كل ماسألت عليك..صدوني (حراسك)... حراسة المنازل الشخصية...بين الضرورة و(البرستيج).! الخرطوم: تفاؤل العامري قديما كانت الاسر تستعين ب(الكلاب) بحثا عن الامن، ولإرهاب من تسول له نفسه سرقة ممتلكات الاسرة، لكن مع تطور الحياة اصبح البواب او حارس المنزل هو من تقع عليه مسئولية الامن خاصة عند نجوم المجتمع او اصحاب الممتلكات ممن يخشون زوار الليل، وحارس المنزل دائما مانجده قابعا على كرسيه امام المنزل يشغل نفسه بمطالعة الصحف او الانشغال بهاتفه في انتظار الاوامر التي يتلقاها من صاحب المسكن، وحينما يقترب منه شخص ما يبدأ وجهه في التجهم والرد على كل التساؤلات باقتضاب اذ انه لايميل الى الثرثرة الا اذا كنت من الزوار المالوفين والمعروفين لديه، ولأن جزئية (حراس المنازل) من الجزئيات الجديدة على مجتمعنا نجد ان الكثيرين غير قادرين على تقبل الفكرة، خاصة اذا جئت زائرا بغير مواعيد مسبقة، فحتما لن يتم استقبالك بالطريقة التى تتخيلها، وربما تعود ادراجك بعد ان يخطرك ذلك الحارس بكل بساطة انك خارج قائمة الضيوف المدرجين له عبر زيارات اليوم.! سرقات متعددة: ربة المنزل ايمان محمد التى تسكن بأحد الاحياء الراقية بالقرب من مول تجاري زائع السيط اشارت الى ان منزلها تعرض للسرقة اكثر من مرة ماجعلها تعمل على التعاقد مع حراس المبنى التجاري بأن يقوموا بحراسة منزلها ايضاً، وذلك اضافة لعملهم الاساسي مقابل ان تمنحهم راتباً شهريا. ايمان اكدت ان الطمأنينة عادت اليها رغم انها فقدت كثيرا من صديقاتها اللائي رفضن زيارتها بعد اخذ الاذن من حارس البوابة.! حاميها حراميها: فنان كبير- فضل حجب اسمه- قال انه تعاقد مع شركة أمنية منذ سنوات بعيدة لحراسة بوابة منزله لافتا الى ان الامور كانت تسير كما يحب اذ ان الزوار يأتون في مواعيد يختارها هو ويخبر بها الحارس، اضافة الى انه يسافر والاسرة خارج البلاد وهو مطمئن ان منزله في أيد أمنية إلى أن تفاجأ بعد عودته من احدى رحلاته انه فقد مصوغات زوجته ومبلغ من المال على الرغم من وجود الحارس على مدار ال24 ساعة والذي نفى ان يكون أحدا دخل المنزل وبعد ان ضيق عليه صاحب المنزل وأخبره بأنه سيقوم بفتح بلاغ في مواجهته اعترف الحارس بسرقته للمصوغات التي قام بإرجاعها كاملة واكتفى الفنان الكبير بطرده من المنزل، مشيرا الى انه لم يحاول ان يأتي بحارس آخر قائلا: (الحارس هو الله). أمن مفقود: من جانبه اشار بابكر عثمان أحد التجار المعروفين بسوق ام درمان الى ان غالبية حراس الأمن غير مؤهلين للعمل في تلك الوظيفة وهذا مادفعه للاستعانه ببعض العمال الذين يعملون بالشركة صباحا لحراستها في المساء لافتا الى ان الامن مع اغلبية العاملين ببعض الشركات شبه مفقود لأن الاغلبية منهم فاقد تربوي – بحسب تعبيره- مضيفاً ان غالبيتهم دفعتهم ظروف الحياة للعمل في تلك الوظيفة ودائما ما يكونون هم مصدر الجريمة. ظروف الحياة: امام بوابة منزل فنانة كبيرة بام درمان يقبع الحارس (س. م) الذي كشف عن ضيقه ومدى تبرمه من كثرة الضيوف الذين يعملون على زيارة الفنانة بمواعيد وبدونها قائلا إنها تتبرم إذا زج بأحدهم الى المنزل دون اذن منها، مضيفا أن ظروف الحياة الضاغطة هي التي دفعت به الى قبول تلك الوظيفة التي تعرضه في احيان كثيرة الى التنازل عن كرامته حينما يتلقى سيلا من الكلمات الجارحة من قبل ضيوف الفنانة الذين لا ينقطعون عن زيارتها طوال ايام الاسبوع وختم (س) حديثه قائلا: "عملت في بلدان عربية كثيرة كحارس وكنت اعامل افضل وهذا مايدفعني للتفكير في الهجرة خارج البلاد مرة أخرى".