لا بد من التذكير بأن البرنامج وحلقاته التي شاركنا فيها موجودة على اليوتيوب وموقع برنامج (حتى تكتمل الصورة) على الفيس بوك. وأن المشاركين فيها هم وزير الإرشاد الشيخ مصطفى الياقوتي والدكتور محمد علي الجزولي مدير مركز الإنماء المعرفي. تحدثنا بالأمس عن فتوى (التترس) بصورة عامة والأمر بالتاكيد يحتاج إلى شرح مستفيض ولكنني سأتجنب اللغة الفقهية التي تُدخل عامة القراء في حالة من اللبس أو عدم الفهم. (التترس) من الفتاوي التي تأسست عليها عمليات السلفية الجهادية وهي كما ذكرت مذهب إسلامي فقهي معتبر ولكن هنالك قضيتين فيهما مقدار كبير من الخطأ وهما: (قياس إمرة الجهاد على السفر) و (التترس) ... لقد شرحت المسألة الأولى والآن أشرح الثانية. التترس هو إتخاذ الكفار المحاربين للمسلمين درعا (ترسا) بشريا بحيث لا يمكن قتل الكفار إلا بقتل المسلمين وربما يؤدي تفويت هذه الفرصة إلى قتل أعداد أكبر من المسلمين. على سبيل المثال ... مجموعة محاربة تختطف ثلاثة مسلمين وتقتحم مفاعلا نوويا عسكريا إسلاميا وتقترب من دخول مركز التحكم وهي تمتطي حافلة فيها الرهائن أو الدروع البشرية ويمكن للجيش الإسلامي أن يقصف الحافلة فيقتل المسلمين والكفار وإذا لم يفعل ذلك دخل الكفار المحاربون إلى مركز التحكم وووجهوا كل القوة النووية ضد مدينة تعدادها السكاني 3 ملايين نسمة. هل يجوز قتل ثلاثة مسلمين أبرياء من أجل حقن دماء ثلاثة ملايين؟! هذا الشرح لتقريب الفهم للفتوى وموضوعات الأرقام والمفاعل النووي غير ضرورية وكذلك موضوع كفار أو غير كفار غير مهم لأن التمرد يمكن أن يقوم به مسلمون. المهم في الأمر أن فتوى (التترس) لديها ضوابط وشروط وينبغى للسلفية الجهادية إذا ارادت أن تحتج بها أن تلتزم بشروطها وضوابطها. ما حدث في 11 سبتمبر لا يشبه فتوى (التترس) لأن هدم أبراج التجارة لا يحقق هزيمة لأمريكا إنما يحقق (نكاية) ولا يحقق سلامة للمسلمين ولكن يحقق (إنتصارا نفسيا في نظر البعض وجريمة ووصمة عار في نظر البعض الآخر) ... وربما التزم هنا بغرض التوازن في (الحوار) باحترام مشاعر من يحب السلفية الجهادية وابن لادن والظواهري حتى وإن كان لدي رأي في موضوع (الانتصار النفسي) ... فهو وإن تحقق لبعضهم لا يعتبر ذو صلة بفتوى (التترس( ..! تم تفريع عشرات الفتاوى على قضية التترس .. وظهرت أخطاء شنيعة وللأسف كلها تنسب للإسلام ... وعلى السلفية الجهادية أن تراجع هذا الأمر كما قامت بمراجعة أمور كثيرة داخل السجون المصرية في التسعينات ... وقررت تغيير أساليبها وبعض مفاهيمها.