بعد قطيعة دامت 7 سنوات ونصف بين السودان وإيران، تباحثت الخرطوم وطهران، اليوم في شأن إعادة العلاقات بين البلدين في أقرب الآجال، بما يعود بالمنفعة للبلدين، كما تَمّ التأكيد من الجانبين على أهمية أن تعود العلاقات السودانية الإيرانية إلى سابق عهدها بما تُمكِّن البلدين الاستفادة من فرص التعاون المُشترك في شتّى المجالات. والتقى وزير الخارجية المكلف السفير، علي الصادق، بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذربيجانية باكو، حيثُ عبّر الوزير عن تقديره على المساعدات الإنسانية التي قدّمها الهلال الأحمر الإيراني للسودان خلال الأزمة الراهنة، كما قدّم التهنئة لنظيره الإيراني بإعادة العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي من شأنه أن يُعزِّز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم الإسلامي. واستعرض الوزير خلال اللقاء، تطوُّرات الأحداث الداخلية في السودان، مؤكداً أن القوات المسلحة قادرةٌ على حسم التمرد في مدىً زمني قصير، إلّا أنّ ما يؤخر الحسم العسكري حالياً هو تواجد المتمردين داخل المرافق الحكومية ومنازل المواطنين، وأن الجيش السوداني لا يرغب في انتهاج سياسة الأرض المحروقة بالعاصمة بهدم كافة المباني التي يختبئون فيها. بدوره، أعرب الوزير الإيراني عن عميق أسفه لما آلت إليه الأوضاع في السودان، مشدداً على أن الحكومة الإيرانية تعتبر أن ما يحدث في البلاد شأنٌ داخلي، وأن الحل يجب أن يكون سودانياً دون أي تدخلات خارجية، وأضاف أن السودان ظلّ تاريخياً يضطلع بدور محوري في دعم قضايا العالم الإسلامي، مُتمنياً عودة الاستقرار للسودان في أقرب وقتٍ مُمكنٍ.