تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    وزير الداخلية المكلف يستعرض خلال المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية إنجازات وخطط وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية وفترة ما بعد الحرب    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات


ارتفاع معدلات جراحة العيوب الخلقية التي تغير النوع
الخرطوم: هند رمضان
يحاصرهم المجتمع وكأنهم المسؤولون عن واقع وجدوا انفسهم فيه، ولم يكن خيارهم ان يكونوا هكذا، فذوو الهوية الجنسية غير المحددة يجدون أنفسهم في عزلة فرضتها عليهم قيود لا يجدون مبرراً لها، وفي الوقت الذي يتبنى فيه الأطباء موقفاً حيادياً تجاه الحل الجراحي لهذه المشكلة، تقف العوامل الثقافية والاجتماعية وتلعب دوراً في تحديد حركتهم في الحياة اليومية، وحتي الذين يرغبون في اجراء عمليات التحول الجنسى من ذكر إلى أنثى او العكس غير قادرين حتى الآن على التكيف مع المجتمع بسبب عدم تفهم الكثيرين أن عمليات التحول هى عمليات طبية وعلمية، وغالباً ما تكون بسبب عيب خلقى يتعلق بخلل فى هرمونات الذكورة بالجسم او الانوثة، ومع ذلك يتعامل مجتمعنا مع هذه الحالات باعتبارها حالات شاذة.
فهؤلاء الأفراد يملكون المقومات الجسدية الكاملة المحددة لجنسهم، إلا أنهم يشعرون بميل إلى الجنس الآخر، وقد يرغبون في التحول إليه. ويعتمد الأطباء المحترفون في عملية تحديد الجنس للمواليد المخنثين، وهي الحالة النادرة للغاية، على اختبار الكروموسومات وقياس نسبتها إلى جانب مؤشرات النوع الأخرى، وعادة ما يحددون جنس المريض بحسب الكروموسومات الغالبة.
وبحسب أطباء متخصين في هذا المجال فإن ذلك الطابع غير الاعتيادي للأطفال «بينيي الجنس» قد يمثل أمراً مربكاً بالنسبة للأطباء والقابلات «الدايات»، فيتم اعتبار الطفل ذكراً في حين أنه أنثى والعكس، حيث يعتبرون أن «57% من حالات الأطفال بينيي الجنس تحدث لأسباب جينية، و16% لأسباب مرضية، و27% لأسباب مجهولة»، وهناك أسباب عديدة تقف وراء تلك الظواهر، أبرزها زواج الأقارب. ومع وصول بينيي الجنس إلى مرحلة البلوغ، تظهر ميولهم للجنس الآخر. ويقول خبراء الجراحات المجهرية والتقويمية، حينما يكبر الذكر البيني الجنس في العمر وتبدأ علامات الذكورة في الظهور عليه كشعر الوجه والبنيان الجسدي الرجولي، تدرك العائلة خطأها، وانها لم تنتبه الى هذا الامر منذ البداية.
وما لاحظناه أن هذه الفئة وعلى الرغم من قلتها إلا انها تنأى بنفسها بعيداً عن الناس، لأنها لا تستطيع الانسجام معهم لإحساسها بالرفض من قبل الآخرين من الجنسين، وتلجأ الى مجموعات خاصة بها لتجنب الاحتكاك بمن حولهم، ويبدو أن المجمتع يعاقب هؤلاء على ذنب لم يرتكبوه، فهم لم يريدوا ان تكون هويتهم ضائعة بين الجنسين، وتقول خبيرة علم الاجتماع ريم ابراهيم إن المجتمع له دور كبير في مساعدة هذه الشريحة من الناس، فهم يعيشون ضغوطاً نفسية عالية لكونهم متنازعين في تحديد هويتهم الجنسية، غير أن المجتمع لا يستوعبهم ويتعامل معهم على أساس انهم غير مقبولين، وردة فعل المجتمع تجاه هؤلاء الافراد تترك آثاراً سالبة عليهم، وفي احيان كثيرة تجعلهم ينحرفون عن مساراتهم الى عادات سيئة، وأضافت أن هذه الشريحة لا تحتمل أية ضغوطات أخرى فهم حساسون جداً، لذا يفضلون الابتعاد عن الآخرين بقدر ما يمكن حتى لا يصطمدوا معهم.
