اندلعت تظاهرات عنيفة بمدينة ود مدني أمس بعد الزيادات الكبيرة التي طالت تعرفة المواصلات، وحملت حكومة الولاية من وصفتهم ب(المخربين) الذين استقطبوا مجموعة من المشردين، مسؤولية المظاهرات وأعمال التخريب التي طالت بعض المرافق العامة،فى وقت أعلنت فيه الشرطة عن احتواء أعمال شغب ووصفتها ب(المحدودة) في المدينة. واندلعت التظاهرات بعد إعلان زيادة جالون البنزين إلى 22,59جنيه والجازولين إلى 15,43ج وسعر أنبوبة الغاز (30) جنيهاً، وقال مدير إدارة البترول في الولاية صلاح الإمام عقب اجتماع تم مع إدارة النقل بحضور نائب والي الولاية إنه تم الاتفاق على زيادة تعرفة النقل الوسيط الأمجاد بنسبة 50% والحافلات 40% وهو ما رفضه أصحاب المركبات لعدم تغطية تعرفة المواصلات لأسعار الوقود ، ورفع سعر التعرفة بنسبة (100%) ما أدى إلى غضب المواطنين بموقف الأمجاد والموقف العام بالسوق الكبير وقاموا بتهشيم عدد من المركبات وحرق إدارة الأسواق وأكشاك البلدية وتحركوا عبر جماعات إلى الطرق وأضرموا النيران ما أدى إلى إغلاق السوق الكبير وخلو المدينة من المركبات العامة، قبل أن تتدخل الشرطة وتفرقهم بالغاز المسيل للدموع وانتقلت التظاهرات من السوق إلى أحياء المدينة وتم إغلاق جميع الطرق الداخلية بإشعال الإطارات، ولقي الشاب أحمد محمد علي العوض بحي اركويت مصرعه مساء أمس. واحدث المحتجون أضراراً بالغة لعدد من المؤسسات من بينها مقر تليفزيون الجزيرة و أجهزة مكتب كهرباء تحصيل وطوارئ مدني غرب بجانب حرق محطتي وقود الأولى بالسوق الشعبي والأخرى بالسوق الصغير إضافة إلى دمار في مقر الحركة الإسلامية بحي أركويت، وتعرض قسم شرطة الجنوبي إلى هجوم وأتلفوا بعض محتوياته بجانب تهشيم واجهة رئاسة شرطة مرور بشارع بركات إضافة إلى إتلاف مباني الوحدة الإدارية لمحلية مدني شرق والوحدة الإدارية لمحلية مدني غرب. من جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية الجزيرة، محمد الكامل فضل الله، وزير الثقافة والإعلام، أنَّ حكومة ولاية الجزيرة بدأت منذ وقت مبكِّر في الترتيب لامتصاص الآثار المترتِّبة على زيادة أسعار المحروقات، وذلك من خلال دعم الفئات الضعيفة، خاصة الطلاب، وعقد لقاءات متكرِّرة مع نقابات النقل الوسيط والحافلات والبصات. وأضاف أنَّ تلك اللقاءات تمَّ الوصول من خلالها لتعرفة للمواصلات مرضية للمواطنين وأصحاب المركبات العامَّة داخل محلية مدني الكبرى والمحليات المجاورة، حيث تمَّ الإعلان عن هذه التعرفة عبر أجهزة الإعلام المحليَّة. من جهتها أعلنت الشرطة، أنَّ الأجهزة الأمنيَّة والشرطيَّة بحاضرة ولاية الجزيرة ودمدني تمكَّنت، من احتواء أعمال شغب محدودة، قامت بها فئة من "المخرِّبين"، استقطبت مجموعةً من "المشردين"، ودفعت بهم إلى مواقف المواصلات بالمدينة. وأوضحت، في بيان أمس، أنَّ بعض الأضرار لحقت بمحطة وقود بالسُّوق الجديد بالمدينة، كما جرت محاولات لتخريب تليفزيون الجزيرة وبعض المواقع الخدمية والممتلكات، إلا أنَّه تمَّت السيطرة على الموقف وعاد الهدوء للمنطقة. وأفاد البيان بأنَّه تمَّ القبض على عدد من "المخربين"، ولا زالت عمليَّات ملاحقة البعض جارية.