واجبنا في الصحافة الرياضية يفرض علينا تقديم النصح في كل القضايا من خلال وجهة نظرنا التي يمكن أن يتفق معها أصحاب القرار أو العكس وليس من حقنا إلزامهم بتنفيذ رأينا بل يفترض أن نتقبل القرار إن كان عكس ما نقول وذلك من مبدأ إيماننا باحترام الرأي والرأي الآخر أولا بجانب أن من يكون في موقع اتخاذ القرار هو المسئول الأول والأخير وليست هناك جهة يمكن أن تحاسبه إلا الجمعية العمومية التي أتت به. وبالتالي عندما قلنا رأينا المعارض لمبدأ تسجيل نجمي الهلال هيثم مصطفى وعلاء يوسف للمريخ كان ذلك من منطلق النصح بعد أن ذكرنا المبررات ونعلم جيدا أن المجلس ليس ملزما بالأخذ برأينا ولو كان عكس ذلك لاحترمناه كما فعلنا في كثير من الأمور التي كانت وجهة نظرنا تختلف فيها مع المجلس ونذكر منها على سبيل المثال عودة الحضري واستمرار ريكاردو حتى نهاية الموسم. ولهذا كنت أتوقع أن يحترم الجميع القرار الذي خرج به المجلس في هذا الموضوع رغم أننا ماكنا نتمنى أن يصل مرحلة التصويت وهو قرار أيده أغلب محبي المريخ والمنتديات والشارع المريخي خير دليل وإن كان البعض يؤيد تسجيل علاء الدين باعتباره أصلا ابن المريخ وهو لاعب يحتاجه الفريق وقد تأثر كثيرا برحيله بدلا من مهاجمة أعضاء المجلس الذين صوتوا لصالح صرف النظر عن ضم اللاعبين. الغريب أن يلوم البعض سعادة الفريق عبدالله حسن عيسى في طرح رأيه وهو محق في ذلك والتقليل من مكانته وقدرته على تولي منصب الرئيس لمجرد أنه لم ينفذ رغبتهم وأعتقد أن الفريق عبد الله لا يحتاج الى شهادة مني في أنه أفضل من يخلف جمال الوالي وما قدمه للمريخ لا ينكره أحد حتى عندما كان رئيسا لرابطة المريخ بالرياض ويكفي أن نشير فقط الى دوره في تسجيل اللاعب ضفر. من الظلم أن نتنكر لرجل لمجرد انحيازه لقرار ضد رغبتنا والغريب أن الذين هاجموا عبدالله في قراره لم يلوموا السيد جمال الوالي عندما تمسك باستمرار المدرب ريكاردو وهم الذين كانوا ينادون وحتى آخر لحظة بإقالته ووصف الذين صوتوا ضد تسجيل اللاعبين بأنهم (لوبي) فلماذا لا يوصف الذين صوتوا مع القرار بأنهم أيضا (لوبي) ؟. إن كان هناك شخص في المجلس يستحق اللوم فهو السكرتير الأستاذ عصام الحاج الذي ظل يبشر في أجهزة الإعلام بتسجيل اللاعبين قبل أن يجتمع المجلس. صرف النظر عن تسجيل الثنائي أنقذ المريخ من فتنة وأتمنى أن يحترم الجميع هذا القرار وإن كان البعض يرى في تسجيلهم ضربة لرئيس الهلال كما قال لي أحد الزملاء المتحمسين لهذه الخطوة فأقول بالعكس إن تسجيل هيثم بالذات في المريخ انتصار كبير للبرير سيكسبه معارضوه وسيقول لهم ببساطة إننا على حق وإن هيثم لا يحب الهلال. سفاري يستحق التكريم ماكنا نتمنى أن ينتهي مشوار اللاعب الخلوق محمد علي سفاري مع المريخ وهو مازال في ريعان شبابه ووصل مرحلة النضج ولكنها سنة الحياة والرأي الفني يجب أن يحترم. سفاري جاء للمريخ من أم بدة صغيرا وأخذ مكانته في تشكيلة الفريق بسرعة وفي المنتخب وساهم كثيرا في الإنجازات التي حققها المريخ والمنتخب الوطني وكان وفيا ومخلصا لناديه ويكفي أنه أعاد تسجيله أكثر من مرة رغم العروض المغرية التي قدمها له الهلال ونذكر إجابة والده الذي قال من يرغب في خدمات ابني عليه الاتصال بجمال الوالي. سفاري يستحق التكريم من محبي المريخ ونتمنى له التوفيق في محطة أخرى بعد أن وضع بصمة واضحة في المريخ وسطر اسمه في تاريخ النادي مع العمالقة.