السبر
قيود وثقافة أجيال الماضي تلاحق الحاضر
عوافي: تهاني عثمان
بكل فرح الأم وسرورها جاءت سهاد خلف الله تخبر والدتها ان ابنتها سوف تتم خطبتها الاسبوع القادم، ولكن بكل دهشة واستنكار قالت لها امها في الشهر الكعب ده؟، وبدون مفاصلة تم تأجيل الخطبة الى مطلع الشهر القادم، وكانت ام سهاد تقصد «بالشهر الكعب» ذي العقدة او ما يسمي في حساب الشهور بالمحلية ب «الفطر التاني» ومن يعتقدون في الاسبار يرون أن هذا الشهر من الشهور التي لا يبدأ فيها جديد خوفا من المصير المشؤوم، الا اذا ما كان قد بدأت اجراءاته من قبل كالخطبة والطهور، كما يتشاءم الكثيرون بآخر يوم أربعاء في الشهر فيقولون «أربعاء وعقاب شهر»، ويكون الاعتقاد أن هذه المواقيت قد توقع الضرر بمن يتجاوزها، ويعتقدون أن مخالفتها توقع الشخص في ما يسمى الكبسة، والكبسة تكون نتيجة عدم الالتزام بقواعد السبر والتسبر.
قالت لي الحاجة السرة بت فضل الله إن مخالفة السبر تكون سبباً للكبسة، والكبسة تحدث غالباً عندما تكون هناك اخطاء في طقوس الجرتق، مثلا اذا حضر العريس مجرتقاً وجلس قبل ان تتم جرتقة العروس، فعندها تحدث الكبسة للعروس فتمنعها من الحمل او تعرضها للاجهاض المتكرر، ما لم تقم بطقوس محددة لمعالجة الكبسة، ومن ضمن ذلك انها عليها ان تنفض كبستها في «نفساء» شريطة ألا تلبس النفساء « خاتم النص» ، وتبدأ طقوس فك الكبسة بأن تزورها العروس «المكبوسة» لابسة الخاتم وترجع البيت وتفصد قدمها وتفك كبستها، ولكن النفساء تلك لن تلد بعدها.
وحتى تنفك من قيد أسبار الجدود والامهات هناك طريقة يتم من خلالها الانفكاك من ذلك القيد عن طريق «نفض السبر»، ونفض السبر يكون لمن لا تريد ممارسة الطقوس المضادة، فلا بد من توجيهها لتواجه القبلة وتردد: «أنا نفضت سبر أماتي وحبوباتي نفضتو للبحر وأديتو للشجر» وبهذا تكون قد تخلصت من العادات المكبلة، إلا أن بعض النساء يترددن بشدة ويقمن بتسليم الراية عند اول محك حقيقي كتأخر الحمل او التعرض لسقوط الجنين المتكرر او حتى جفاف اللبن عند المرضعات.. وعندها عليها خنق «الكديسة» وعند البعض ذبحها واطعام لحمها للابنة المكبوسة، شريطة الا تعلم بأنه لحم «كديسة».
ومن ضمن الوسائل مقابلة هلال الشهر الجديد بعد زيارة النيل والعودة ببعض مائه للاستحمام منه، ثم يتم فصدها بموس في قدمها اليمنى بواسطة سيدة كثيرة الابناء للتبرك بفألها.
وقد لا تنجح طرق معالجة الكبسة، ولضمان نتيجة الكبسة يجب توخي الدقة في اختيار التوقيت بأن يتم مع مطلع الشهر القمري، ونجد هنا أن القمر والنيل قد اجتمعا ثنائياً ليس في الحب وقصص العشاق كما اعتدنا، ولكنهما في معتقداتنا السودانية يمثلان القواعد الاساسية في طقوس «الكبسة» عند من يعتقدون بالاسبار.
وتقول لي الحاجة فاطمة بت احمد ان على المكبوسة انتظار هلال الشهر الهجري الجديد، وعندها تقوم بعبور النهر على مركب او «فلوكة» من الضفة الصخرية الى الضفة الخضراء لتقف في مواجهة القبلة، ويتم وضع قطعة من الباذنجان الاسود وتدور عليها بقدمها اليمنى لتتم مباغتتها بفصدة في تلك القدم دون ان تنتبه، ومن ثم تعود الى البيت ببعض من ماء النيل لتتوضأ منه سبع من النساء الولودات وتقوم هي بالاستحمام بماء وضوئهن، وبهذا تكون قد «فكت كبستها».
