إثر اندلاع الحرب في إثيوبيا، صار المئات من السودانيين عالقين في كل من "قوندر" و"أززو" وهي بلدة تبعد 16 كيلومتراً من قوندر، حيث كان السودانيون في طريقهم إلى أديس أبابا عبر المنفذ الحدودي القلابات – المتمة، ومنها يواصلون سفرهم لوجهتهم النهائيّة. المعارك العنيفة بين الجيش الإثيوبي وقوات "فانو" في قوندر جعلتهم عالقين في الفنادق، حيث يُواجهون أوضاعاً إنسانية غاية في السوء، ومع اشتداد القصف يلجأون إلى أَقْبِيَة الفنادق التي يُقيمون فيها. السودانيون العالقون في قوندر وأززو فيهم كبار السن، وبعضهم من أصحاب الأمراض المستعصية وأعداد من العائلات والنساء والأطفال وبعض العائلات من دون أزواجهم.. هؤلاء جميعاً يعانون من شح الطعام وإغلاق المتاجر والمطاعم أبوابها، ونفاد الوجبات في الفنادق التي قُطعت منها إمدادات الكهرباء. المسافرون السودانيون تصاحبهم قوات الشرطة الفيدرالية الإثيوبية بمواكب مسلحة حتى وصولهم إلى قوندر. منذ يوم الأربعاء الماضي، قُطعت خدمة الإنترنت في كل من قوندر وبحر دار، وأمس الثلاثاء 8 أغسطس قُطعت اتصالات الهاتف في قوندر. تفيد الأنباء بانسحاب فانو من قوندر بشكل شبه كلي، كما تُفيد مصادر أخرى عن انسحاب فانو أيضاً من مدينة "ديبرى برهان". فانو تلجأ إلى حرب العصابات في مواجهاتها مع الجيش الإثيوبي، لذلك تدخل بعض المدن وتخرج منها، لأنها تُسيطر على الريف خاصّةً ريف مدينة "بحر دار " الذي سيطرت عليه بالكامل من كل الاتجاهات، لذلك تحاول باستماتة دحر الجيش الحكومي والسيطرة على بحر دار عاصمة الإقليم. في وقتٍ، راجت أنباءٌ عن نشر الجيش الإثيوبي لعناصره في منطقتي أززو وقوندر ومناطق متعددة من مدن إقليم الأمهرا منذ صباح اليوم الأربعاء. أما على الجانب السوداني في القلابات، تتكدّس أعدادٌ من السودانيين العالقين وفي انتظار فتح المعبر الحدودي لمواصلة سفرهم عبر إثيوبيا، وبدأ بعضهم في الرجوع ومغادرة القلابات، لأنّ المعبر لن يُفتح في المستقبل القريب. وفي أنباء لاحقة، أفادت بوصول "عبد الرحيم دقلو" إلى إثيوبيا، حيث أقلته طائرة خاصة هبطت به في مطار دبرزيت، وذلك يوم الأحد الماضي، ويقال إنّ الطائرة قدمت من تركيا. مطار دبرزيت به مقر قيادة سلاح الجو الإثيوبي ويعتبر القاعدة الرئيسية لسلاح الجو، وهو منطقة عسكرية لا يسمح فيها بهبوط خطوط الطيران التجارية أو حتى الطائرات الخاصّة. قبل أربع سنوات، أرسلت الدعم السريع ثلاثين من أفراده للتدريب على الطيران الحربي وكانوا يتدرّبون في قاعدة دبرزيت، وكان من بينهم أحد أشقاء زوجة حميدتي، لكنه توفي لاحقاً في إثيوبيا إثر مرض لم يمهله طويلاً. وطيلة السنوات الماضية، تكرّرت الزيارات السرية لعبد الرحيم دقلو وشقيقه القوني لإثيوبيا.