البشير أكد أيضًا أن مصير السودان مع مصر مصير مشترك، وأنهُ منذ وصول الرئيس السيسي إلى السلطة ظلت العلاقات بين مصر والسودان مستقرة، وتطورت إلى الأفضل، كما أشار إلى ضرورة عدم التأثير على حقوق مصر والسودان فى مياه النيل، مشيدًا بدور مصر في أمن واستقرار السودان، لافتًا إلى وجود أطراف تهول مما يحدث في السودان عن طريق وسائل إعلام وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي؛ ونوه إلى الوفد المصري رفيع المستوى الذي زار السودان مؤخرًا وهي رسالة مهمة تؤكد دعم مصر لاستقرار السودان. القضايا الإقليمية أيضًا تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية خاصة منطقة القرن الإفريقي. وأشار السيسي إلى أن التحديات التي تواجه السودان ومصر في المجال الاقتصادي والتجاري تكمن في الاكتفاء الذاتي، مؤكدًا دعم مصر الكامل للسودان في تحقيق الأمن. وحول ملف سد النهضة أكد السيسي العمل مع السودان وإثيوبيا، للتوصل إلى شراكة في نهر النيل، تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف، ومواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة. أيضًا تناول اللقاء العلاقات والروابط المشتركة بين البلدين. وأضاف السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي نقلتهُ وسائل إعلامية إلى أنهُ بحث مع الرئيس البشير سبل تعزيز التعاون لتحقيق المصالح المشتركة، ورفع مستوى التنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، مشددًا على حرص الجانبين على تعزيز التشاور والتنسيق، وتوثيق أواصر التعاون في مختلف المجالات، وتعزيز التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب على استمرار التعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا التي تهم البلدين والحفاظ على دورية انعقاد اجتماعات التعاون المشترك بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أية شواغل أو تحديات قد تطرأ أمام البلدين. علاقات ثنائية وطبقًا لوسائل إعلامية قبيل انعقاد القمة بين الرئيسين، فإن زيارة البشير لمصر ستبحثت العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. أما القمة الثنائية بين الرئيسين فإن المباحثات أتت في إطار حرص الرئيسين على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، واستكمالًا لمسيرة التعاون بين مصر والسودان بناء على نتائج الدورة الثانية للجنة العليا المصرية - السودانية المشتركة، والتي عقدت في أكتوبر الماضي بالخرطوم، فضلا عن التشاور المتبادل بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ووفقًا لمراقبين، فإن اللقاء تضمن عدة ملفات أمنية واقتصادية. يُذكر أن السيسي صرح في وقتٍ سابق عقب بداية الاحتجاجات أن مصر تدعم بشكل كامل استقرار وأمن السودان، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، كما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي زار السودان عقب اندلاع الاحتجاجات والتقى بالرئيس البشير –أكد- في ختام لقائه بالبشير أن "أمن واستقرار السودان من أمن مصر واستقرارها، مجددًا ثقتهُ في تجاوز السودان الظروف الحالية. ويرى مراقبون أن السودان يمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر يجب المحافظة والإبقاء على استقراره. تطورات داخلية الزيارة لمصر تأتي عقب تطورات داخلية عديدة حيثُ أعلن حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي يوم الجمعة انضمامه للتظاهرات ودعمه للحراك الشعبي وتوقيعه وثيقة مع تجمع المهنيين السودانيين. أيضًا وصل قبل أيام للسودان وفد وزاري سعودي بتوجيهات من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن الزيارة تأتي في إطار البحث عن دعم عربي. من جانبه يرى المحلل السياسي د.الحاج حمد في حديثه ل(السوداني) أمس أن زيارة البشير لمصر رسالتها الأولى الداخلية إلى أن الأوضاع طبيعية، لافتًا إلى هناك تحركات إقليمية كبيرة تتبلور إذ لا يُمكن أن يكون الوضع العالمي في سكون مع ما يجري في السودان لجهة الوضع الإقليمي الاستراتيجي له، وأضاف: هناك معسكران في الإقليم، معسكر قطر والإخوان ومعسكر السعودية والإمارات، ومحور الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرًا إلى أن السيسي يعتقد أنهُ عراب السودان وذلك لعلاقتها تاريخيًا بالسياسية السودانية لذلك فهو يلعب الآن الدور التفاوضي مع المحاور الموازية. زيارة عادية من جانبه وصف السفير الطريفي كرمنو في حديثه ل(السوداني) أمس زيارة البشير لمصر بالعادية مستبعدًا التطرق لما يمكن أن يُحل الأزمة الاقتصادية بالسودان لجهة أن مصر لا تملك ما يمكن أن تقدمهُ وهي أيضًا بحاجة للدعم الإقتصادي، وأضاف: ليست بأكثر من تبادل للآراء إلى جانب أن مصر يُمكن أن تطرح رؤى وأفكار حول الأزمة السودانية الراهنة وكيفية معالجتها وتجاوزها فهذه هي المرةُ الأولى التي يمر بها السودان بهذه الأزمة مستبعدًا وجود قضايا أو ملفات أخرى بخلاف الوضع الراهن في السودان والمبادرة الكويتية التي طرحت للأزمة الخليجية، وأضاف: أمن مصر مربوط بأمن السودان والقلق قاسم مشترك. ويرى الخبير الاستراتيجي الهادي أبو زايدة في حديثه ل(السوداني) أمس أن زيارة الرئيس البشير لمصر لا تتعلق بالأزمة الاقتصادية والوضع الراهن، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار التغييرات الإقليمية في الشرق الأوسط وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وقتٍ سابق أن من أن الولاياتالمتحدة لا تريد لعب دور الشرطي في الشرق الأوسط بلا مقابل، معتبرًا أن الزيارة فيها رسائل تطمينية لمحور السعودية والإمارات عقب زيارة الرئيس لقطر، لافتًا إلى أن الزيارة ربما تضمنت الدور الكويتي في حل الأزمة الخليجية، وأضاف: هناك تغييرات في الأولويات والمحاور الدولية.