وفي قضايا السبر والتسبر كان لي اتصال بالمخرج الإذاعي والخبير في شأن الثقافة والتراث السوداني الدكتور أنس العاقب، الذي قال في بادرة حديثه: أعتقد ان الاسبار جزء من ثقافة المجتمع وتقاليده، وتختلف من مجتمع لآخر ومن مناخ لآخر، ويزداد الاعتقاد بها في المناطق الريفية النائية حيث يقل الوعي ويتعمق الفكر التقليدي، ونجد ان بعض الاسبار متعلقة بطقوس ومعتقدات وجهل بالحياة، وهي نمط موجود في كل بقاع العالم، وكان الاسلام قد نهى عنها وعن ربطها بظواهر الحياة وتغيراتها، ولكن ساد الاعتقاد في ربطها بظواهر الحياة وتغيراتها وبالخير والشر، لكنها موجودة في السودان بكثرة خاصة في مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة وفي بعض مناطق جبل مرة، حيث يعتقد الناس هناك في وجود القوة الخفية والخارقة، وتصل في بعض المناطق الى منح صفة الالوهية: ويقول العاقب: شاهدت ذلك الأمر في مناطق مختلفة من السودان، ولكن كلما زاد الوعي والتعليم وتمددت الاعتقادات الدينية زاد العمق الروحي في الحياة ولو كان ذلك في المجتمعات الاسلامية أو المسيحية، وتقل وتتلاشى او تنحسر.
فالناس في كثير من مناطق الشمال يعتقدون في اشياء بأنها تحمي الإنسان من مواجهة قضاياه الحياتية وتضعه في التحليل الخاضع للاعتماد عليه.
وفي ثقافة قبائل الشمال يعتقد انك اذا ما التقيت أحياناً إنساناً وأحسست بانقباضات، وهي انقباضات كونية لأن اي انسان تصدر عنه دوائر كهرومغنطيسية، فإنه سوف تحدث لك أشياء غير سارة، وتتم ترجمة ذلك بمصطلحات وفهم معين، مثلاً الشخص صاحب العين الحارة يتشاءمون به، وهذه أشياء تشابكت في وجدان الناس، فكل فرد له اعتقاده الخاص، وتختلف الاعتقادات وفقاً لاختلاف الثقافات.
نائب برلماني يطالب بعودة المنظمات الأجنبية
بورتسودان والخرطوم.. جدل بسبب طردها وعودتها
بورتسودان: محمود ود أحمد
طالب عدد من قيادات ومواطني ولاية البحر الاحمر بعودة المنظمات الاجنبية للولاية، وذلك تقديراً
للدور الكبير الذي ظلت تقوم به طوال الاعوام السابقة، وتمثل هذا الدعم في الخدمات الصحية والغذائية، اضافة الى المشاركة في بناء المدارس في الريف ومساعدة الاسر في اكمال المراحل التعلمية، علماً بأن قرار البرلمان الخاص بطرد المنظمات الاجنبية من الشرق كان قد حدد عام 2013م اقصى موعد للمغادرة.
قرار طرد المنظمات الاجنبية امر لا يوافق عليه عدد كبير من اهل الشرق، ووجهه بالرفض من كل قطاعات المجتمع، وجل القيادات اكدت ل «الصحافة» ان مغادرة هذه النظمات للشرق تركت آثاراً سالبة، ومعروف ان هذه المنظمات كانت تقوم بسد الفجوة الناجمة عن غياب الحكومة في مجال الخدمات في الارياف.
والرفض الرسمي في الولايه جاء من خلال الجلسة التي عقدت لاجل المطالبة بعودة المنظمات، وكان مفوض العون الانساني الاتحادي حضوراً في هذه الجلسة.
ومن جانبه قال الصادق المليك الناطق الرسمي باسم حكومة البحر الاحمر في تصريحات صحفية ان المنظمات التي طالبوا باعادتها هي «سودان بلان واكورد جبال البحر الاحمر ومنظمة الرعاية السويدية»، وقال ان المجلس «ويقصد مجلس وزراء حكومة البحر الاحمر» وجه باستبدال المنظمات المبعدة حال تعثر الخطوة، نسبة للدور الكبير الذي ظلت تقوم به تلك المنظمات في ارجاء الولاية، وتساءل الصادق المليك: لماذا تم سحب هذه المنظمات دون حضور البديل؟ كما لم يتم اخطار حكومة الولاية بذلك، واهم ما في الامر انهم لم يطالبوا بإبعادها، مؤكداً ان تلك المنظمات كانت تقدم خدمات لانسان الولاية وخاصة انسان الريف .
