قال نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان حميدتي، إنّ ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، تأتي تتويجاً للمساعي الجادة للمضي قدماً في ترتيبات إعادة بناء الدولة السودانية، على أسس جديدة تلبي طموحات وأشواق أبناء وبنات شعبنا في النهضة والتقدم والازدهار. وشدد على أن عملية الإصلاح الأمني والعسكري ليست مهمة سهلة، لكنها ضرورية كجزء من إصلاح الدولة، مؤكداً ان الوصول للجيش الواحد هدف الجميع. وأضاف: "الإصلاح الأمني والعسكري، ليس نشاطاً سياسياً ولا يجب أن يُخضع لأية أجندة سياسية، فهو عمل وطني مرتبط بالأهداف العليا للبلاد، قبلناه برضاء ووعي كاملين، مستفيدين من التجارب الإنسانية في محيطنا الأفريقي والعربي والعالم. هناك الكثير من النماذج والأمثلة في عمليات إدماج الجيوش، والتي تأتي غالباً في ظروف مختلفة عن الواقع السوداني كما هو الحال في تجارب جنوب أفريقيا والفلبين وزيمبابوي وناميبيا وغيرها من البلدان، يجب علينا الاستفادة من هذه التجارب، مع الأخذ في الاعتبار، الفوارق الكبيرة بين جيوش تلك البلدان، وحالة قوات الدعم السريع، التي أنشئت وفق قانون، نظم عملها وحدْد مهامها.
وزاد في القول: "تحتاج عملية الإصلاح الأمني والعسكري إلى تطوير ومواكبة في التشريعات والقوانين، وهذه مهمة مؤسسات مدنية مثل وزارة العدل والمجلس التشريعي، ولا بد من إصلاح يشمل أجهزة الدولة كافة".
وقال حميدتي في خطابه لورشة الإصلاح الأمني والعسكري اليوم: "إنني ومن هذا المنبر، وطالما شرعنا عملياً في بحث ترتيبات إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية، أنادي بأن يخرج هذا البند من السِّجال السياسي تماماً، فلا سبيل لضوضاء الهتافات والشعارات في عملية فنية معقدة وحساسة، غالب أجزائها يجب أن يعالج خلف غرف محكمة الإغلاق".
وشدد حميدتي بأن قوات الدعم السريع، ظلت ولا تزال ملتزمة التزاماً لا لبس فيه، بالانحياز لخيار التحول الديمقراطي، الذي يضع السودان في مساره الصحيح، وأضاف: "الشواهد في ذلك كثيرة منذ ما قبل 11 أبريل، برفضها قمع التظاهرات، ثم انحيازها لخيار الجماهير، مروراً بالمرحلة الانتقالية الأولى وما بعد 25 أكتوبر، وصولاً إلى مرحلة الاتفاق الإطاري الحالي. وسنظل متمسكين بهذا الخيار، لن نجامل فيه ولن نتخلّى عنه، وهذا بمثابة إعلان مبكر ورسالة ينبغي أن تدركها الحكومة المستقبلية التي ستتولى زمام الأمور في البلاد.. إن التحول الديمقراطي هدف استراتيجي لا حياد عنه مهما كانت الظروف".
وشدد حميدتي، على أن المدخل الصحيح لإعادة البلاد من حالة التوهان السياسي والاقتصادي الذي تعانيه، هو الحل السياسي الذي يعملون عليه بقوة، من أجل توافق السودانيين على كلمة سواء.
وقال: "لقد منحنا هذا الشعب الصابر كثيراً من الفرص، ويجب أن يشعر الآن بأنه قادرٌ على حصاد ما صبر عليه، ولحُسن الحظ الأزمات التي تمر بها بلادنا بالإمكان عبورها وبسرعة، إن توحدت أهدافنا العليا وإرادتنا، وليس صعباً أن نعبر الطرق الوعرة ونستشرف طريقاً ممهداً نحو النهضة والتقدم، الأمر بأيدينا نحن شعب السودان في مختلف قطاعاته، أن نضع السودان نصب أعيننا ونتحد في الأهداف ونختلف في الوسائل، فالسودان يسعنا جميعاً".