بعد صبر طويل مع المرض غيب الموت يوم الاربعاء 31/10/2012م بامدرمان الرجل القامة القبطان بحري / اسامة مكي عن دنيانا الفانية الفقيد شقيق الراحل البروفسير / فيصل محمد مكي صاحب فكرة (الصلاة الطيبة)البرنامج التلفزيوني الشهير سابقا ووالدته الحاجة المرحومة / سكينة صاحبة معهد سكينة للايتام والمسنين والارامل المرحوم / اسامة تربي في اسرة متدينة كريمة مضيافة ، درس الملاحة البحرية بيوغسلافيا وعمل بالخطوط البحرية السودانية حتى وصل الي وظيفة قبطان بحري وفي عام 1997م نتيجة للخصخصة والتدهور الذي اصاب الشركة آنذاك تركها وتفرغ للعمل في مكتبته التجارية الخاصة الكائنة بجوار بوابة عبدالقيوم بام درمان والتي كانت تعتبر مركزا للتواصل والصلات الطيبة مع جميع افراد البحارة السودانيين داخل وخارج السودان . عرف الفقيد بنقاء السريرة والاخلاق النبيلة وحسن المعشر والتواضع الجم والابتسامة الصادقة لا تفارقه ابدا . كان رحمه الله مقداما عند الشدائد والمحن ، سباقا في عمل الخير ، يسعى بكل اخلاص وتجرد في مساعدة اصحاب الحاجات الخاصة ، كان يحب الفقراء والمساكين من اهل السودان ويسعى في مساعدتهم ، رغم المرض الخبيث الذي ألم به كان يفكر في هموم الاخرين قبل همومه الخاصة عند بلوغ النبأ الحزين .. قامت جمعية الضباط والمهندسين البحريين الخيرية ببورتسودان في اليوم الثاني من وفاته (تجمعا) للعزاء (بنادي التنس) ببورتسودان لعدم وجود (دار للبحارة) حضر عدد كبير من زملائه واصدقائه ومعارفه وذلك لتقديم واجب العزاء .. في هذا التجمع الكبير تحدث نيابة عن زملائه كل من القبطان / عبد المعروف ادريس والدموع تنهمر من عينيه منقبا مآثر الفقيد والخصال الجميلة التي كان يتمتع بها ... مذكرا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم .. (الدين المعاملة) قائلا اسامة كان مثالا في المعاملة الحسنة فمهما حاولنا ان نحصى ثناءه فلن نستطيع ان نوفيه حقه كاملا .. وبكل نبرات الحزن العميق قال : عبدالمعروف ان البحارة بصفة عامة والضباط والمهندسين البحريين بصفة خاصة فقدوا شجرة كبيرة ظليلة كانوا يستظلون تحتها جميعا . وفي تجمع العزاء تحدث ايضا رجل البر والاحسان الباشمهندس بحري / علاء الدين محمد عثمان الذي زامل الفقيد ايام الدراسة بيوغسلافيا معددا محاسنه ، ذاكرا الفقيد لم تتغير فيه صفاته ومعاملاته الانسانية الراقية التي عرف بها منذ ان كان طالبا بيوغسلافيا وحتى وفاته . واقترح ان ينشأ صندوق خيري يحمل اسمه وافتتح الصندوق بتبرع شخصي منه بمبلغ قدره عشرة ملايين من الجنيهات ... الا رحم الله اسامه فقد مضى الى ربه ولكن بقيت ذاكراه العطرة حية في النفوس ، ذهب اسامه وكان يتطلع مثل جميع البحارة السودانيين الى اتحاد مهني يجمع الشمل ويساعد في حل قضاياهم ذهب وبفضل عطائه مكن مندوب البحارة الى الوصول الي مصر في ظروف بالغة التعقيد وذلك من اجل المشاركة في مؤتمر العمالة البحرية الذي تمخض عنه انشاء (اتحاد البحارة العرب) وكان للسودان الفضل في تأسيسه ، ذهب اسامة الى جنات الخلد باذن الله ولا يزال اتحاد البحارة السودانيين الذي يؤمن به مشروعا تحت التأسيس لم ير النور بعد سائلين الله ان يتحقق بعد وفاته .. الهم ارحم اسامة وأكرم نزله وادخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والابرار وحسن اولئك رفيقا . انا لله وانا اليه راجعون صلاح ابراهيم حسن (جانكري) اتحاد البحارة السودانيين (تحت الانشاء)