المحلي والدولي. وكشف د.عبد الملك البرير معتمد المحلية وقتئذ، أن الشركات الأجنبية التي خلصت لاختيارها اللجنة المعنية بتأهيل شركات نظافة المحلية بلغت أربع شركات شملت (الطاش التركية، مزايا الإماراتية، بيكن الهنغارية، إضافة إلى الشركات المحلية والتي شملت كلاً من سيرفو، ياسر محجوب، التواثيق، والعبادي).