أنهى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس دولة الجنوب الفريق أول سلفا كير ميارديت بأديس أبابا مساء أمس قمة وصفت ب(الناجحة)، وقال البشير بعد القمة ملوِّحاً ل(الصحفيين)، (كلو تمام). وبحث اللقاء باستفاضة قضية اتهامات الخرطوم لجوبا بدعم المتمردين في الهجوم على شمال وجنوب كردفان، والمشاكل التي تعترض تنفيذ اتفاق التعاون، وفي ما تم الاتفاق بين الطرفين على تشكيل الأجهزة الانتقالية لأبيي وتشكيل لجنة رباعية للتحقيق في مقتل ناظر دينكا نقوك، أكد الجانب الجنوبي تمسكه بتنفيذ اتفاق التعاون وعدم دعم المتمردين، وجدد تمسكه بزيارة سفاكير للسودان للاحتفال بتدشين تصدير نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية. في وقت أجرى فيه مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع لقاءات مكثفة مع مسؤولين غربيين وأفارقة على صلة بالملف السوداني. حزمة واحدة وعلمت (السوداني ) أن البشير وسلفا أكدا الالتزام بتنفيذ اتفاقية التعاون الشامل كحزمة واحدة، على أن تناقش المشاكل التي تعترض التنفيذ عبر اللجان الفنية. وتم الاتفاق بين الطرفين على إكمال ترتيبات معابر الحدود، و الإسراع في إنشاء إدارات أبيي، وتنفيذ الترتيبات التي تم الاتفاق عليها باعتبارها خطوة مهمة في التطبيع وتحقيق الاستقرار بالمنطقة، لأن قوات اليونسيفا قوات قتالية لا شأن لها بإدارة المنطقة، وستجتمع اللجنة الأمنية المشتركة بين البلدين قريبا لتشكيل الأجهزة الانتقالية بأبيي. وتم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة رباعية للتحقيق في مقتل ناظر دينكا نقوك كوال دينق، تضم الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والسودان ودولة الجنوب، وستسمي الدولتان ممثليها في اللجنة. وكشف وزير الخارجية علي كرتي عن تقدم سلفا كير بمقترح لإقامة الاستفتاء بأبيي رفضه رئيس الجمهورية. مواجهة عنيفة وضم الاجتماع المطول الذي تجاوز الساعتين من جانب السودان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ومساعد الرئيس د. نافع على نافع، ووزير الخارجية علي كرتي، ووزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح، وسفير السودان بأديس عبدالرحمن سر الختم ، ومدير مكتب الرئيس الفريق طه عثمان. ومن جانب دولة الجنوب الرئيس سلفا كير ميارديت، ووزير الخارجية نيال دينق، ووزير رئاسة مجلس الوزراء دينق الور. وشهد الاجتماع مواجهة عنيفة بشأن دعم دولة الجنوب للجبهة الثورية، وأشار كرتي في تصريحات صحفية عقب الاجتماع الذي دام لأكثر من ساعتين أن الرئيسين تناولا بالنقاش موضوع دعم الحركات المتمردة، وأكد كرتي أن الرئيس سلفاكير أكد التزامه الواضح بأنه لن يسمح بدعم أي مجموعة متمردة سواء في جنوب كردفان أم النيل الأزرق أم في دارفور، وقال: إن الطرفين تبادلا هذه المسألة بنقاش مستفيض، وإن الرئيس البشير قد طرح المسألة بقوة. وقال كرتي: إن السودان قد أوضح بالوثائق أنه ليس طرفا في تعطيل انسياب حركة المواطنين والتجارة وانسياب البترول، إذ اتضح أن هناك أطراف على الحدود بجنوب السودان تعرقل هذه المسألة، وقال: إن الرئيس سلفاكير قد وعد بالنظر في الأمر. وأبلغت مصادر (السوداني) أن الحكومة أبلغت رئيس دولة الجنوب بسلوك سلطات حكومته التي منعت مسؤولي شركات النفط من إدخال أجهزة للحقول، ما أدى إلى عرقلة وتأخير ضخ النفط. ووجه سلفا بالسماح لموظفي شركات النفط بالتحرك بحرية والسماح لهم بإدخال أجهزتهم للحقول فوراً. لقاءات نافع وكشفت مصادر مسؤولة تحدثت ل(السوداني) أن مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع أجرى لقاءات مكثفة مع مسؤولين غربيين وأفارقة على علاقة بالملف السوداني، كما التقى برئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلس الأحزاب الإفريقية. وسيغادر نافع اليوم من أديس إلى بكين على رأس وفد من مجلس الأحزاب الإفريقية. وكشفت المصادر أن الرئيس عمر البشير سيلتقي رئيس الآلية الإفريقية ثابو مبيكي اليوم، كما سيلتقي كرتي بنظيره الأمريكي جون كيري.