انتماءات الفنانين السياسية.. مابين الجهر وهمس الصور التذكارية الخرطوم: أحمد دندش حظيت الصور التى نشرت قبيل سنوات ابان فترة الانتخابات الرئاسية السابقة في العام2010 والتى جمعت عدداً من الفنانين بمرشحي الحركة الشعبية، حظيت بالكثير من التناول والجدل كذلك، خصوصاً وتلك الصور تضم عدداً من الفنانين من اصحاب الوزن الثقيل في الساحة الفنية في مقدمتهم الراحلين محمد وردي ومحمود عبد العزيز، بينما افرد المحللون السياسيون في تلك الفترة مساحات واسعة للحديث حول تأثير نجومية اولئك الفنانين ومساهمتها في حصد الحركة الشعبية لنتيجة الانتخابات، الامر الذى اعتبره بعض المحللين في ذلك الوقت نقطة قوى تنصب في صالح الحركة الشعبية، بينما قلل آخرون من خطورة ذلك الموقف على المؤتمر الوطني ومرشحيه لاعتبارات عديدة لخصها البعض بضعف تأثير الفن فيما يتعلق بالقضايا السياسية. شائعات وقلق وقريباً من تلك الصور التى جمعت بالفنانين بمرشحي الحركة الشعبية في الانتخابات السابقة تبقى قضية انتماء الفنان السياسي بحاجة للمزيد من تسليط الضوء عليها، خصوصاً بعد الشائعات المتعددة التى اشتكى منها عدد كبير من الفنانين والتى تتحدث عن انتماءات سياسية لاعلاقة لها اطلاقاً بهم، بينما يبدي عدد كبير منهم عن دهشته الشديدة لسرعة انتشار مثل تلك الشائعات الامر الذى قد ينسف مسيرتهم الفنية سواء بثبوت تضامنهم التام مع أي من الانظمة الحاكمة او معارضتها، ذلك الامر الذى شبهه بعض الفنانين بالمثل الشعبي السوداني القائل: (سيك سيك..معلق فيك). جهر ورمزية وفي السودان تحديداً، لم يجد عدد من الفنانين أي غضاضة في التعبير عن انتماءاتهم السياسية سواء اكانت مع النظام الحاكم او ضده، وعن هذا يقول الفنان الشعبي قيقم والذى اشتهر بلقب (فنان الانقاذ الاول): (أنا لا أخفي انتمائي للانقاذ، وأفتخر بأنني تغنيت لها)، وعلى ذات السياق لا يجد الكثير من الفنانين أي غضاضة في التعبير عن انتماءاتهم للنظام الحاكم، بينما يؤكد عدد من المتابعين ان المعارضين لذات النظام يختارون دوماً (التعبيرات الرمزية) لتحل مكان الجهر وذلك لأسباب عديدة في مقدمتها سعيهم للحفاظ على جمهورهم من كلا الطرفين. الثورات العربية بالمقابل يؤكد عدد كبير جداً من المتابعين للساحة الفنية دولياً، ان (الثورات) الاخيرة التى شهدها عدد من البلدان العربية ساهمت بشكل كبير في إطلاقهم وتعبيرهم عن انتماءاتهم السياسية ببراح اكبر، خصوصاً في مصر والتى شهدت اجماعاً شبه كامل من الفنانين على خلع الرئيس السابق محمد مرسى، بينما تشهد مصر هذه الايام اجماعاً مماثلاً لفنانيها على انتخاب عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق كرئيس للبلاد، حيث شهدت المواقع الالكترونية الكثير من التصريحات للفنانين وهم يؤكدون أنهم مع السيسي قلباً وقالباً. سلاح ذو حدين مهتمون بما يدور في كواليس الساحة الفنية يعتقدون ان جزئية ابداء الفنان لانتمائه السياسي، ربما تكون مسألة ذات قولين وسلاح ذو حدين ايضاً، ويضيفون ان بوح الفنان بانتمائه السياسي ربما يسهم بشكل مباشر في انقاص اسهمه في الوسط الفني، ويشيرون الى ان الاسلم والافضل للفنان ان يحتفظ بانتمائه السياسي لنفسه، وان يتفرغ للعمل الذى يؤديه والذى يعتمد في الاصل على (الاجماع)، بينما يذهب آخرون الى ابعد من ذلك عندما يضيفون ان بوح الفنان بانتمائه الرياضي ايضاً ربما له جوانب سلبية عديدة، ناهيك عن السياسية.