سألت الزملاء في صالة التحرير عن السنة الكبيسة؟ فردت علي الزميلة حنان كشة بقولها هي السنة التي تقابلك فيها (الكديسة) في إشارة لماحة الى (القطة الصغيرة) التي ظهرت في الصالة مع فاتحة العام الجاري 2012م والتي تقفز من كرسي الى آخر، وهي بحق سنة كديسة عفواً سنة كبيسة بحسب علماء الفلك الذين حددوها بأن يقبل العام القسمة على أربعة، وهذا العام(2012) يقبل القسمة على أربعة ويساوي (503)، وبذلك يصبح شهر فبراير المقبل (29) يوماً وليس (28) يوما كما السنة البسيطة لتصبح عدد أيام هذه السنة (366) يوماً، وليست (365) يوماً، وبذلك تكون سنة متضخمة، تضخم معدلات التضخم. في عاميتنا السودانية (كبس الشيء) إذا داهم أو باغت بفعل فاعل (ضاغط)، كما تعني ملء الشيء فوق طاقته (بالضغط أيضاً)، وفي كلا الحالين النتيجة غير سارة فالذي يداهم يدوس الذي من تحته وتكون هناك خسائر، وملء الشيء فوق طاقته يعني الانفجار أو (الشرط)، ويدفق المكبوس... لم أكن من المتشائمين من أقدار الله ومشيئته بل ويحضنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نتفاءل خيراً نجده... ولكن كل معاني عاميتنا السودانية لكلمة (كبس) منطبقة على هذه السنة الكبيسة، ومعلوم أن ورود كلمة سنة في أي موقع في القرآن الكريم بمعاني النذر وشيء من المشقة، فيما وردت كلمة عام بمعنى الخير والبشرى، والغريبة أن السنة الكبيسة سميت سنة وليست عاماً. ف(2012م) سنة كبيسة كبست على السودان وهو يواجه وضعا اقتصاديا معقدا تعقد الأوضاع السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد مع استقبال العام الجديد، يدخل العام الجديد وترتفع معه أسعار الحبوب الغذائية جميعها دون استثناء نسبة لضعف الإنتاج لشح الأمطار وهي قوت غالبية أهل السودان في الريف والحضر، يدخل العام الجديد وكل السلع في حالة زيادة مستمرة مع انخفاض قيمة جنيهنا مقابل العملات الحرة (الدولار واليورو)، يدخل العام الجديد وولاية الخرطوم تعد بترحيل مجاني للمواطنين عبر بصات الولاية التي تجاوزت الألف بص، فإذا حركة المواصلات تكون هي الأسوأ في ذلك اليوم، يدخل العام وهناك حكومات مترهلة (مشرورة) على المستوى الاتحادي والولائي مما يرهق ميزانية البلد التي فقدت أهم مورد (البترول)، وما تحمله الصحف من أخبار تتطير من الأنس والجن.. إذاً: ماذا نقول لسنة هذه عناوينها؟...