اتكاءة على اللحن والكلمة مع الفنان معتز صباحي: لم أكن شارداً في (أغاني وأغاني) وهذه هي قصة الملابس التي ظهرت بها الفنان غير المحترم مثل الجنين الذي لم يكتمل نموه.. أنا عائد بقوة ولن أتراجع خطوة للوراء.. تجاوزت (مطبات) الاستهداف.. وهؤلاء خارج حساباتي صاحب ولونية مختلفة مميزة.. مثقف وطموح يتقد إبداعاً ودهشة.. على الرغم من الغياب المتكرر وغير المبرر، إلا أن ذلك لم يقلل من شعبيته وجماهيريته. قدم أجمل الأغنيات والألحان، ووضع بصمته الخاصة ليشق طريقه بكل ثبات في عالم الغناء. الفنان معتز صباحي (صداح أو القيصر)، كما يطلق عليه معجبوه.. نشأ وتربى في المملكة العربية السعودية، التي شهدت بداياته الغنائية؛ كان عشقه الأول هو كرة القدم، ولعب في النادي الأهلي بالسعودية، ولكن لأسباب خاصة به عاد إلى السودان لمواصلة دراسته الجامعية بكلية الفنون الجميلة بجامعة السودان، وبعدها واصل مشواره الفني.. نحن وأنتم في سياحة نتجول فيها بناظرينا لنطالع ما بين الأسطر لما تفضل به الفنان معتز صباحي من حديث. *حوار: محاسن أحمد عبد الله *تصوير: متوكل كمال الدين واجهتك انتقادات عنيفة بسبب الأزياء التي ظهرت بها في برنامج (أغاني وأغاني) في نسخته الأخيرة، وتم وصفها بالغريبة.. ما هو ردك؟ حقيقة لم أتوقع هذا الهجوم غير المبرر، لأنني لم أضع في حسباني أن تثير ملابسي كل هذا، لأن الأمر مجرد صدفة. عادت والدتي من القاهرة قبل أن نشرع في تصوير البرنامج بوقت قصير، وهي تحمل تلك الملابس هدية لي، ولا أرى غضاضة فيها أو ما يثير الضجة حولها، في الوقت الذي سافر فيه بعض من الفنانين المشاركين في البرنامج خصيصاً إلى القاهرة لشراء أزياء للظهور بها في (أغاني وأغاني). لقد كان أدائك باهتاً لبعض الأغنيات التي أديتها في (أغاني وأغاني)، ودائماً ما تلتقطك الكاميرا وأنت شارد في أغلب الأحيان؟ (أطلق ضحكة قصيرة ثم قال):إنتي شايفة شنو؟ مقاطعة: دع وجهة نظري جانباً لأستمع إلى وجهة نظرك أنت؟ من خلال وجهة نظري أحمد الله أنني قدمت الشيء الذي يرضيني، ولكن هنالك بعض الأشخاص دائماً يحاولون تبخيس الآخرين وأشياءهم، ويتغاضون عن الإيجابيات ويهتمون بالسلبيات، ويروجون لها، وهذا أمر اعتدت عليه كثيراً، ولا اهتم إلا بمن يُشعرني أنه يقدم لي نقداً حقيقياً، له أسسه ومعاييره, وأحمد الله أنني قدمت ما يرضيني ويرضي جمهوري، ولم يكن ظهوري (باهتاً)، ولم أكن شارداً كما قيل. ظهورك في برنامج (أغاني وأغاني)؛ هل كان إضافةً لك أم خصماً منك؟ بالطبع كان بمثابة إضافة لي عبر الإطلالة المغايرة على طوال الشهر الكريم، والتي جمعتني بعدد من الفنانين الكبار الذين كانوا ضيوفاً في حلقات البرنامج، واستفدت منهم كثيراً وكان بمثابة تجربة جميلة ومميزة. ميولك نحو نمط ولونية بعينها في الغناء.. ألا ترى أنه تقييد بالنسبة لك؟ في البداية لم يكن لديّ ميل نحو الغناء السوداني، ولكن مع مرور الوقت تغير الوضع إلى الوضع الطبيعي، باعتبار أنني سوداني، فأصبحت أعمالي متنوعة، وليست نمطاً واحداً والدليل على ذلك أني أغني نماذج مختلفة من الأغنيات. أنت متهم بأنك فنان كثير الادعاءات تدعي أن هنالك من يحاولون محاربتك في الخفاء؟ الاتهام ليس في مكانه، لأنني لا أدعي شيئاً غير موجود في الأصل، لأنني فنان أتأثر بأي موقف يمر بي، وهنالك الكثير من المواقف والمشكلات التي عانيت منها في مشواري الفني، وكلها كانت مختلقة من البعض، ولكن الحمد الله أنني تجاوزت كل ذلك بعزيمتي وإصراري على المضي قدماً دون التوقف كثيراً في مثل هذه المطبات المصنوعة. بمن تأثر معتز صباحي في بداياته؟ أثارني وأدهشني عشق جمهور الفنان محمود عبد العزيز الخرافي، فتأثرت به، وأستمع لألبوماته دائماً، وأتغنى معه، ولكن بطريقتي، ومعه بدأت تكبر ثقتي بنفسي ومحمود (رحمه الله وتقبله مع الصديقين والشهداء والأبرار)، أول من تأثرت به، وهو أيضاً أول من تغنيت له. في الفترة الأخيرة نشأت بينك وبين الراحل المقيم محمود عبد العزيز علاقة خاصة ومميزة حدثنا عنها؟ كان الرابط بيني وبين الراحل محمود عبد العزيز هو الحقيقة التي بداخله وبداخلي، وأحمد الله أنه كان السبب في أن أقدم غناءً وأشق طريقي، وأنا كنت أحبه، وهو كان لا يعلم ذلك، ولكن في الفترة الأخيرة فاجأني بحبه لي, فهو قدوتي حتى تقوم الساعة (رحمه الله رحمة واسعة). الغيرة داخل الوسط الفني دائماً ما تؤججها نيران المنافسة.. كيف تتعامل معها؟ أنا مؤمن تماماً أن لكل شخص إمكانياته الإبداعية التي وهبها له الله عز وجل، ولا يستطيع أحد أن يقلل من إبداع أحد بغيرته, فأنا عن نفسي لا أحمل في دواخلي إلا النقاء وروح التسامح للجميع، ما دمت فناناً أحمل إحساس الآخرين وأُشعِرُهم بالجمال. عدد من أبناء جيلك من الفنانين الشباب قد اتهموا بنزع رداء الحياء من الأغنية السودانية وذلك بترديدهم لأغنيات تهبط بذوق المستمع بمفردات ركيكة ومبتذلة؟ ما يجب أن ينتبه له هؤلاء، أن الغناء هو شعر وموسيقى، ونحن نجمله بصور مختلفة.. والفنان غير المحترم فيما يقدمه فهو مثل الجنين الذي ولد دون أن يكتمل نموه، والجيل الحالي في حاجة إلى من يوجههم حتى يرتقوا بالفن وبالسمع. مقاطعة: هل تطبق ما قلته بالنص أم أن الأمر مجرد شعارات؟ ما أقوله بالطبع انفذه، وإن لم يكن كذلك، فأنا بحاجة إلى مراجعة حساباتي. أقمت أمسية غنائية في النادي العائلي في الأيام الماضية، قدمت من خلالها عدداً من الأغنيات الخاصة والمسموعة.. هل هذا دليل عافية على أن معتز صباحي نفض الغبار عنه ونزع رداء الكسل ليعود بقوة؟ بالفعل أنا عائد وبقوة، ومن الآن فصاعداً لن أتراجع إلى الوراء، مهما كانت الأسباب، وما حدث في الماضي أعتبره خيراً وفي صالحي لأنه كان درساً للاستفادة منه. لكم في صحيفة (السوداني) كل الشكر والتقدير على هذه السانحة التي عبرت فيها عن ما في داخلي.. مع تمنياتي لك بالتوفيق وأن أكون عند حسن الظن.