(صوالين الفن).. غياب مؤثر الخرطوم: نهاد أحمد كانت (القعدات) والصوالين الادبية ارضا خصبة لبزوغ كثير من الاغنيات التي شكلت وجدان الاغنية السودانية وساهت في إبراز كثير من الشعراء والفنانين الذين أثروا الساحة الفنية فأطلق عليها (صوالين ادبية)، اما الآن اختفت تلك الصوالين والقعدات عن الوسط الفني لتأخذ مكانها (القعدات الخاصة) حيث تحتكر هذه القعدات على فئات الفنانين واصحابهم وكثيراً ماتخرج من تلك القعدات الكثير من الاغنيات الركيكة التى اصبحت تغذي الساحة الفنية بوابل من الأغاني غير الجيدة والتى تصنف ضمن الاغاني الهابطة، (السوداني) استطلعت عددا من الشعراء والفنانين عن هذا الامر فماذا قالوا؟! قعدات غير بريئة الشاعر مدني النخلي قال: إن الصوالين بمعناها السابق والقديم اصبحت غير موجودة الآن واضاف: "الصوالين فى السابق ساهمت في انتاج العديد من الأغنيات واظهرت مجموعة من الفنانين العمالقة آنذاك"، واشار الى ان قعدات الفنانين ايضاً كانت موجودة من زمان لكنها كانت قعدات غير بريئة تحتوي على الشراب والفنان الراحل مصطفى سيد احمد كان يرفض مصطلح (قعدات) وهو الذى روج لكلمة جلسة استماع وأشار الى أن بعض أصحابه عندما كانوا يدعونه لقعدة يعتذر لهم، واشار النخلي الى ان القعدة لديها مفاهيم خاصة لدى السودانيين لذلك اطلق على القعدات لفظ الصوالين نسبة لأنها تجمع الشاعر والملحن والمؤدي للخروج بالأغنية الى المستمع بشكل جميل واضاف أن الأعمال الجادة تخرج من مثل هذه الصوالين والصالون يعكس مشكلة مجتمع ونحن محتاجين لمثل هذه الصوالين لإثراء الحياة ولمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والفنية وصالون الراحل سيد احمد الخليفة يعد من الصوالين الجيدة التى تطرح العديد من المواضيع الهامة. اكتشاف فنانين وتحدث الينا ربيع ابن الشاعر كباشي حسونة صاحب اغنية (معذرة) التى تغنى بها الفنان زيدان ابراهيم واغنية (لحظة سعيدة) لصلاح بن البادية باعتبار ان منزلهم كان يعد من اشهر الصوالين الادبية بودمدني قائلاً ان الصوالين الادبية كانت فى السابق كثيرة ومعظم الادباء والشعراء خرجت اعمالهم من الصوالين. ويضيف ربيع أن والدهم كباشي حسونة خصص صالوناً بالمنزل للعديد من الفنانين حيث خرجت منه عدد من الاغنيات لمعظم فناني ودمدني والعاصمة آنذاك وساهم في اكتشاف عدد من الفنانين المشهورين من ذلك الصالون. وفي ذات السياق يقول: الفنان الشاب محمد حسن ان قعدات الفنانين كانت موجودة في السابق وجميع الاغنيات ذات الكلمات الرصينة والتي وجدت شهرة واسعة خرجت من تلك القعدات والجلسات التى كانت تضم الشاعر والملحن والمستمع والناقد لذلك خرجت الاغنيات فى السابق بشكل رصين وجيد، واضاف: محمد حسن ان الصوالين الفنية والقعدات اصبحت مفقودة للعديد من الاسباب سواء كانت اقتصادية او سياسية او اجتماعية ويختم حسن حديثه ويقول: "الآن اصبحت الاغنيات تفتقد الرصانة بسبب غياب الصوالين الادبية". رصانة عبر القعدات ويقول الفنان علي السقيد ان هنالك ظروف عديدة ساهمت في اختفاء القعدات والصوالين الادبية من ضمنها سياسة الحياة التى كانت فى السابق بسيطة وكل شيء كان في متناول الايدي الى جانب ضغوطات الحياة الاجتماعية لذلك انحسرت تلك الصوالين على الرغم من وجود نشاطات محافظة من قبل البعض على شكل الصالون الذى ينتج رؤى عديدة وافكار متبادلة فعندما يلتقي الشاعر والملحن والفنان فى الصالون ويتطارحون وجهات النظر تخرج الاغنيات بنوع من الرصانة وأتمنى ان ترجع الصوالين الادبية الى السطح مرة أخرى".