حسب إفادات حكومة ولاية الخرطوم، يشهد قطاع المواصلات في الولاية حدثاً مهماً وهو دخول القطار كوسيلة مواصلات اعتباراً من الربع الأخير من العام القادم، ليربط أحياء العاصمة. ويبدو أن الولاية هذه المرة قد ذهبت مباشرة إلى الحل السليم للمشكلة التي ظلت تتخبط أمامها لسنوات، مرة بتغيير مواقف المواصلات، وأخرى بتغيير مسارات الطرق، وثالثة بتحفيز أصحاب مركبات النقل الخاصة، ورابعة باستجلاب بصات من الهند والصين والإمارات وكوريا. ويتطلع المواطنون لانطلاقة المشروع على أحر من الجمر، ويظهر ذلك جلياً في مواقف المواصلات التي تتكرر فيها سيرة القطر بين أفواج المنتظرين لمقعد أو حتى موضع قدم (شماعة) في حافلة أو بص للوصول إلى وجهاتهم؛ وأمس الأول وفي كبري الحرية الذي تحول في سابقة ربما الأولى على مستوى العالم إلى موقف مواصلات اشتبكت مجموعة من الطلاب مع سائق هايس قال لهم: (ما راجع) رداً على سؤال (وين يا معلم؟) المعهود وبعد ملاسنة تم احتواؤها قبل أن تتطور إلى عراك قال أحدهم متوعداً: (بعد القطر يجي إلا تشوف ليك روضة). والمشروع يمثل طوق نجاة لجيل اليوم من عذابات الترحال، ويثير أيضاً شجون جيل الأمس الذي عاصر الترماي أو (الترماج).