مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    كريستيانو يقود النصر لمواجهة الهلال في نهائي الكأس    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقطة فيديو سقطت من الجراب فكشفت نخر السوس والخراب !!
نشر في السوداني يوم 29 - 01 - 2014


هترشات .. مشاترات .. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
لقطة فيديو سقطت من الجراب فكشفت نخر السوس والخراب !!
* عوارة السجم
(ناس البكا صبروا والجيران كفروا) بهذا المضمون لدينا مثل شعبي يصف من يحزن على الميت أكثر من أهله .. والمناسبة هنا ستعرفونها لاحقاً وسوف تبكون لأن صاحب البكا في هذه الحالة وهو وزارة التربية لم يبك أصلاً وحتى لم "يسبل" فقيده !! .
وفي المقابل مما ستعرفونه لاحقاً وتضحكون ثم تبكون وتموتون واقفين (طولكم) مضمون الطرفة التي يتداولها الناس هذه الأيام وهي أن والداً في سن الشباب حاول تقليد أسلافه في التربية عندما جلس على كرسي في منتصف الحوش وهو في حالة انتظار ساخنة لابنه الذي لم يعد حتى منتصف الليل .. وفي حوالي الثالثة صباحاً طرق الابن الباب الذي تعود أن يجده مفتوحاً وهنا صاح الأب من الداخل: منو الفي الباب؟ أنا يا بابا أنا حسام .. ! حسام جايي الساعة ثلاثة صباحاً ؟!! أرجع محل ما كنت !! وعاود الابن طرق الباب ورد عليه الأب بذات الطريقة التي لم يتعودها الابن ولم يعرفها عند أقرانه في بيوتهم وفي المرة الأخيرة عندما طرق الابن الباب كان رد فعل الوالد غاضباً وهو يقول : شوف يا ولد الليلة ما عندك مبيت في البيت دا .. غور محل ما كنت .. ولكن الابن فاجأه قائلاً : عليك الله يا بيبو بطِّل العوارة البتسوي فيها دي وأفتح الباب !! ولحظتها صار وجه الأب كمن صحي من حلم عميق ثم نظر إلى جانبه ليجد زوجته تنظر إليه في إستخفاف وإندهاش وهي (غازّا كيعانها) وتهتز بطريقة (إستهزائية).
وهرع الاب ناحية الباب ليفتحه بطريقة تدل على ندمه على فعلته ولشوقه ولهفه على إبنه .. والابن يقول لوالده وهو يدخل الحوش : أنا عارف المزعلك شنو ! لأنه لعبة برشلونة ما بتقدر تشوفها في تلفزيونك المتخلف دا .. وأنا شفت الشوطين مع ناس لؤي صاحبي .
وعلق الوالد على حديث ابنه متحسراً: يا ثقيل ما كان تسوقني معاك .. ما حرام عليك تفوتني مباراة زي دي ولا ما عاوزني أشوف صور (الجكسات) بتاعتكم إنت وأصحابك ؟!.
* Jaws .. !
أما النموذج الثالث من ديباجة هذا الحديث تكمن في إزاحة الستار عن الفترة القصيرة السابقة لوفاة الفنان محمود عبد العزيز الحوت .. فقد كنا جميعاً معشر الآباء وحتى شباب العقد الثالث وما فوق لا نعرف إلا اسمه في ملصقات الإعلانات وفي المقابل كل الشباب من سن 12 سنة وحتى نهاية العقد الثاني يعرفونه أكثر من أهلهم ومدارسهم ومقرراتهم الدراسية (المتخلفة) ودليلي على ذلك المشهد الذي تفجر أمامنا كالقنبلة الزمنية المخبأة في شوارع العاصمة والذي زاد وفاض في بحري وشارع المزاد ومقابر شمبات وكانت المفاجأة للدولة والمواطنين ومؤسسات التعليم وكل الأسر أن يكون فنان شبه مغمور بالنسبة لهم هو الأهم والنجم الأعم والحبيب وملك الإعجاب لكل الأبناء والبنات والشباب .. ؟! إذن أين كنا نحن ؟ لا ندري ..! وما أعرفه أن فيلم (جوز) أو الحوت قبل عقود مضت كان قد شغل العالم .. وما أعرفه أيضاً أن الشيخ الشاب محمد سيد حاج – عليه رحمة الله – بدأنا نعرفه بعد موته اكثر من الدعاة الأحياء وبعنفوان الفيضان ليكتسح كل نجم وفنان .