ومن جهة أخرى وعلى ذات الصعيد طالب نواب البرلمان بالمجلس الوطني بطرد المنظمات الاجنبية من البلاد قبل عام 2013م، باعتبار ذلك سقفاً زمنياً، الا ان رأي النائب البرلماني محمد طاهر اوشام كان مخالفاً، وطالب بعودة المنظمات الاجنبية والاقليمية إلى شرق السودان، وقال ان غياب المنظمات ترك فراغاً كبيراً في المنطقة، خاصه في مجالات الزراعة والصحة والتعليم، خاصة ان انسان الشرق تضرر كثيراً من هذا الابعاد،. كما انتقد ايضا ضم مفوضية العون الانساني للداخلية او الدفاع، وقال انها جهات امنية. كما ناشد ايضاً وزير الدفاع تمويل المركز القومي لمكافحة الالغام، وقال ان «البلد فيها الغام» ويجب التعامل مع منظمات لها خبرة ودراية، وذلك لسد فراغ المنظمة التي كانت تعمل في هذا المجال، وتركت فراغاً بعد أن تم طردها أخيراً مع بقية المنظمات. أما بالنسبة للمنظمات الوطنية فقد قال اوشام في تصريح مطول ل «الصحافة»: طالبنا مفوضية العون الانساني بايجاد منظمات وطنية مقتدرة، وللاسف حتى هذه اللحظة «ما موجودة وماجات» حسب تعبيره. هذا وقد وجد هذا الامر صدي في الشارع العام ببورتسودان، حيث وصفها عدد من السياسيين بأنها بداية ازمة جديدة بين المركز وبورتسودان، الا ان رؤي السياسيين اتفقت على ان ابعاد المنظمات ترك آثاراً سالبة في المنطقة، وتساءل عبد الله موسى «قيادي»: لماذا اعادت حكومة الولاية جزءاً منها ولم تطالب بعودة كل المنظمات، خاصه تلك التي تعمل في دعم مشروعات الفقر بالولاية مثل الامم المتحدة واكسفام واليونسيف، وقال عبد الله إن هذه المنظمات كانت تغطي عجز الحكومة واستفاد منها انسان الشرق كثيراً خاصة في ريف الولاية.
أما رأي حامد ادريس عضو تشريعي الولاية فقد جاء مخالفاً لبعض الآراء السياسية، وقال ل «الصحافة»: اخاف ان تكون مطالبة الولاية بالمنظمات «سياسية» للضغط على المركز، خاصة ونحن كنا نطالب بهذه المنظمات منذ فترة ليست بالقليلة. واتفق معه السيد احمد بيرق احد قادة الولاية السياسيين، وقال: نعم نحن نطالب بالمنظمات الاجنبية، ولكن هذا لا يعني أننا مع حكومة البحر الاحمر، لأننا في حقيقة الأمر نعاني جوعاً فقراً في ولاية البحر الاحمر خاصة في الارياف، وانتشار أمراض الحصبة الاخيرة في محلية سنكات كان خير شاهد على ذلك، ووزارة الصحة بالبحر الاحمر عجزت عن تقديم خدمات لانسان المحلية.
ومن جانبه أيضاً شن الاستاذ محمود بدلي هجوماً علي حكومة الولاية وقال إن المنظمات معروفة أصلاً وتأتي من دولها وفق برنامج معين ولا تخلو من العمل السياسي، خاصة اذا وجدت ارضاً خصبة مثل السودان الذي يعاني نزاعاً في اطرافه، وقال بدلي إن مطالبة الحكومة بالمنظمات بدون ذكر أسباب غير مقنعة وغير منطقية، وهذا شيء محير، وعلى الأقل كان على حكومة البحر الأحمر أن تعلن عن مجاعة او انتشار وباء، ولم يستبعد بدلي في حديثه ل «الصحافة» وقوف أمور سياسية وراء هذا الأمر.
