في الساعات الأولى من صباح الأمس وصلت الوفود القادمة من خارج ولاية القضارف لتشييع الضحايا إلى مثواهم الأخير. نائب رئيس الجمهورية د.عثمان محمد يوسف كبر كان أول الواصلين بمعية ووزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر، ووزير الدولة بديوان الحكم الاتحادي أبوالقاسم إمام، بالإضافة إلى الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير أحمد الحسن. المؤتمر الوطني بعث بوفد برئاسة د.الفاتح عز الدين، فضلا عن وصول عدد من ولاة الولايات وولاة سابقين ووفد من الشقيقة إثيوبيا برئاسة السفير وعدد من ولاة الولايات والممثلين لهم والولاة السابقين للقضارف، بجانب أعضاء حكومة الولاية والمواطنين، ليقوموا بتشييع الضحايا إلى مقابر الجيش بعد أداء المشيعين لصلاة الجنازة بميدان الحرية. نائب الرئيس ينعى الضحايا نائب رئيس الجمهورية لدى مخاطبته مراسم التأبين، ابتدر حديثه بتقديم التعازي لأهل الولاية والشعب السوداني فيما وصفه بالمصاب الجلل الذي راح ضحيته نفرٌ كريمٌ من أبناء البلاد، وهم يؤدون واجبهم الوطني. ووصف نائب رئيس الجمهورية الوالي ميرغني بالمتفاني في مجالات العمل التشريعي والتنفيذي والسياسي والدعوي، منوهاً إلى بذله في خدمة قضايا المواطنين وقضاء حوائج الناس. وباسم رئاسة الجمهورية تعهد د.عثمان كبر بإكمال المشروعات التي بدأها الوالي خاصة مشروع الحل الجذري لمشكلة المياه الذي شارف على الانتهاء، موجهاً حكومة الولاية بالمواصلة على ذات الخطوات التي بدأها الوالي ميرغني صالح. الحركة الإسلامية والوطني.. يبكيان صالح وأكد د.الفاتح عز الدين أن ميرغني صالح من بين زمرةِ صالحين قدمتهم الإنقاذ، ومضوا إلى الله وهم متمسكون بذات القيم والمبادئ السمحة التي يتمسك بها الحزب، قاطعا بأن مسيرة الشهداء ماضية. فيما تناول الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن الكثير من مجهودات ميرغني صالح الدعوية، واصفا إياه بالزاهد الواسع الصدر عفيف اللسان وطاهر اليد. من جانبه استعرض الأمين العام للحركة الإسلامية بالقضارف محمد عبد الفضيل السني مآثر ضحايا الطائرة، قاطعا بأن الوالي ميرغني كان مثالا في الزهد والتواضع ورحابة الصدر وحب الخير وخدمة قضايا الولاية. ماذا قال ممثل الولاة؟ والي الولاية الشمالية ياسر يوسف تحدث نيابة عن الولاة، ناعيا لأهل القضارف والشمالية الوالي ميرغني صالح، مفصحا عن كثير من أوجه التنسيق بينهما في كثير من المجالات، معددا جملة من مآثر الفقيد وحرصه الكبير على تطوير الولاية ونهضتها. القضارف تبكي واليها في السياق، أكد رئيس المجلس التشريعي بالولاية محمد عبد الله المرضي، أن فقيد البلاد ميرغني صالح كان رجلاً يتحلّى بالحكمة والعمل الإداري والوقوف مع الحق واتخاذ القرار، كاشفاً عن كثير من جهود الوالي في محاور تطوير الزراعة وتنمية الحدود وتوفير خدمات الصحة والتعليم والطرق والكهرباء وصدقه لطيِّ ملف العطش بالقضارف. فيما أشار وزير التربية والتوجيه إدريس نور ضرار، الناطق الرسمي باسم حكومة القضارف، إلى دور الوالي الكبير في تحقيق الانسجام بين أعضاء حكومة الولاية وتعامله المتوازن مع الجميع، مبيناً أنه برحيله فقدت الولاية أحد رجالها الأقوياء. الخرطوم تُشاطر الأحزان في السياق، ترحَّمت الهيئة القيادية لمجلس تشريعي ولاية الخرطوم، على أرواح ضحايا الطائرة، الذين لبوا نداء ربهم جراء حادث احتراق الطائرة الهيلوكوبتر صباح أمس الأول وهم يؤدون واجبهم تجاه المواطن والوطن، سائلين المولى عز وجل أن يجعل الجنة مثواهم ويُلهم ذويهم الصبر وحسن العزاء. من جانبه، أصدر حزب المؤتمر الشعبي بيانا، احتسب فيه الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج محمد والأمانة العامة والي القضارف ورفاقه الذين راحوا ضحايا في الحادث الأليم في الطائرة التي سقطت في منطقة القلابات، وقال البيان: "إننا في المؤتمر الشعبي ننعى فيه دماثة الخلق وصدق المقصد والتوجه إلى الله ودأبه المتواصل من أجل خدمة الوطن والمواطنين". ونوه البيان إلى أن المؤتمر الشعبي يُعزّي الشعب السوداني عامة ومواطني ولاية القضارف وأسر الشهداء، ويسأل الله لهم الرحمة الواسعة وأن يجعلهم الله من السابقين الأولين، ويسأل الله عاجل الشفاء للجرحى.