الأمين العام لرئاسة الجمهورية محمد محمد صالح أوضح أن قوات الدفاع المدني برئاسة الجمهورية تمكنت من السيطرة على حريق محدود شب عصر السبت في الرابعة إلا ربعا بمباني القصر الجمهوري القديم. منوها إلى أن الحريق شب في عدد محدود من المكاتب بالطابق الثاني نتيجة تماس كهربائي. مشيرا إلى أن معظم مباني القصر القديم غير مستغلة حاليا لانتقال إداراتها إلى المباني الجديدة للأمانة العامة لرئاسة الجمهورية. من يعمل في الطابق الثاني؟ طبقا لمعلومات (السوداني) تاريخيا لم تكن هناك أي إدارات بالغة الأهمية في هذا الطابق، إذ أنه وحتى بداية الإنقاذ كان مجرد بيت ضيافة، وأن الجزء الذي احترق صالة طعام بمعنى أن النيران لم تمس أي ملفات سيادية مهمة أو سرية. وبحسب معلومات (السوداني)، فإن الحريق شب في الطابق الثاني وتحديدا بالجزء الشرقي الذي كان مستغلا في السابق لكل من وزير رئاسة الجمهورية د.فضل عبد الله فضل ووزير الدولة السابق الرشيد هارون وبعض المكاتب التي يستغلها جزء من سفراء يتبعون للإدارة السياسية، إلا أن هؤلاء جميعا تم نقلهم إلى مبنى جديد "الأمانة العامة". وطبقا لمصدر مطلع في حديثه ل(السوداني) فإنه وبعد انتقال الرئيس البشير ونوابه إلى القصر الجديد الذي شيد كهدية من الحكومة الصينية وعلى أيدي شركة صينية خصص القصر القديم إلى مساعدي البشير وبعض الإدارات بصورة مؤقتة لحين اكتمال مبانٍ جديدة لهم ليصبح القصر القديم متحفا. مساعدو البشير أما الطابق الأرضي من القصر القديم فقد خُصِّص لمساعدي الرئيس وهم عبد الرحمن المهدي وموسى محمد موسى والجزء الغربي لمحمد الحسن الميرغني. وكشفت مصادر (السوداني) عن أن الترتيبات تجري لنقلهم إلى مبنى يقع شمال القصر الجديد. ثاني حريق حريق القصر القديم لم يكن المرة الأولى التي يتعرض فيها تحديدا الطابق الثاني لحريق، إذ أنه وفي بداية عهد الإنقاذ عندما كان وقتها د. غازي صلاح الدين وزير دولة بالقصر قضت النيران وقتها على ذات الطابق ومما يساعد على سرعة اشتعال المبنى هو مواد البناء التي تتكون من الخشب والطين، بعد الحريق انتقل شاغلو الطابق لإدارة أنشطتهم إلى مباني قاعة الصداقة لحين الانتهاء من أعمال الصيانة. طابق استضاف جورج بوش الأب الطابق الذي مسته النيران علمت (السوداني) أنه ظل يستخدم ك(بيت ضيافة) منذ الاستقلال وحتى بداية عهد الإنقاذ، إذ أنه وفي عهد الرئيس نميري نزل ضيفا بغرفه الرئيس المصري أنور السادات، كما كان من أشهر ضيوفه على الإطلاق نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب الذي زار السودان إبان المجاعة في ثمانينيات القرن الماضي وفي عهد الإنقاذ نزل في ذات الطابق كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والأريتري بعد تحرير بلاده أسياسي أفورقي والليبي معمر القذافي، وكان يخصص الجزء الذي احترق كصالة طعام. وبحسب معلومات (السوداني) فإنه وبعد قرار نقل بيت الضيافة إلى خارج القصر، وُظِّفَ هذا الطابق لمكاتب بعض الوزراء أبرزهم د. غازي صلاح الدين وممثل الحركة الشعبية د. تيلار دينق ومساعد رئيس الجمهورية السابق جعفر الميرغني. ربما يعد القصر القديم من أقدم المباني التي شيدها الأتراك إبان احتلالهم للسودان إذ أنه شُيِّدَ خلال الفترة من (1821-1885) واستخدمت في المرحلة الأولى من البناء مواد مستمدة من أنقاض مملكة علوة بعد انهيارها. فيما ماثل شكل المبنى الطراز الذي كان سائدا في أوروبا في القرن السابع عشر. ويتكون القصر القديم من جناح رئيسي يمتد شرقا وغربا وجناحين شمالا وجنوبا في أبعاد متساوية، ويقع الباب الرئيسي جهة الشمال حيث جرى تعديله في العام 1995م. خصص القصر بعد تشييده كمقر للحاكم العام التركي الذي كان يتنقل ما بين مقر إقامته ومكاتبه التي تقع خارج القصر "مبانى وزارة المالية" حاليا، وكان غردون باشا يسكن في الطابق الثاني ومكتبه في الطابق الأول. وإبان استعمار الحكم الثنائي خصص الطابق الأرضي كمكاتب للإدارة والدور الأول مقرا للكنسية الإنجليزية والثالث مكتب الحاكم العام.