* نحن خارج الشبكة
والآن نبدأ بالنموذج الأخير مقارنة مع حادثة الفديو الأخيرة والتي نزلت في أجهزة الإتصال الحديثة التي يجهل التعامل معها معظم الذين كانوا لا يعرفون قدر الحوت لدى الشباب .. وأقولها بصراحة وشفافية إن كنت لا تعمل في مجال التعليم العام أو الجامعي فأنت لا تعرف شيئاً عن عالم صبايا وصبيان وشباب وشابات اليوم .. أنت في واد سحيق وهم خارج شبكتك وأراضيك وإهتماماتك (القديمة البالية المتخلفة) بالنسبة لهم .. وكل من تفاجأ بهذه الحادثة أقول له إنت خارج الشبكة ولا تعرف شيئاً عن هذا العالم الشبابي المعاصر الذي يعتبر الفيس بوك من مخلفات الماضي ويتعامل مع الواتس والفايبر ولاين الجديد وغيرهم من المستجدات .. وأما إن كانوا يبتسمون وهم يقومون بفعلتهم الشنيعة في نظركم وينشرونها بكامل قواهم العقلية فهذا ليس بالشيء الغريب لأنهم يعيشون معظم ساعات اليوم عبر هذه الأجهزة ويتناقلون ويتبادلون (المقاطع) مئات المرات في اليوم الواحد ما لذَّ منها وطاب وأضحك الأصحاب وأعجب الأحباب .. ومقطع الفديو إياه بالنسبة لهم إنجاز وإعجاز يفخرون به.
وأما الحياء والاحتشام والقيم التي تتحدثون عنها يا عواجيز ويا جيل الأمس صدقوني ليست بذات الكيفية المختزنة في دواخلكم وشكلت سلوككم (المتخلف) في نظرهم .. إنهم ببساطة لم يجلسوا الي آبائهم ومعظم مدارسهم تجارية المنحى !! .
* نسخة متجددة
وإذا ما رجعنا للنموذج الثاني يتأكد لكم أن الآباء الجدد أو أولياء أمر الشباب من سن 12 إلى 25 عاماً هم الأقرب في تفكيرهم وتصرفاتهم لصبية الفيديو .. ودونكم حالات الطلاق بين زيجات الشباب التي بلغت الثمانين بالمائة سنوياً مما يدل على قلة التجربة وعدم الفهم لمؤسسة الزواج وصدمات الأهل مما إنعكس أمامهم من تصرفات زوجة الابن أو زوج الابنة وكان مآله الطلاق البائن بعد مجموعة من المشاجرات والسب بأقذع الألفاظ والضرب والمشاترة والمجادعة بكل ما توفر من أدوات (أمامهما) ؟.
