أجمل خبر سمعته مساء أول أمس من الفريق طه عثمان الحسين مدير مكتب رئيس الجمهورية أن الرئيس المشير عمر البشير تكفل بعلاج العازف القدير محمدية بالعاصمة الأردنية. ومن المتوقع سفره أمس. وستكون سفارة السودان بعمان في خدمته بتوجيه رئاسي. وأفادني الفرق طه مشكوراً أن الرئاسة سبق وأن تكفلت بكامل علاج محمدية بتركيا قبل وعكته الأخيرة . شكراً جميلاً لرئيس الجمهورية الذي لم يخيب رجاء الملايين من محبي محمدية وشكراً للفريق طه على الاهتمام وعوداً حميداً لصاحب القوس السحري وشكراً . الخبر الجميل تلقيته في البدء من العزيزين الكريمين السيد/ جمال محمد عبد الله الوالي، وجنرال النيل الأزرق الأستاذ /حسن فضل المولى. وأول أمس لم يتوقف هاتفي من الاتصالات المتجاوبة مع ما كتبته عن العازف البارع صاحب القوس السحري (محمدية) وما يعاني من أوجاع وأحزان وإهمال. وسعدت باتصال الأستاذ/ محمد حامد تبيدي مسؤول الصحافة بجهاز الأمن والمخابرات وإعرابه عن تضامن الجهاز مع محمدية في محنته والتنسيق مع الآخرين في المساهمة لعلاج الهرم الموسيقي. وعلمت نهاراً من السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية الأستاذ/ عماد سيد أحمد أن وضع العازف الفنان محمدية سيجد كامل الاعتبار والاهتمام من قبل رئاسة الجمهورية. وفي مبادرة كريمة أخبرني القيادي الشاب المتميز محمد الواثق مدير المركز القومي للإنتاج الإعلامي أنهم في المركز قرروا إنتاج فيلم وثائقي عن محمدية باعتباره ذاكرة الموسيقى السودانية. وتلقيت تعقيباً بديعاً من صاحب الحبر الشفاف والقلم السيال الشفيف الوريف/ هاشم كرار بالوطن القطرية، وآخر لا يقل روعة من الأستاذة/ المتميزة نجاة محمد عثمان. كتب الرائع هاشم كرار: يا غربة الكمان! يالغربة الكمان، ياضياء.. وغربة الابتسامة، وغربة العينين حين تتحدثان لهذا العازف أو ذاك، وكمان محمدية يبوح! قرأت مقالك، وكان محمدية حاضراً في كل ذرة من ذرات روحي التي شكلها بالأوتار الأربعة والقوس، والابتسامة التي تنسرب من روح الروح، وحديث العينين، فانتابني مثل ما انتاب محمدية، من اكتئاب! كنت أنت تكتب عن اكتئاب هذا الرجل البسيط الفنان، فانتقلت العدوى إلي، لأكتشف لأول مرة، أن للكتابة فيروس.. فيروس يُعدي! أتخيلك، وأنت تكتب، يتملكك ذات الاكتئاب. هذا مايتبدى في كل جملة، وفاصلة، وعلامة تعجب، وفي دعوتك الأخيرة للريس. أتخيله- الريس- وهو يقرأك، لن يبخل، وما جزاء الكريم، إلا الكرم! لقد أكرمنا محمدية كثيراً بوشوشة عبير كمانه. أغرقنا في عطر اتكاءة آلته الحنينة، على كتفه الأيسر، والقوس يمشي في رشاقة، إلى أعلى وأسفل، وتمشي معه أرواحنا..تمشي إلى عالم من الوشوشات، والهمسات، والحنية والحنين والبوح، والرجاء.. عالم من أسرار محمدية! قبل أن يتدخل( الريس)، أقترح عليك: اكتب بالخط العريض: أيها الناس.. من منكم يشتري أسرار عالم محمدية؟ أعرض كمانه الذي صار جزءاً من لحمه ودمه وحنينه وآهاته وبوحه وهمساته ودمعه الذي ينقط، في مزاد.. وإنني على يقين من تزيد المزايدين، وكل مزايد يعرف لمحمدية فضلاً في تشكيل الذوق العام! يبقى على من يقع عليه المزاد، أن يأخذ لقطة تاريخية مع هذا الكمان ومحمدية، ويعيد للكمان غربته، بتسليمه مجدداً للرجل الذي لا يمشي القوس العجيب إلى أعلى وإلى أسفل، إلا على يده هو.. شيخ الكمان محمدية! ذلك اقتراح يا ضياء.. وهو اقتراح جدير في ظني- بالأخذ به.. لا، لا تنذهل من جدة هذا الاقتراح، في مثل وطننا السودان، فبالاقتراحات الجديدة، تتشكل مفاهيم جديدة. لنؤسس إذن لمفهوم أن المبدعين الفقراء أغنياء بما ملكت أيديهم من أدوات الإبداع! و... يا محمدية.. أيها الرجل الجميل، لك مني كل الأمنيات بالعافية، ولكمانك الخلاق.. رد الله غربته. وكتبت نجاة : الأستاذ ضياء الدين بلال بارك الله فيك .. فقد زينت صباحاتنا بهذا الكلام الجميل عن الجميل جداً محمدية.. لقد ظل محمدية يمثل لنا تيرمومتراً شديد الصدق والشفافية عن مستوى أداء الفنانين الذين يعزف خلفهم ، فقط بتعبيرات وجهه، ابتساماً أو عبوساً، فنعرف نحن مشاهدوه ونفهم إن كان هذا الفنان قد أجاد الغناء وضبط النوتة أم أنه يخرمج ساي خاصة أولاد وبنات نجوم الغد حينما يؤدون أغاني الكبار. نعزز دعواك لنجدة محمدية ، ولتكن الدعوة لكل الشعب السوداني علهم يردون بعض جميل محمدية عليهم في تعديل مزاجهم وإثراء دواخلهم. مع كامل التقدير ،، نجاة م. عثمان