وَجَدَ القرار الإعفاء، تأييداً كبيراً من الجميع نسبةً للسياسات الخاطئة التي كان يتّبعها محمد حاتم سليمان التي كانت سبباً في تدمير وتراجع التلفزيون وأثارت سخط وغضب العاملين في ذلك القطاع، بجانب الانتقادات الحَادّة التي لاحقته عبر الأسافير بسبب تجاهُل الإذاعة والتلفزيون الحكوميين للحراك الثوري في البلاد، وتركز الهجوم الإسفيري على عرض كثيرٍ من القضايا التي ظلّت تُلاحقه وكشف المستور والمُطالبة بمحاكمةٍ عادلةٍ. الجدير بالذكر أنّه تقلّد منصب مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون لفترتين، وشغل مناصب حزبية رفيعة بالمؤتمر الوطني، آخرها رئيس الحزب بولاية الخرطوم، كَمَا أنّه يُعد رمزاً من رموز حزب المؤتمر الوطني الذي كان حاكماً. (2) من جانبها، لم تسلم وكالة السودان للأنباء "سونا" من الاتهام والهجوم، وذلك عندما سيّرت شبكة الصحفيين السودانيين، موكباً ضخماً تم اختيار مبنى وكالة "سونا" موقعاً لبداية انطلاقته، والمغزى من ذلك هو أنّ "سونا" تُعتبر اللسان الناطق باسم الحكومة المخلوعة، وهدف الموكب هو تحرير الأجهزة الإعلامية الحكومية من قبضة النظام، ومنذ إطاحة الرئيس عمر البشير، وجّه صحفيون، هُجُوماً وانتقادات حادّة من خلال الأسافير لوكالة السودان للأنباء الحكومية "سونا"، لعدم اهتمامها بالثورة واستمرارها في خدمة أجندة حزب المؤتمر الوطني، وطالبوا بالتغيير والتّحرُّر من كل ذُيُول الإعلام المُوجّه من أجل إعلام حر بلا أجندة، كما أنّه تمّ تنظيم موكبٍ آخر باسم (عزل ذيول النظام) من أمام مبنى وزارة الإعلام والاتصالات لتحرير مُؤسّسات الإعلام وأجهزة الدولة الرسمية من قبضة النظام المُباد وذُيُوله وزبانيته. (3) خلال الأيام الماضية، أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، قراراً قضى بإعفاء عبد الماجد هارون من منصبه كوكيل لوزارة الإعلام والاتصالات، وذلك بعد يومٍ فقط من تَعيينه، الذي أثَارَ غضب أهل الإعلام قاطبةً لتتم مُهاجمته ومُحاسبته من خلال الأسافير نسبةً لانتمائه المُعلن للمؤتمر الوطني وخدمة أجندته، فيما صرّح وقتها رئيس المجلس العسكري، مُوضِّحاً أسباب تراجعه عن القرار بأنّه أقال عبد الماجد هارون من منصب وكيل وزارة الإعلام، وكشف عن أنّه لم يكن يعلم بتاريخه السِّياسي وانتمائه السابق قبل تعيينه. والجدير بالذكر أنّ عبد الماجد هارون أوكله إبراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان المخلوع، الإشراف على المجلس الوطني، إضافةً إلى تسميته ناطقاً رسمياً باسم المجلس، ويشرف على إدارة الإعلام بالأمانة العامة للمجلس، ويُقدِّم المشورة لرئيس المجلس فيما يخص التغطية الإعلامية للجلسات والأنشطة التي تدور في أروقته، ومنذ تولي البرهان رئاسة المجلس الانتقالي، أقال عدداً من المسؤولين المحسوبين على نظام الرئيس السابق عمر البشير مُستجيباً لكل ما يقدم إليه من حقائق دامغة تكشف تورُّط الشخصية التي يتم اختيارها، مُؤكِّداً أنه يسعى لخدمة الوطن وتنفيذ مطالب الشعب.