وعلاوة على ذلك هناك صلة مقطوعة تماماً بين الأب والابن .. وأنا شخصياً تابعت العام الماضي تجربة في مكان ما لعدد ثلاثين طالباً من الطلاب النابهين ولمدة شهر كامل كشفت عن أن لا أحد منهم جلس إلى والده أو حادثه والده في مسألة تخص السلوك أو التقويم أو الأكاديميات .. اللهم إلا أن يطلب الابن مالاً من والده كفاحاً أو عن طريق والدته .. فالأب مشغول بعمله .. والابن مشغول بوسائله وأجهزته الاتصالية المتقدمة والمتجددة ومعظمهم يعيش في غرفته الخاصة .. نعم غرفته الخاصة التي أصبحت بيت الداء حيث يترعرع الابن ويتكون عبر ما تجود به شاشات اللابتوب والموبايل وما تراه عيناه من الصور والفيديوهات وما يقرأه من الكلمات (اللذيذة) التي نراها نحن بذيئة .. ! وعلى العموم بعد أن انقضى الشهر لتلك التجربة لم أتابع بعدها إن كان أحدهم قد التقى بوالده أم لا ويقيني (لا) !! وعندما عرضت هذه النتيجة على كثير من الأساتذة في المدارس المختلفة كان الحال هو الحال .. وافق شَنٌّ طبقة .. كلهم يقولون (وكمان عندنا نفس الملامح وأكتر) وأن الجهة الوحيدة التي لا تعرف هي الأسرة المكدودة والمنهوكة أو المشغولة بأطايب العيش ولألأة المناسبات المتكررة وبهرجتها .. وبالمنطق إدارات التعليم الغائبة حتي عن الورش الأخيرة حول مقطع الفديو .
* الشغالة الحاضنة
وكما أفادني أكثر من معلم في أكثر من مدرسة أن الأب حين يأتي للمدرسة لدفع الرسوم مثلاً أو لاستدعائه من قبل المدرسة لأمر ما يفاجئهم بانه لا يعرف في أي صف يدرس ابنه !! وبعض الأبناء كما سمعت يبررون تأخرهم صباحاً بأن (الحبشية) أو الشغالة ما صحته من النوم .. !؟ وأنا شخصياً شاهد على مثل هذه الوقائع ومنها كما قال أحد الأساتذة عندما تتصل بالمنزل وتسأل عن سبب تأخر الابن عن الإمتحان ترد عليك والدته وقد صحت يا دوبك من النوم وهي تنادي الشغالة : يا بت كدي شوفي الولد دا فوق نزل ولاَّ نايم ؟.
ودونكم حادثة الطفلة التي كتبت عنها قبل فترة مضت وهي في الصف الثاني أساس في إحدى مدارس أحياء الخرطوم الراقية حين لم يأتي أهلها لأخذها في نهاية الدوام وباتت مع أسرة الخفير وهي وحيدة والديها ولم ينتبه أهلها لفقدها وغيابها حتى العاشرة من صباح اليوم التالي حين وجدوا هاتف والدها وهو مدير مؤسسة مصرفية وعبَّر الوالد عن اندهاشه بأن والدتها لم تخبره .. وحين اتصل بوالدتها التي تعمل في مؤسسة مماثلة قالت له : أنا ما جيت زيك في المساء لكن خليني أسأل الشغالة بت ال .. ليه ما كلمتني !!.
ولعلمكم كانت الشغالة حاضنة للبنت فبررت الشغالة عدم معرفتها بأنها اعتقدت أن الطفلة نامت مع والديها .. وبعد البحث والتقصي اتضح أن السائق الخاص الذي يرحِّل الطفلة لم يأت في ذلك اليوم لسبب قاهر .. وضاعت الطفلة بين أيادي الإهمال .. !!.
* ودْ سبْ
والآن نعود للنموذج الأول الذي لم يبك ولم يستغفر وهو وزارة التربية التي لم تحرك ساكناً حتى كتابة هذه السطور إزاء مشكلة طلاب الفيديو ولا أقول أطفال الفيديو لأنهم جميعاً من تلامذتها وطلابها .
وكنت أتوقع – وهذا أضعف الإيمان – أن تعمم الوزارة إيضاحات وتوجيهات لوزاراتها في الولايات ومكاتب تعليمها بضرورة تخصيص فقرة يومية في طابور الصباح لتنبيه التلاميذ والطلاب وتنويرهم بإيجابيات وسلبيات إستعمال أجهزة الإتصال الحديثة والنتائج المدمرة التي تحدث لهم ولأسرهم ومجتمعم ووطنهم من جراء الإستخدام السيء لهذه الأجهزة .. وذات التعميم توقعته بمناسبة يوم 26 يناير (تحرير الخرطوم) ولم يحدث شيء !! .
