بعد زيارته البلاد في فبراير الماضي، ووقوفه على الأوضاع الإنسانية، يعود مرة أخرى الخبير المعني بأوضاع حقوق الإنسان بالسودان، أداما دينغ، ليستمع لجميع الأطراف من أجل رفع تقرير لمجلس حقوق الإنسان عن حقيقة ما يدور في السودان من مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، ليس فقط خلال التظاهرات التي تنتظم البلاد منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وإنما أيضاً بمناطق النزاعات.. قالت وزارة العدل عبر الآلية الوطنية لحقوق الإنسان إن الخبير المعين بحالة حقوق الإنسان في السودان، السيد أداما دينق، بدأ أمس الأربعاء زيارته للبلاد، ليجري من خلالها عدة لقاءات مع مسؤولي الجهات الحكومية، بالإضافة لمنظمات المجتمع المدني . وأكد المستشار العام جمعة الوكيل الإعيسر، مقرر الآلية الوطنية لحقوق الإنسان؛ ترحيب الآلية بهذه الزيارة التي تأتي في إطار تعاون السودان مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، وفقاً لالتزاماته بموجب الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها، مؤكداً اكتمال كل الترتيبات لها. وسيبحث أداما خلال الزيارة، التي تستمر لمدة أربعة أيام، التوصيات التي قدمها في غضون زيارته السابقة ، ومسألة تقديم الدعم الفني وبناء القدرات لتعزيز حالة حقوق الإنسان في السودان. محامو دارفور هيئة محامي دارفور التي كانت قد التقت الخبير سابقاً ضمن لقاءاته بممثلي منظمات المجتمع المدني، والمدافعين عن حقوق الإنسان، ورؤساء كيانات الأممالمتحدة والدبلوماسيين، قالت إنها لا تعلم حتى الآن إن كانت ستلتقي الخبير هذه المرة، لافتة إلى أنها ستحيطه بجميع الانتهاكات التي تحدث في التظاهرات وفي مناطق النزاع. ونوه رئيس الهيئة، صالح محمود، من خلال حديثه ل(السوداني) إلى أنهم يعتزمون الجلوس مع دينغ لمعرفة خطته القادمة، وماذا حدث بالتقرير السابق؟. انتهاكات الطوارئ أما لجنة محامي الطوارئ فقد ثمنت من نتائج الزيارة السابقة، التي وقف أداما خلاها على الانتهاكات التي موُرست على المتظاهرين. وأشارت عضو اللجنة إقبال أحمد في حديثها ل(السوداني) إلى أن هنالك نتائج ملموسة لزيارة الخبير السابقة، وأثناء تواجده تم الإفراج عن عدد من المعتقلين وبعد مغادرته عادت السلطات للاعتقال. وأردفت: "إن التقينا بالخبير سنخبره بأن الإفراج مجرد تجميل وجه من الحكومة أمامه ومراوغة منها، وسنقدم تقارير بالإصابات الناجمة عن عنف السلطات بجميع أنواعها، وكذلك هنالك تقرير عن بيئة السجون والمعتقلات. زيارة مؤثرة الدبلوماسي السابق، الرشيد أبوشامة، قال إن زيارة خبير حقوق الإنسان سيكون لها ما بعدها، وهي فعالة بالضرورة؛ لجهة أنها أتت في هذا التوقيت عن قصد لرصد الانتهاكات التي تمت من قتل وإصابات في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن الخبير سيستمع لجميع الأطراف ليخرج بعدها بتقرير لمجلس الأمن والأممالمتحدة. وقال أبوشامة، ل(السواني)، إذا خرج التقرير مؤكداً سوء أوضاع حقوق الإنسان بالسودان، سيؤثر على سجل السودان الإنساني وسمعة البلاد، وربما يتم إرسال مراقب لحقوق الإنسان إلى السودان، أو يتم افتتاح مكتب أو توقع عقوبات، منوهاً إلى أن رصد الانتهاكات سيوقف كثيراً من المعاملات والمعونات للسودان. الزيارة السابقة والتقى الخبير في زياراته السابقة جهات حكومية ومنظمات مجتمع مدني والمعتقلين وأسرهم، حيث كان وزير العدل المكلف، مولانا محمد سعيد الحلو، في استقباله ليؤكد له استعداد حكومة السودان لتقديم كل الدعم والمساعدات لتسهيل مهمته. وكانت حكومة السودان ممثلة في وزارة العدل قد ثمنت جهود الخبير المبذولة في سبيل تعزيز وترقية حقوق الإنسان بعد تعيينه خبيراً معنياً بأوضاع حقوق الإنسان في السودان، مبينةً له أن الحكومة الانتقالية سعت إلى الوفاء بتعهداتها الواردة في المواثيق الدولية والوثيقة الدستورية لعام 2019م لتحسين حالة حقوق الإنسان في السودان، وإيقاف الحرب، وبناء السلام العادل والشامل والمستدام، ودعمت الانتقال السياسي السلمي للسلطة، وإنهاء النزاع بتوقيع اتفاقية جوبا لسلام السودان 2020م مع حركات الكفاح المسلح لوقف النزاعات ونبذ جميع أشكال العنف، وإعمال مبدأ المساءلة وعدم الإفلات من العقاب، وفقاً لما ورد في الوثيقة الدستورية، كما التزمت بالعمل على تحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء الحرب ومعالجة آثاره. وفي نهاية زيارته السابقة التي استمرت لمدة خمسة أيام، حث أداما ديانغ خلال مؤتمر صحفي، القوات السودانية على وقف إطلاق الذخيرة الحية وإلقاء الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، مشدداً على ضرورة محاسبة الجناة في دارفور، والتعجيل بتنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق جوبا للسلام. فلاش باك وكان الخبير المعين من قبل الأممالمتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان، قد أعرب قبل زيارته عن بالغ القلق إزاء مقتل اثنين من المتظاهرين، أحدهما قاصر، خلال المظاهرات، وكان عدد الشهداء وقتها (81) ليعود هذه المرة وليجد جملة العدد ارتفعت إلى (98) شهيداً، وأكثر من (4500) مصاب بينهم حالات شلل كامل، وحالات فقد أعضاء حيوية، وحالات عنف جنسي، فضلاً عن الانتهاكات التي حدثت بمناطق النزاعات. ويُشار إلى أنه تم تعيين "ديانغ" خبيراً للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في السودان من قبل المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في نوفمبر 2021، وفقاً لقرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لمراقبة حالة حقوق الإنسان في السودان منذ الانقلاب العسكري 25 أكتوبر 2021.