حمله رفاقه من الثوار من على الارض بعد إصابته بخطوات متسارعة وقلوب خائفة من الإصابة بمكروه وجسده الخفيف النحيل يرفرف بين أياديهم كما الحمامة وأصابع ساقاه تكاد تتلوى من شدة الألم وصدره ينزف دما قانيًا كأنما كان مهرًا للوطن.
روح ثورية
ظلت روحه معبأة بالثورة والايمان بقضاياها فكان حاضرا في كل المواكب ودم الوطن يسري في عروقه التي طالما ارتوت بحبه وعشقه الابدي.
تفجرت الثورة براكين بداخله فأمتلأ قناعة وإيمانًا بقضية حمل شعارها عاليا (لاتفاوض للشراكة لاشرعية) ضد قوى الظلم والاستبداد لارساء قواعد دولة الحرية والسلام والعدالة.
رصاصة الموت
ارتقت روح الشهيد أبوبكر معتصم اسماعيل الشهير ب(غيمة) عضو لجان المقاومة بامدرمان مساء أمس الخميس 21 يوليو 2022م في موكب بصينية الأزهري امدرمان برصاصة غادرة في الصدر أردته قتيلا وهو بين رفاقه وأصدقائه من الثوار الذين سارعوا بحمله لاسعافه بالمستشفى الا أن روحه فارقت جسده ليتم إعلان الوفاة التي كانت بمنزلة الفاجعة الكبيرة التي هزت الدواخل وأوجعت القلوب.
دموع المشرحة
توجه بالجثمان صوب مشرحة امدرمان حيث توافدت هناك أعداد كبيرة من الثوار والرفاق والاهل تسابق خطاهم دموعهم وحزنهم العميق ، حيث لم يتمالك أغلبهم حجم الوجع الذي إعتصر قلوبهم لترتفع أصواتهم بالبكاء الشديد والبعض الآخر كانوا في حالة صمت دموعهم تحكي عن حزنهم الشديد وجثمان الشهيد (غيمة) مسجي أمامهم كما الطفل الصغير لتكون آخر لحظات الوداع المر .
تشييع مهيب
تجمهرت جموع غفيرة من كل الأنحاء للمشاركة في التشييع وذلك بعد الذهاب به الى منزل أسرته بمنطقة الإسكان 75 بامدرمان لإلقاء النظرة الاخيرة عليه ثم التوجه به الى مقابر البكري بامدرمان حيث تمت موارته الثرى وسط حشود كبيرة وهتافات شقت عنان المكان ودعوات بالرحمة والمغفرة .
نعي أليم
نعاه عدد كبير من الناس داخل وخارج السودان معددين مآثره وطيب خصاله ومواقفه الثورية والوطنية المشرفة ، فيما جدد عدد كبير من رفاقه الثوار وعدهم باكمال المسير وأخذ حق شهدائهم من الثوار من القتلة وهم يرددون شعار (يا نجيب حقهم يانموت زيهم)
عظمة الثورة
كأنما كان الشهيد (غيمة) على موعد مع الموت من خلال إيمانه العميق بالثورة وإشارته بأنه لا يوجد أقسى من موت الأصحاب في سبيلها وإتضح ذلك من خلال مقولته الشهيرة " ما بتحس بعظمة الثورة دي وتركز على كل صغيرة وكبيرة الا وقت يموت ليك صاحبك فيها ".