وصدقوني طيلة الأسابيع الماضية والقضية ساخنة ساخنة وقد هزت قلوب وأعصاب الكبار إلا أنها لم تحرك ساكناً في إداراتنا التعليمية لتقطع كل برامجها التشريفية والنمطية لتخوض هذا التحدي الذي تفاجأنا به كما تفاجأنا بجماهيرية ذلك الفنان التي تؤهله بجدارة في حالة خوضه الانتخابات وهو ميت عليه رحمة الله لاعتلاء وإكتساح أكبر دائرة انتخابية في هذه البلاد .. !! وتظل طوابير الصباح في مدارسنا تتحدث عن هل تعلم أن الكانغرو في أستراليا ؟
وإن كانت وزارة التربية ومكاتب تعليمها لا تهتم بمثل هذه القضية ومآلاتها فإما أنها في حالة صدمة لم تفق منها بعد وإما أنها لا تستحق أن تكون موجودة وأن تلغي تماماً لننظر في إيجاد بديل يحفظ سلوك وعقول أبنائنا وبناتنا وأقطع (دراعي) كما يقول المصريون إن كان معظم قيادات التعليم في السودان (ولائية وإتحادية) يعرفون الفرق بين الواتساب وال (ودْ سَبْ) كما تعرفه قبائل الشرق !! إنه تعبير ينم عن الاحترام في المخاطبة وللأسف أيضاً ذات الشخصيات السابقة ستعاود الظهور بلا وتساب وتانجو ولاين الجديد و و و و لتضع المنهج (الجديد القديم) بعقليتها البائدة وبلا ودْ سبْ !!.
هاتوا كل مناهجنا وأجلسوا أمامكم كل من وضعوها وأسألوهم: لماذا أصروا على تجهيل هذا الجيل ؟ وكنت قد كتبت قبل سنوات مضت عن غياب أركان الإسلام الخمسة عن منهج التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية .. يعني منهج هش بلا أركان وتفاجأت بأن مدير المناهج نفسه عليه الرحمة لا يدري ذلك واليوم ظللت أسأل كل من يقابلني من الطلاب في أي مكان وفي أي مرحلة لا يهم أسألهم عن أشياء في الواقع والدولة والوزراء والأدباء والساسة وفي الزرع والضرع والرياضة وفي كل ما تتخيلونه وما لا تتخيلونه وتكون إجاباتهم بالنسبة لنا (لا في العير ولا في النفير) وإن قال أبوآمنة حامد عليه الرحمة لندن مدينة وهيا مدينة إلا أنك إن سألت : هل هيا في البحر الأحمر أم في هولندا ! يقال لك هيا في هولندا لأنهم ببساطة يعرفون هولندا أكثر من إيلا وكذا هل المهدي تحرك من مقرات الرباطاب أم قدير كردفان فتكون الإجابة مقرات ظناً منهم أنها في بريطانيا (بريط الرباطاب) وهل نهر عطبرة غرب القاهرة أم شرقها والكعبة هل هي في جدة أم المدينة .. وهذا ليس عن (بلادتهم) ولكنها (بلادتنا) نحن الذين وضعنا مناهج سلق بيض لأجيال لا نعرف كنهها ولا حاضرها ولا مستقبلها .. ولأنهم جيل يمارس حياته العصرية فمن الطبيعي أن يعرف حتى حياة لاعبي برشلونة الاجتماعية وغرامياتهم ولا يعرف فرداً واحداً من الهلال أو المريخ ولا حتى عبد المطلب الفحل أو علي مهدي وكمان التجاني حاج موسى .. !! هو التجاني قاعد يكتب شعر بالإنجليزي ؟ وإلا فهو نكرة في عالم هذا الجيل!.
