دارفور..الأوضاع ماتزال حرجة تقرير : محمد حمدان رسم تقرير النشرة الإنسانية الصادر من مكتب الاممالمتحدة بالسودان فى الاسبوع الأول من الشهر الجاري بالإضافة الى تقرير حديث من منظمة الفاو للأغذية والزراعة، تطورات قاتمة عن الأوضاع الإنسانية فى ولايات دارفور بعد التطورات العسكرية الأخيرة فى ولايات شمال وجنوب دارفور بالإضافة الى تزايد أعداد اللاجئين من دولة الجنوب السودان الى داخل البلاد. تزايد النزوح ويقول التقرير الذى تحصلت (السوداني) على نسخة منه؛ إن عدد النازحين حتى التاسع من أبريل الجاري بلغ 213400 نازح فى ولايات دارفور المختلفة نتيجة للقتال الذى وقع بين الحكومة والحركات المسلحة منذ فبراير الماضي، فضلاً عن هجمات لمليشيات فى غرب وشرق ولاية شمال دارفور وأجزاء من ولاية جنوب دارفور، ويشير التقرير الى أن أكثر من 65 ألف شخص نزحوا من مناطق سرف عمرة إثر قتال نشب بين أفراد من قبيلة القمر وقوات تتبع لموسى هلال عاد منهم حوالي 58300 شخص الى مناطقهم فى سرف عمرة، ويقر التقرير بما أسماه التحسن الملحوظ فى الأوضاع الأمنية فى الأسابيع القليلة الماضية إلا أنه يذكر فى ذات الوقت تعذر الوصول الى بعض المناطق التى يقدر المحتاجون فيها بحوالي 40 ألف شخص وتلخص منظمة الهجرة فى ذات التقرير الى أن بواعث القلق للنازحين والأوضاع الإنسانية ككل تشمل على استمرار النزوح واللجوء وعدم استتباب الأمن وضعف مناخ حماية المدنيين والقيود المفروضة على التشغيل والتنفيذ والموارد الأخرى، ويسلط التقرير الضوء على مراحل تزايد النازحين فى الشهور المختلفة منذ مطلع العام الحالي حيث يوضح أن أكثر فترة شهدت ذروة فى أعداد النازحين كانت فى نهاية فبراير الماضي، احتمى ببعثة اليوناميد أكثر من ألفي شخص يبحثون عن مأوى لهم ببعثة اليوناميد فى منطقة مليط بولاية شمال دافور جراء الصراع الأخير منذ بداية ابريل الجاري وهؤلاء قادمون من قرى وفرقان تبعد عن مليط حوالي 50 كيلومترا فى الشمال الشرقي ومعظم الفارين من النساء والأطفال، وليس بعيداً عن ذات الموقف فقد احتمى بالبعثة أكثر من 3000 نازح بمنطقة خور أبشي الواقعة على ولاية جنوب دارفور، بينما بلغ عدد النازحين فى محلية طويلة بولاية شمال دارفور ما بين 10 الى 15 ألف نازح يحتاجون الى الغذاء والمأوى، فيما أفرز اجتياح حركة تحرير السودان فصيل مناوي الى المحليات الشرقية لولاية شمال دارفور من الطويشة وحسكنيتة وكلمندو واللعيت؛ نازحين بأعداد كبيرة، مما حدا ببرنامج الغذاء العالمي الى إرسال 228 ألف طن من الغذاء الى محليتي الطويشة واللعيت، اشتمل التقرير على تداعيات الصراع القبلي الذى وقع على الحدود بين ولايتي شرق دارفور وغرب كردفان بين قبيلتي الحمر والمعاليا فى مناطق شق جرف والخماسات نتج عن ذلك القتال مقتل 8 أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين من الطرفين ويعتبر هذا النزاع هو الثاني من نوعه بين القبيلتين فقد سبق أن اندلع قتال فى ديسمبر من العام المنصرم أدى الى مقتل أكثر من 35 شخصا ونزح أكثر من مائتين من المعاليا الى مناطق عديلة وابوكارنكا، وتعود أسباب تلك