رسالة إلى رئيس وأعضاء نقابة عمال التعليم
السادة رئيس وأعضاء نقابة عمال التعليم بالسودان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : تظلم
قال تعالى (واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) صدق الله العظيم وايمانا بضرورة سيادة تلك القيمة الدينية ارفع لمقامكم هذا الطلب ملتمسا كريم عنايتكم سيما انكم الجهة التي تمثلنا نحن معشر- المعلمين- ورثة الانبياء سيما وان الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقول (انما بعثت معلما) . واوجز مظلمتي في الآتي :
- احلنا للمعاش وفوجئنا بازدواجية المعايير في المستحقات فمنحنا الف جنيه بينما منح غيرنا اربعة الف جنيه كدفعة اولى من صندوق التكافل فباي معايير تم ذلك؟ لقد دفعنا كما دفعوا وبالتالي نستحق كما استحقوا وقد بدأنا الدفع سويا منذ العام 2004 علما بانني اعدت للخدمة في 1-1-1999 قبل تأسيس الصندوق .
- الذين احيلوا للمعاش في 2005 لم يدفعوا للصندوق الا عاما واحدا او اقل وبرغم ذلك نالوا (8) ألف جنيه مثل المعلم عبدالسلام عبدالكريم رحمة - محلية سنار
- ان الذين احيلوا للمعاش في 2011 منحوا النسبة مثل الاستاذ شريف محمد احمد الذي عاد للخدمة في العام 2006 ومنح (4) ألف جنيه بينما منحت الفي جنيه من ولاية سنار والف جنيه من المركزية الخرطوم بعد الشكوى .
- لكل الاسباب التي ذكرت اعلاه ارجو كريم عنايتكم بانصافي واعطائي حقي المتبقي من الصندوق وهو (10) ألف جنيه وبهذا تكونوا قد اقمتم الوزن بالقسط
عمر الصديق أحمد
معلم بالمعاش - محلية سنار
* من المحرر
لا نتوقع وجود أمر الخيار والفقوس وسط شريحة المعلمين ورثة الأنبياء ،ونعتقد ان ثمة خلل ما وراء هذا الظلم الفادح .. بانتظار ان نسمع من نقابة المعلمين ومالية الصندوق قبل العودة للحديث بشأن هذا الصندوق التكافلي.
أغاني الحصاد أبرز مؤشرات المواسم الناجحة
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
أمطرت السماء وفاضت الارض بالماء وانبتت من كل زوج بهيج، وبدأ الناس في حصاد ما اجتهدوا في زراعته طيلة اربعة اشهر من المحاصيل ورعايتها الى ان حان اوان قطافها، وفترة الحصاد تتطلب توفر نوعين من العمالة.. عمال الحصاد و «عتالة» جوالات الذرة الذين اشتهروا بحلاوة ترديد اغاني التشجيع على العمل.. «الصحافة» كانت في رفقة من يعملون وهم يدندنون بكلمات التشجيع والسعادة.
وقبيل فترة بدء الحصاد يطوف المزارعون على القرى وبعض احياء المدن بحثاً عن عمال الحصاد، وما أن ينتهي كل مزارع من تجميع العدد الذي يريده حسب المساحة التي يزرعها، يتوجه بهم الى ارض الحصاد، ويتكفل المزارع بطعامهم طيلة فترة الحصاد في وجبة قوامها «البني كربو» والتي يعتمد في تحضيرها على ذرة الفتريتة والبصل، وأحد الاطعمة «ملاح الويكة او الشرموط»، وهناك يبدأ العمل من الصباح الى قبيل العصر، وعملية حصاد الذرة صعبة وشاقة لكثرة تناثر ما يسمى ب «الشره» وهو ما تطاير من حافظات حبات الذرة «قناديل العيش»، وللتغلب على طبيعة الحصاد الصعبة يلجأ عمال السكب والحصاد الى ترديد اغنيات خاصة بهم تحكي عن احد جوانب حياتهم باستعمال مفردات بسيطة تشجع على السرعة والاتقان في العمل، وكل منطقة أو مشروع زراعي له عباراته الخاصة مع ترديد عبارة في نهاية كل اغنية تنتهي عادة باسم احدى محبوبات العمال مثل حليمة وآمنة وغيرها من الاسماء.
ونفس تلك الأغنيات يرددها الناس المشاركون في النفير، وهو إحدى وسائل التعاون بين صغار المزارعين في القرى عند الزراعة والحصاد وبناء المنازل بعد فترة الحصاد، ويتميز النفير بمجانية العمل فيه لصالح كل افراد القرية.
