كسلا.. عندما يشتكي الشرق تقرير: رحاب فريني على الرغم من أن الحرب وضعت أوزارها في المنطقة الشرقية من سنوات، إلا أن الإقليم ما يزال يعاني من أزمات تنموية حادة، وعلى الرغم من وجود صندوق تنمية الشرق، إلا أن مشاريعه ما تزال معلقة في الهواء، وفي ذات السياق ولمناقشة هذه الأوضاع، عقد المركز الثقافي لشرق السودان، ندوة أقامها بداره أمس، طالب المشاركون فيها بضرورة تغيير حكومة الولاية، وقالوا إن الولاية تعاني من إشكاليات تتعلق بالتنمية والتدهور البيئي وتدهور المشاريع الزراعية، وطالبوا الدولة بالتدخل الفوري لإنقاذ ولاية كسلا بربطها بترعة من خزان ستيت واقترانها بالقاش لإنقاذ السواقي التي أصبحت غابات للإسمنت. مشكلات تنموية تحدث في الندوة الخبير في قضايا الشرق أبو فاطمة أحمد أونور، وقدم ورقة قال فيها إن ولاية كسلا تعاني من إشكالات وانهيار تام للبنيات التحتية، مشيراً إلى أن الولاية بعد انفصالها من ولاية القضارف والبحر الأحمر، أصبحت في الوسط مما أدى إلى مشكلات تتعلق بالجانب التنموي والبيئي, مؤكداً أن ولاية كسلا تتمتع بمشاريع زراعية، على رأسها مشروعات القاش وحلفا والزراعة البستانية والمطرية، وهي من أغني الولايات بالثروة الحيوانية ولديها بنية تحتية، وأخيراً ظهور التعدين الأهلي للذهب كمورد حقيقي. وأشار أونور إلى أن ولاية كسلا من المدن السياحية ولكن الجانب السياحي اضمحل للظروف التي حدثت بالولاية، واصفاً الذين يعملون في الولاية بالعاجزين، وأنهم لا توجد لديهم إرادة, مناشداً توفير الحد الأدنى من الاهتمام بالولاية وإنسانها. وقال أونور إن هنالك تضخماً وترهلاً نسبةً لتجفيف الريف المنتج بالهجرة إلى المدن، مشيراً إلى الصرف البذخي والترف على أجهزة الدولة، الذي لا يتماشى مع المواطن، والذي أفقده هيبته أمام الدولة، موضحاً أن هنالك توزيعاً عشوائياً للأراضي بالولاية، خصوصاً الأراضي الزراعية، وأضاف أن مساحة الأراضي التي تم بيعها أكبر من مساحة ولاية كسلا القديمة، مما دعا المواطن لتكوين أجسام لحماية أراضيه، وأشار إلى أن قناة ولاية كسلا لا حاجة إليها في ظل التردي البيئي وانهيار البنية التحتية وتجفيف الكوادر وتجفيف الخدمات التعليمية والصحية، مضيفاً أن كسلا ليس لديها ما تعرضه، وحتى السياحة في الولاية أصبحت سياحة عابرة إلى دولة أريتريا أو البحر الأحمر وانهارت البنيات التحتية للفنادق، وأصبحت الخدمات الفندقية ضعيفة وغير متاحة, مؤكداً أن مياه نهر القاش في طريقها للجفاف نسبة لازدياد الكمية المأخوذة من تغذية القاش، موضحاً أن هنالك مبلغ 600 مليون دفع من المنظمات لعمل خط للمياه، ولكن بدأ فيه العمل دون تخطيط، وقال: إن ثقافة المقاولة أصبحت مسيطرة أكثر من تسخير الخدمات للمواطن، مشيراً إلى أن الولاية قبل اتفاقية الشرق كان بها 5 إداريات وبعد الاتفاقية صارت 11 إدارية، مما أوجد تداخلاً في الحدود وظهور صراع على المناطق التي بها تعدين أهلي, فضلاً عن ظهور ممارسات سلبية مثل التهريب والاتجار بالبشر، مما أدى إلى وجود صراعات قبلية، داعياً إلى وجود مؤسسية والتزام الدولة تجاه ولاية وإنسان كسلا. التمكين والتسييس فيما طالب مسجل تنظيمات مهن الإنتاج الزراعي والحيواني الفريق محمد صالح حامد بوجود آلية منظمة لاستمرار العمل وإبعاد التمكين والتسييس والقبلية لمعالجة كل مشكلات الولاية؛ أضاف أنه لا بد من الانتظام لتوصيل الرسالة وتوحيد الصف والتدافع نحو العمل، ولا بد من تحديث نمط الإنتاج الزراعي والحيواني من الطريقة الفردية إلى الجماعية، مشيراً إلى أن هنالك مشكلة في الاستهلاك للمياه وعدم ترشيد، ووجود حفر جائر وغياب كامل للإرشاد من وزارة الزراعة لرقابة وإرشاد المزارع للاستخدام الأمثل، مؤكداً أن إنتاج محصول البصل لهذا العام كان مبشراً، ولكن واجهت المزارع مشكلة في زيادة في المدخلات، مشيراً إلى أن جوال البصل ب45 جنيهاً وتكلفته 125 جنيهاً متسائلاً: من يحمي المزارع وهو ملتزم تجاه البنك، فضلاً عن أن رسوم القيمة المضافة أصبحت 25% إضافة إلى الرسوم الأخرى, وطالب صالح بتسهيل مدخلات الزراعة لزيادة الإنتاج.