* عفواً ضياء
عفواً أخي ضياء الدين .. عفواً أخي عثمان عبد الله .. وعفواً لكل الذين كتبوا – على قلتهم – في الصحف اليومية خلال الإسبوعين الماضيين عن حادثة شريط الفيديو .. وأقول لكم بالصوت العالي أنتم ونحن لا نعرف إلا القليل والظاهر فقط عن شباب اليوم الذي لا يقرأ صحفكم ولا يسمع إذاعاتكم ولا يعرف حتى قياداتنا السياسية والإعلامية والإجتماعية وحتى التاريخية .. ولا تعتقدوا أنها نكتة من نسج الخيال أن تجيب طالبة ماجستير في أثناء مناقشتها بأنها لم تسمع بالأزهري أو أن عبد الله خليل محطة بص .. ولا شيء يدخل في دائرة اهتماماتهم في مسائل مثل رفع الدعم عن المحروقات والسيول وقطار عطبرة وحرب الجنوب أو استقالة (غازي سليمان) من الوطني أو صراحة (غازي العتباني) المحامي .. !! ولا حتى اسم النائب الأول الذي ذهب أو الذي حضر .. والله على ما أقول شهيد .. !! (أرجو أن لا يعدل الأخ المصحح ما بين القوسين).
وأختم بأن حادثة الفيديو التي (وقعت في عيونكم) وطقَّت في آذانكم هي مجرد منظر سقط سهواً من بين آلاف الفيديوهات التي لم يتسن لكم رؤيتها لأنكم بعيدون عن مواقعها رغم أنها في داخل بيوتكم !! وأوافق الأخ عثمان عبد الله بأنها رصاصة إنطلقت زي (الثورة إنطلقت) وسوف تطال كل أهدافها المعلنة وغير المعلنة .. لأنها طلقة عبر الظلام ! وأما قول عثمان بأنها إنحراف لبعض شبابنا .. فلن أعلق على ذلك ولكن أطالبه بإجراء مسح ميداني ليعرف الكلمة الصحيحة هل هي (بعض) أم تعبير آخر؟ وهل هو في نظرهم أي الشباب إنحراف أم إحتراف في الإبحار داخل عالم يعرفونه تماماً ونجهله نحن كلية !!.. وإن عرفتم آخر إحصائية بعدد المغنيات والمغنيين عندنا من الشباب لسقطتم أرضاً قبل أن تعيدوا حساباتكم !! وكما يوم الحوت فان إنتفاضتهم الفجائية (Assault) سوف تذهلكم وقد تسوروا وغطوا كل المكان .
لا تحاكموهم وحدهم .. حاكموا كل مواقع التربية الغائبة والمقصرة ! .
* وظائف الخارجية
الناس يتساءلون منذ زمن عماذا حدث في نتائج وظائف الخارجية للدبلوماسيين والمستشارين الجدد .. !! لماذا خفت الحديث عنها من قبل الخارجية وكثرت الإشاعات حولها وكأنها كيكة لم يتوافق (الفرقاء) على قسمتها ؟!.
وربما تعقد الوضع اكثر بعد حديث السيد الرئيس بأن لا (محاباة) في الخدمة المدنية .. وهذه فرصتك يا كرتي لتهدف كما أردت .. محايداً في مصلحة الوطن ومواطنيه وسفراء المستقبل المافيهم كلام .. !! الشباب ينتظر وكاد صبره أن ينفد فماذا أنتم فاعلون ؟!.
* صور مفقودة
نعتذر عن الخلل الفني الذي حدث في هذه الصفحة الأسبوع الماضي بعدم نزول صورة الأمريكيين اللذين تسلقا جبل كسلا وكذلك صورة الشاب على آدم مو سى من أم روابة والذي يعمل بالمنطقة الصناعية بالخرطوم .. وربما تجد عزيزي القاريء صورهم في هذه الصفحة إن وجد لها مكان !! وللعلم جماهير أم روابة زعلانة في هذا التجاهل لإبنهم .
* عزاء
تتقدم الصفحة بتعازيها ومواساتها للأخ الكريم عبد الرحمن حسن محافظ بنك السودان في وفاة والدته سائلين الله أن يسكنها فسيح جناته ويلهم آلها وذويها الصبر والسلوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.