تتداول بعض المواقع بالشبكة العنكبوتية بشيء من السخرية الخبر المنسوب للأخ عمر نمر معتمد محلية الخرطوم والذي يتلخص في أن المعتمد أعلن منع وجود الحمير بوسط الخرطوم.! السخرية غالبا ليست من الأخ المعتمد ولا من قراره المشار اليه بقدر ما هي من الحمار، هذا المخلوق الذي يصنف من المخلوقات الغبية موضع المثل في هذا السلوك ، (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا (5)) سورة الجمعة، وهو مثل وصفه القرآن بأنه بئس مثل من مثل به، والحقيقة أنه مهما حاولنا تجميل صورة الحمار واجتهدنا في ذلك ونظرنا للجوانب المشرقة فيه وقلنا: إن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الخليفة الأموي سمي مروان الحمار لصبره وشجاعته ، ثم زدنا بسرد منافع الحمير وغير ذلك فاننا لن نستطيع مسح الصورة البئيسة للحمار ،القابعة في أذهان الناس. صحيح هنالك (شوية) ظلم لهذا المخلوق لكنه ظلم موضوعي ومنطقي ، سببه سلوكه وتصرفاته (الحمارية) و(حمرنته) التي لا داعي لها!. إن الحقيقة التي يجب أن ينظر عبرها لقرارات الأخ المعتمد، هي أن الخرطوم مدينة متأخرة جدا عن ركب الحضارة المعمارية والتخطيطية الحديثة وهي محتاجة لجهود كثيرة وبإيقاع سريع لقطع المسافة المفقودة في طريق المدن العصرية فهي يصدق عليها القول:( البنات فاتوك في القطار الفات) وهذه الجهود تحتاج لمثل هذه القرارات الواقعية والمقاسة قدر لحافها، فمن أين يأتي عمر نمر بمصانع ليتحدث كما يتحدث (معتمد) لانكشير أو شنغهاي أو غيرهم من (معتمدي) المدن الصناعية، عن التلوث البيئي؟ ، ومن أين يأتي ببحر أو محيط فيواكب أذواق الشباب الاسفيري فيتحدث عن الشعب المرجانية وبيئة السواحل ؟ وهل مطلوب من سعادته أن يتحدث كما يتحدث المسؤولون في هيروشيما ونجازاكي عن آثار القنبلة الذرية ؟ أو كما يتحدث مسؤولو كولالامبور عن التزهير والتصفيف و أدبيات الجمال؟ عمر نمر تعاني مدينته من مشكلة الحمير _ الحمير يا شباب إن عجبكم _ وسيتحدث عنها! وماله مثل هذا الحديث، ألم يتحدث مثله الحبيب بورقيبة عن الماعز وأعلن عن محاربتها لتتفتح الزهور في تونس الخضراء ؟ ما لها الحمير ؟ حمير خرطومنا هذه مثل نعجة ودبدر، التي تقول قصتها إن أحد حيران الشيخ _ رحمه الله _ شكا له من إخوانه الذين يقولون له النعجة فقال الشيخ: (النعجة ما لها ؟ نعجة سرورا عورتها مستورة ، وعند الموت صبورة، وجناها ببيعو في سابع شهورا)! قرار الحمير ما لو ؟ قرار السرور، البصلح الطابور وينظم حركة المرور ويخلينا نستمتع بالزهور! طبعا الأخيرة إن وجدت!