لست أدري من أين أبدأ غير أن يراعي سال مداده إيذاناً بابتداء نبض الحروف والكلمات التي تحمل في مضمونها، تخصص طبي حديث نوعاً ما بدأ في بريطانيا قبل (30) عاماً وصل أمريكا قبل (10) أعوام وسيدخل السودان عبر جمعية تداعي في هذا العام، وهو يعني بتحسين حياة الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، مثل السرطان، الايدز، الفشل الكلوي، من خلال التواصل بين المريض والمعالج والأسرة، وهذا ما يقدمه مركز العلاج التلطيفي بالوقوف على حقيقة المرض وما هو متوقع من كوكبة من المختصين في الطب والعلوم النفسية والاجتماعية والرياضية، للتعايش مع المرض وهذا النوع من العلاج بالنسبة للمؤمنين عادي باعتبار أن حكم الموت صادر ومؤجل، وأن الموت يمكن أن يأتي في أي لحظة. فإذا مرض الإنسان مرضاً شديداً أو مزمناًُ فهذا مؤشر من الله سبحانه وتعالى، وكونه يعلم أنه في مرض الموت فيه إحساس عميق بالنسبة له، يجب أن يستخدم في ترتيب أموره وذلك أحسن من موت الفجاءة الذي استعاذ منه النبي صلي الله عليه وسلم وهذه المعاني غائبة عن المجتمعات غير المسلمة التي لا ترى في الموت إلا انقطاع مباهج الحياة الدنيا وزينتها وأنه نهاية لمصيره كإنسان – أما المؤمن فلا يخاف الموت بل أحياناً يشتاق اليه لأنه عبور من الحياة العاجلة الى الحياة الآجلة والنعيم المقيم وهذا مصدر بهجة وسعادة وطمأنينة ودخول هذا النوع من المراكز لا يزيد مرضانا شيئاً إلا أنه يكسب أطباءنا مهارات جديدة في معاملة مرضاهم والتخفيف عنهم وإعدادهم بروح الأمان والرضى بقضاء الله وقدره وهذا ما يكسب الطب أبعاده الإنسانية والإيمانية. إن تنفيذ هذا المشروع بين يدي الجهات الرسمية والشعبية والخيرين وثقتنا في الاستجابة لا تحدها حدود، وفوق ذلك نقول للدكتورة / نهلة جعفر بمستشفى الذره.. جزاك الله خيراً عن هذه الفكرة التي ظلت ومضة وسط دياجر الإحباط واليأس، مما ألبسنا نحن عشيرة المتطوعين في الجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال مرضى السرطان (تداعي) تاجاً من فخار وإعزاز في فعل الخير.