أتاحت لي العديد من فرص التواجد مع منتخبنا الوطني الأول في زياراته لدول الخليج من خلال مسيرتي الصحفية وعبر الأجيال المتعاقبة على المنتخب من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية الوقوف على الاهتمام الكبير الذي يحظى به الفريق من أبناء الجالية السودانية الذين يستقبلون بعثته في المطار ويتواجدون بكثافة في موقع الإقامة والتمارين يشجعون اللاعبين ويحفزونهم على بذل المزيد من العطاء ويرفعون معناوياتهم. ولكنني لأول مرة أحس بأن منتخبنا الوطني الأول الذي يقيم معسكراً إعدادياً هذه الأيام بالعاصمة القطرية الدوحة يعيش غريباً إلا من عدد من أصدقاء ومعارف أعضاء البعثة الذين يسجلون زيارات خجولة ولا أحد يتواجد في التمارين غير عدد قليل من الرياضيين السودانيين المقيمين في الدوحة بقيادة حمدان حمد ومحمد عبدالرحيم كبش والكباتن عماد خوجلي ومصطفى النقر ومنقستو. السبب في هذا التجاهل يمثل انعكاساً حقيقياً لحالة الإحباط الذي تعيشه الجالية السودانية نتيجة لخيبة الأمل والصدمة الكبيرة التي أصابت الجميع جراء الهزائم القياسية والسقوط الجماعي للمناشط التي مثلت السودان في دورة الألعاب العربية التي أقيمت بقطر الشهر الماضي ومازال أبناء السودان يدفعون ثمنها بعد أن أصبحوا مسخرة أمام الجاليات المقيمة حتى أصبح الواحد منهم يتوارى خجلاً من زملائه في العمل كما قال لي الكثيرون. وقد لمسنا نظرة التشاؤم في نفوس الغالبية الذين أبدوا عدم رغبتهم في حضور تمارين أو مباريات المنتخب وهم يؤكدون أن الحال من بعضه وأن نتائجنا في غينيا الاستوائية ستكون أشبه بنتائج غانا 2008 ومنهم من انتقد خوض المنتخب لمباريات مع وحدات عسكرية لاتفيد منتخب يلعب في مجموعة تضم ساحل العاج وأنغولا وبوركينا فاسو. حالة إحباط لم ألمسها من قبل في نفوس أبناء بلدي الذين لايحس أحد بما تركته بعثة الدورة العربية وزادهم ألماً ماسمعوه من مبررات واهية ومضحكة لقيادات وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية وعدم وجود مسؤول يحاسب رغم أن ما فعلوه يستحق العزل الرياضي ولكن ليس فيهم من قلبهم على وطنهم ولم يأتوا لكراسي الإدارة الرياضية من أجل خدمة الرياضة والارتقاء بها ولكنهم أتوا لخدمة مصالحهم همهم السفر والاستجمام في الفنادق وقبض النثريات مع اصطحاب الأصدقاء والأسرة. منتخبنا يدفع ثمن هزائم الدورة العربية وهو يجد هذا التجاهل غير المسبوق ولعلها رسالة واضحة من جاليتنا في قطر للدولة حتى تلتفت للرياضة وتبعد المحسوبين عليها لا استبعد أن تفعل جاليتنا في الإمارات نفس الشيء وتقاطع مباراة تونس. نأمل أن يحقق منتخبنا في غينيا الاستوائية مايعيد البسمة ويعالج الجرح رغم صعوبة المهمة. رابطة المريخ بقطر النموذج الرائع قدمت رابطة المريخ بقطر نموذجاً رائعاً في الممارسة الديمقراطية وفي الوفاق وروح الأسرة الواحدة من خلال الجمعية العمومية التي عقدت قبل أيام بسفارتنا بالدوحة بحضور أنيق من طيور المريخ المهاجرة. لا صراع لا تكالب على المناصب الكل يريد أن يقدم نفسه لخدمة المريخ داخل أو خارج المجلس بصورة تؤكد أنهم صفوة وكلهم عقول نيرة. وقد انتخبت الجمعية مجلساً جديداً أعيد في انتخاب الدكتور فيصل همت رئيساً من جديد بالإجماع فداعبته (خلاص ياجمال الوالي) . أفكار كبيرة في عقول الأعضاء من أجل خدمة المريخ ونأمل من مجلس الإدارة أن يتعاون معها لأنها تمثل سفارة قائمة بذاتها فالتحية لكل أعضاء الجمعية العمومية على هذه الروح ولا أريد أن أذكر الأسماء حتى أسقط فارساً من فرسانها.