نفى رئيس الجبهة الثورية السُودانية، الهادي إدريس، أمس، سعيهم لإجراء تعديلات على اتفاق "جوبا" للسلام من خلال مؤتمر تقييم الاتفاق التي بدأت الثلاثاء. وقال إدريس الذي قدم ورقة حول "التعريف بمضامين وملامح اتفاق جوبا وتحديات التنفيذ الرئيسية" في اليوم الثاني للمؤتمر: "نريد إنزال الاتفاق لأرض الواقع، وإحياءه، والهدف من الورشة ليس الإلغاء أو التعديل، بل تقييم التنفيذ ولن نسمح بإلغاء الاتفاق". وأشار إلى أنهم يعملون على خلق زخم سياسي جديد من خلال المؤتمر وإلزام الحكومة المدنية المقبلة بتنفيذه، وتابع: "لا نُريد أن نرى الاتفاق معلقاً في الخرطوم بين القصر الجمهوري ومجلس الوزراء أو في رئاسة الولايات، ولو مضينا في هذا النهج سيواجه مصير اتفاقيات السلام السابقة". وأكد استحالة إجراء أي تعديل على وثيقة جوبا دون موافقة الأطراف الموقعة عليها، ورأى بأن ما يتردد بشأن وجود اتجاه لإلغاء الاتفاق حديث بلا قيمة، مبيناً أنهم أحرص الناس على تنفيذه وإنزال بنوده لأصحاب المصلحة. وأكد إدريس في ورقته أن الأسباب الرئيسية وراء عدم تنفيذ الاتفاقية هو ضعف الإرادة السياسية لدى الموقعين، وحملهم جميعاً المسؤولية مباشرة في عدم توفير آليات التنفيذ، علاوة على عدم الالتزام بالجداول الزمنية وعدم إجازة القوانين الخاصة بهذا، بجانب تعدد الأطراف الموقعة على الاتفاقية. وأشار الهادي الى أن ما يميز الاتفاق أنه لم يوقع مع حكومة شمولية لكون أن الأنظمة الشمولية لديها حساسية عالية من العمليات الإصلاحية، ولا تصطحب أصحاب المصلحة، ولا تعترف بالمشاركة السياسية، وهذا ما يميز اتفاق جوبا.