كرمت جامعة الملك سعود بالرياض أمس الأحد، عالم الطب السوداني بروفسور مصطفى عبد الله محمد صالح، استشاري أعصاب الأطفال بكلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي بجامعة الملك سعود، ومنحته جائزة التميز العلمي، والتي تسمى جائزة المسيرة العلمية المتميزة (الإنجاز العلمي مدى الحياة)، وذلك ضمن مجموعة من الفائزين. وكان بروفسور صالح قد توصل قبل عدة سنوات لاكتشاف علمي (مع آخرين)، يتعلق بوصف الجين المورث لنوع جديد من مرض ضمور العضلات، الذي يبدأ مبكراً في الطفولة برخاوة العضلات وضعفها، ثم يصيب عضلات القلب في العقد الثاني من العمر، ويؤدِي إلى الوفاة بأزمةٍ قلبية قبل سِنِّ العشرين. وقد أطلق عليه اسم (مرض صالح للحثل العضلي)، وذلك نسبة لقيامه بتقديم أول وصف سريري لهذا المرض عام 1998م، وإثبات خصائصه الباثولوجية، بالتعاون مع باحثين من جامعة أيوا بالولايات المتحدة. واكتشف بروفسور مصطفى صالح، نوعاً جديداً من مرض الرنح الوراثي (الذي يصيب المخيخ)، في عام 2010م، وأطلق عليه اسم (مرض صالح للرنح). واكتشف أيضاً الجين المورِّث لنوع جديد من مرض الشلل السفلي التشنّجي، (والذي أطلق عليه الرقم 49) عام 2012م، كما اكتشف بداية عام 2013م نوعين جديدين من مرض ضمور العضلات، بالتعاون مع علماء من جامعة هارفارد بأمريكا، وجامعات أكسفورد، ولندن، ونيوكاسل، ببريطانيا. ومن ضمن الإنجازات العلمية والطبية للبروفسور صالح أيضاً، اكتشافه الجين المورِّث لأخطر أنواع الصّرع المسمى بتشنُّج الطفولة الباكرة. وهو نوع من الصرع يبتدئ بين شهر وستة أشهر من العمر، متنقِّلاً من مكان لآخر في الجسم، وتفشل الأدوية في السيطرة عليه، ما يؤدي لتلف الدماغ ووفاة بعض الحالات، قبل إكمال العام الأول. وأكد مدير جامعة الملك سعود، الدكتور بدران العمر، في كلمته خلال الحفل، أن الجائزة تأتي تتويجاً دورياً للعمل البحثي في الجامعة للارتقاء به، بهدف تشجيع منسوبيها من الباحثين والطلاب، وتحفيزهم على مزيد من التميّز والتنافس العلمي، وإعطائهم حقهم من الحفاوة والتكريم، ولا سيما أنهم يحرصون على تعزيز مسيرة البحث العلمي.