الصراعات بشكل أساسي الى الخلاف حول أحقية الأراضي وسرقات للمواشي. أزمة منسية وفى سياق منفصل تنامى عدد اللاجئين من دولة الجنوب الى الولايات السودانية المتاخمة الى دولة الجنوب نتيجة لتصاعد العنف بين حكومة الجنوب والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار وقد ظلت تستقبل ولاية النيل الابيض أكثر من 15 شخصا يومياً، كما سجلت ولاية جنوب كردفان وصول أعداد من اللاجئين الأسبوع المنصرم، ويشير تقرير الأممالمتحدة لمفوضية اللاجئين الى أن عدد اللاجئين من دولة الجنوب الى السودان منذ اندلاع النزاع المسلح والعنف القبلي يتراوح بين 62 الى 64 ألف شخص، وقد قامت الحكومة السودانية بتسجيل القادمين فى المعابر الحدودية وتقول الأممالمتحدة إن هؤلاء بحاجة الى 40 مليون دولار لتغطية احتياجاتهم الغذائية فيما يتوفر الآن 0.5 % من المبلغ المطلوب، وفى ذات السياق أوردت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" فى تقرير حديث حالة مزرية تحذر فيها من تفاقم الجوع وسوء التغذية نتيجة لاشتداد الصراع بدارفور وما ترتب عليه من نزوح بالإضافة الى دخول اللاجئين من دولة الجنوب ومما يزيد الأوضاع سوءاً أن المزارعين والرعاة بالسودان يحتاجون لدعم عاجل للحيلولة دون مزيد من التدهور في حالة الأمن الغذائي في البلاد، مؤكدة على معاناة 3.3 مليون شخص حالياً من انعدام الأمن الغذائي، وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة ال "فاو" في السودان، عبدي أدان جاما إن "السودان يمثل أزمة منسية تسير من سيئ لأسوأ، واستطرد مضيفاً: " نحن بحاجة ماسة الآن لضمان أن يصبح الرعاة والمزارعون المتضررون في وضع يمكنهم من استعادة سبل معيشتهم، وإشباع أسرهم، والحد من اعتمادهم على المعونة الغذائية، وإعادة بناء حياتهم، مشيراً الى أن وكالات الأممالمتحدة والشركاء إلى الآن لم يتلقوا سوى 3.5 بالمائة من مبلغ 995 مليون دولار أمريكي، الذي بدونه لن تتمكن المنظمة من تنفيذ عمليات التدخل الإنسانية العاجلة المتضمنة في خطة الاستجابة الاستراتيجية في السودان عام 2014. أسباب الأزمة ويُعزى الوضع الراهن لانعدام الأمن الغذائي في السودان لأسباب متعددة، بما في ذلك رداءة الحصاد خلال موسم 2013 - 2014 بسبب تأخر الأمطار وندرتها دون المتوسط بالمناطق المحصولية الرئيسية، وهبوط إنتاج الحبوب لما يتراوح ما بين 65 و70 % دون متوسط السنوات الخمس الماضية كما أدى تجدد القتال والعنف القبلي للفرار من مناطق السكن وفوات المواعيد الموسمية الحرجة للزرع والحصاد، لا سيما بولايات دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان. ويقول الخبير جاما، ممثل "فاو" بالسودان، إن "نحو 80 % من سكان المناطق الريفية في السودان يعتمدون على الزراعة لتحصيل غذائهم ودخلهم، وإن لم ندرك مدى خطورة الوضع ونتداركه في الوقت المناسب فسوف يتدهور لما هو أسوأ بكثير" وتناشد منظمة "فاو" حشد 19 مليون دولار لسلسلة من التدخلات العاجلة في السودان تستهدف ما مجموعه 5.4 مليون شخص. ولم تتلق للآن سوى سبعة ملايين دولار، مما خلق فجوة في التمويل بمقدار 12 مليون دولار.