وبعد الحصاد يأتي دور العتالة في رص وشحن وتفريغ جوالات الذرة، وتعتبر اسواق المحاصيل في مدن القضارف والابيض وكوستي من اشهر اماكن وجود العتالة، وتلك المدن تنشط فيها حركة شاحنات حمل الذرة من اوائل شهر سبتمبر الى نهاية شهر مارس، ويعمل العتالة في رص وتخزين جوالات الذرة في المخازن، ويتطلب شحن وتفريغ الذرة عدداً كبيراً من العتالة الذين يتعاونون فيما بينهم في توزيع المهمات، فهناك من يكون على سطح الشاحنة، وهناك من يعد الجوالات على طرف الشاحنة، وهناك من يحمل الجوال على ظهره ويسلمه لآخر عند مدخل المخزن، وآخر مهمته الرص والترتيب، وكل تلك العمليات مكررة ومملة وشاقة وتتطلب من العتالة تجاوزها.. وهنا يأتي دور ترديد الاغاني والجلالات. ومن اشهرها عبارة «قوم معاي يا زول» التي يرددها «العتالي» الذي يحمل الجوال، ويأتي الرد من «العتالي» الذي استلم لتوه الجوال «ما بقوم»، وهناك من يردد «هارونا.. يا محبوبة.. التور الدقش اللوبة .. هارونا ما هو الخملة.. هارونا حوض الرملة» والبعض يردد عبارة «قام من نومو» ويرد العتالي الآخر «لقى كومو»، وهناك عبارة «قوم معاي» ويذكر اسم العتالي الآخر، وفي العموم الكوم يقصد به نظام التكافل الاجتماعي بين العتالة الذي يمنح العتالي المصاب بعاهة مستديمة او مرض أجرة العمل مدى الحياة مساهمة من اصدقائه العتالة، وعرفانا بقوة الصداقة وتحمل المشاق التي تلازم المهنة.
على أن تقلص مساحة مشروع الجزيرة وتوقف محالج القطن عن العمل القى بظلال سالبة على مهنة العتالة، فقد كانت عمليات حلج وغزل القطن تمثل اكثر أماكن عمل العتالة وأميزها دخلاً.. ولم يعد العتالة يرددون أهازيجهم وأغانيهم.. وقضى قطار التحرير الاقتصادي والسياسات الاقتصادية على آخر أغاني العتالة.
لم يسلم الموتى من جعلهم شركاً للفرائس
السلام بالأحضان ورفع الفاتحة آخر تقليعات السرقة
الخرطوم: هويدا المكي
وشمس الخميس الماضي تلملم أشعتها إيذانا بإعلان مغيها، تتزاحم وتتناكب مجوعة ليست بالصغيرة بالقرب من نفق السكة حديد جنوبي داخيلة الزهراء بجامعة الخرطوم بغية الظفر بمقعد حتى إن كان غير وثير بإحدى المركبات العامة التي عز وجودها وتوافرها في الآوانة الأخيرة بالمواقف العامة ومحطات المواصلات المعهودة، ومع مرور الوقت تكدس المواطنون فرداً إثر آخر حتى ضاقت جنبات المحطة على امتدادها وسعتها عن سعتهم، ليشتد الزحام وتزيد وتيرته ليكون سيد الموقف، الأمر الذي شكل مرتعا خصباً لذوي النفوس المريضة، لتطل على أعين المراقب عفوياً جملة من التجاوزات المجتمعية تتباين شدتها وحدتها من موقف لآخر، غير أن أكثرها إبهاراً وجذبا للفت الانتباه موقف بديع وفريد من نوعه لم ولن يكون في مقدور أي أحد سوى أهل البصيرة السليمة والسجية مجرد تخيله، ولو أن البعض قدم وحكاه ل «الصحافة» لتردد محررها ألف مرة قبل تسيطر حرف بشأنه، غير أن «الصحافة» كانت شاهد عيان على ما اعتبرته آخر تقليعة في عالم السرقات التي يبدو أنها تطورت أساليبها، فبينما كانت محررة «الصحافة» على دكة الانتظار بالمحطة إذا بها تلحظ رجلاً يبدو من ملامحه تخطيه العقد الرابع من عمره، يرتمي في أحضان مثيل له في العمر بغية السلام عليه بعناق، غير أن المفاجأة كانت في نفور المرتمى على أحضانه وترديده بصوت عالٍ في نكران بين لمعرفته: إني لا أعرفك.. ومع ذلك يزيد إصرار الحاضن على مواصلة معانقة الرجل دون توقف رغم صيحات واستهجان الآخر الذي أحس إبان معانقة الرجل إليه بامتداد يد المعانق إلى جيبه الأمامي والعمل على سحب ما فيه من نقود، لتنقذه العناية الإلهية وتنبهه إلى ما يحيكه الرجل ويدبر له، ليتحول العناق إلى عراك بين الرجل المعانق الذي يريد دفع الرجل بعد أن اكتشف خطته والمحتضن الذي يزيد في الإمساك به بغية تلقينه درساً في الأخلاق وتسليمه للسطات، لينتبه الحضور إلى ما يجري بين الرجلين، فانهالوا ضرباً ولطماً على وجه «الحرامى» حتى بعثر المبلغ على الأرض قبل تسليمه إلى السلطات المختصة .
