تقارير وتغطيات: في أول زيارة له: الأمير القطري يصل البلاد اليوم الخرطوم: هالة حمزة يصل الخرطوم اليوم الأربعاء أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارة رسمية للسودان تستغرق يوما واحدا يجري خلالها مباحثات مع المشير عمر البشير عن سبل دعم وتوطيد العلاقة بين البلدين الشقيقين. ويعد الجانب الاقتصادي من الركائز الاساسية للزيارة، حيث تشكل الاستثمارات القطرية رأس الرمح في الاستثمارات الخليجية الموطنة في السودان لبناء شراكات حقيقية على الارض تحقق مصالح الدولتين. ويرى خبراء اقتصاديون أن الانفتاح القطري على السودان يبشر ببناء تحالف اقتصادي ربما يصبح أنموذجاً حقيقياً في مجال الاستثمار الجاد في المنطقة العربية. توقعات المراقبين تمضي في اتجاه نجاح زيارة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني في إحداث نقلة نوعية في مجالات العمل الاستثماري المشترك ونجاحها في حفز المستثمرين القطريين والخليجيين بشكل عام لتوظيف استثماراتهم في قطر مترامي الاطراف وذي امكانيات طبيعية وافرة رشحته منذ عقود لأن يصبح سلة غذاء العالم. أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم د. محمد الجاك امتدح ل (السوداني) دور الاستثمارات القطرية بالسودان والتي قال انها بدأت بالتركيز على المجالين التجاري والخدمي ذات العائد السريع وسرعان ما اتجهت للاستثمارات الكبرى. وأكد الجاك اسهام قطر في محاولة معالجة الاضطراب السياسي في السودان من خلال مجهودات كبيرة بذلتها في ملف الاحتراب الأهلي في دارفور توجتها باتفاق الدوحة الشهير واستمرار سعيها لجذب الحركات المسلحة لضمها لوثيقة الدوحة لإنهاء الصراع الذي يدور باقليم دارفور منذ أكثر من عشرة أعوام . وأبان الجاك أن الزيارة المرتقبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثان للخرطوم ستكون ايجابية لجهة مساندة الحكومة القطرية الكبرى للسودان فيما يختص بالاجراءات الاقتصادية التي اتخذتها بعض البنوك الخليجية . ودعا د. الجاك دولة قطر لضرورة زيادة استثماراتها الحالية في السودان والتنوع فيها لتحقيق مصالح الدولتين. وقال وزير الدولة بالمالية الأسبق، المفاوض في الانضمام لمنظمة التجارة العالمية بروفيسور عز الدين ابراهيم ل (السوداني) إن زيارة أمير قطر متعددة الأهداف، غير أننا نأمل في تركيزها أكثر على الهدف الاقتصادي خاصة وأن قطر صارت مصدرا مهما لرأس المال والاستثمارات الخارجية، و أضاف عز الدين أن قطر تملك استثمارات واضحة في المجال العقاري والتعدين وتحويلات المغتربين السودانيين، مشيرا الى أن مجيء الأمير القطري من المرتجى أن يفتح نافذة للتدفقات المالية القطرية لمعاونة السودان في ظرفه الاقتصادي الحالي واستمرار تأثره من تداعيات انفصال دولة الجنوب . وأشار وزير المالية الأسبق د. سيد علي زكي في حديثه ل (السوداني) للجهود المتعاظمة التي تبذلها الدولة القطرية في السودان على الصعيد الاقتصادي والسياسي . وكان سفير الخرطوم لدى الدوحة ياسر خضر قال في تصريحات صحفية إن الأمير القطري الذي يرافقه خلال زيارته وفد رفيع المستوى سيجري مباحثات مع الرئيس عمر البشير، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين ووصف خضر العلاقات السودانية القطرية ب"المتميزة"، قائلاً إنها "وصلت لحد الشراكة في كثير من المجالات في مقدمتها الزراعة والتعدين والآثار، إلى جانب التنسيق في كثير من القضايا الدولية". فيما أكد وزير الاستثمار د. مصطفى عثمان في وقت سابق اهتمام حكومته باستقطاب المزيد من الاستثمارات القطرية وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، ملمحا إلى أن هناك اهتماما من قيادة البلدين في العمل على تفعيل وترقية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية. وتعتبر دولة قطر من الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين بالنسبة للسودان هذا فضلاَ عن دورها السياسي في ملف دارفور، واحتلالها للموقع السادس في قائمة الدول المستثمرة في السودان والخامس في قائمة الدول العربية و يبلغ عدد مشروعاتها الاستثمارية المصدقة بالسودان خلال الفترة (2001—2010م) 23 مشروعاً في مختلف القطاعات وبلغ رأسمالها 1.7 مليار دولار، ويبلغ حجم العمالة المستوعبة 2222 عاملاً . وتشير احصائيات وزارة الاستثمار السودانية الى أن جملة الاستثمارات الخدمية التي نفذتها قطر فعلياً بالسودان تبلغ 1.4 مليار دولار تليها الاستثمارات في القطاع الصناعى بمبلغ 200 مليون دولار ثم القطاع الزراعي بمبلغ مائة مليون دولار. أما الاستثمارات القطرية المنفذة فتشمل مصنع الخليج للمنتجات الحديدية برأسمال قدره (23) ألف دولار ومصرف قطر الوطني الإسلامي برأسمال قدره 100000000 دولار ومشروع مشيرب للإنشاءات و المقاولات برأسمال قدره269195714 دولار ومشروع مواشي بولاية شمال كردفان . كما بلغ مجموع العمالة المستوعبة في هذه الاستثمارات 134 عاملاً.