وبمجرد وصول أول حافلة إلى المحطة، كان ما حدث بين الرجل مادة دسمة لفتح مسارات النقاش والتحليل بين الركاب للواقعة التي وصوفوها بالدخيلة على المجتمع، فطفق بعضهم في إيجاد العذر للحاضن وتعليق صنيعه على مشجب شماعة الوضع الاقتصادي، فيما لم يجد آخرون سوى اجترار ذكريات الزمن الماضي الذي سمته المعافاة من الأدواء الاجتماعية، قبل أن يلقي الآخرون اللائمة على السلطات جراء عدم قيامها بدورها بالصورة المطلوبة زجرا ووأداً لمثل هذه الظواهر في مهدها، فيما ترى فئة رابعة أن الحادثة تنم عن مرض وضعف إيمان لجهة أن الظروف ليست دافعاً لأن يصبح المرء مجرماً، فالكل مضغوط، فاذا كان الظرف الاقتصادي الدافع الاساسى للسرقة فالكل سيصبح سارقاً.
وحكت ل «الصحافة» مجموعة من المواطنين أن أساليب السرقة تعددت باحترافية يحسد عليها ممارسوها، وروت لنا المواطنة رجاء قصة وقعت في أحد احياء شرق النيل شهدها والدها مع مجموعة من اهالى الحى، وأوضح أنهم بينما كانوا عاكفين على أداء صلاة المغرب ذات يوم ليس بعيداً، وبعد انتهاء الصلاة فوجئوا بعربة «بوكسى» ينزل منها اربعة رجال يحملون على متنها جنازة ليضعوها على الارض والبوكس يذهب تاركا الرجال والجنازة، وهب الجميع وقوفاً لمساعدتهم في دفن جثة المتوفى، وبعد قراءة الفاتحه حكى أحد مصاحبي الجنازة أن المتوفى يقرب لهم وهم يسكنون خارج العاصمة، وأنهم لا يمكلون مليماً واحداً لإيصال الجثة إلى حيث يقطنون، وأن صاحب البوكسى فاعل خير، ولم يكمل الرجل حديثه حتى انهالت عليه تبرعات المصلين، لتضيف رجاء أن فصول المفاجأة استمرت باتصال أحد الرجال هاتفياً على صاحب البوكسى الذى تركهم لتعود العربة البوكسى ويركبها الرجال بسرعة البرق وينطلق بهم البوكسى بسرعة جنونية تاركين الجثمان فى الأرض، ليخيم الذهول على الكل، وبعد أن فاقوا من هول الصدمة الصدمة اكشتفوا أن الجثة لا تعدو أن تكون مجرد مجسم من الحطب والملابس.
وحكى لنا أحمد تعرض أحد أقربائه الذي كان مغترباً لعملية نصب واحتيال عند عودته إلى السودان أثناء قضائه بعض احتياجاته تأهباً للسفر، وكان يتابعه أربعة أشخاص، وكان يحمل حقيبة فى يده، وادعى الاشخاص معرفته برفع ايديهم للفاتحة، ليضع حقيبته المملوءة بالمال على الأرض لرفع الفاتحة، ليجيء أحدهم من خلفه ويسحب الحقيبة ويهرب، ليلوك أصابع الندم على عدم الانتباه لمثل هذه الحيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.