يلتقي جمهوره مساء اليوم بسبارك سيتي... الطيب مدثر: لست حبيساً لأغنية (الصورة)..!! حوار: فلاشات يعتبر من الفنانين القلائل الذين يجيدون تحريك مياه الطرب الساكنة في الوجدان، مقتنع جداً في مسيرته الفنية أن (الكيف) أهم بكثير من (الكم)، وله فلسفة خاصة في ذلك، فالرجل يغني ليطرب نفسه في المقام الأول قبل جمهوره، ولعل مثل ذلك الأسلوب ليس بغريب على فنان مثل الطيب مدثر، الذي نشأ وترعرع في بيئة فنية كاملة الدسم بجبل أولياء وسط مجموعة من الفنانين الذين اتخذ منهم الزاد لمواصلة مسيرته الفنية. (فلاشات) التقت بالطيب مدثر وهو يستعد مساء اليوم لاحتضان معجبيه بصالة سبارك سيتي في اللقاء السنوي الذي ينظمه كل عام لطرح أغنياته الجديدة.. فماذا قال؟ *بداية حدثنا عن حفلك السنوي الذي تقيمه اليوم بصالة سبارك؟ هو لقاء سنوي يجمعني بجمهوري وأصدقائي أقوم من خلاله بتقديم عدد من الأعمال الجديدة، وأنا والله كنت أتمنى أن تكون أربعة لقاءات في السنة لكن مع الظروف الحاصلة كويس إنو قدرنا نعملو مرة في السنة. *ما هو الهدف الأساسي من ذلك الحفل السنوي؟ الهدف الأساسي من تلك الإطلالة هو تقديم أغنيات جديدة ولنفي تهمة الكسل عني، وللقاء معجبيَّ وجمهوري. *ما هو تقييمك لحفلاتك ولقاءاتك السنوية السابقة؟ جيدة جداً، أنا في العام الماضي قدمت أربع أغنيات جديدة وفي هذا العام سأقدم خمس أغنيات جديدة من ضمنها أغنية وطنية، وسأغني مساء اليوم أغنية لعبد العال السيد وأغنية باللغة العربية الفصحى اسمها خوف، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوري الحبيب. *انتهاجك لمبدأ اللقاء السنوي.. هل له أي علاقة بما يحدث في الوسط الفني مؤخراً من أحداث متسارعة؟ ممكن، ومن الممكن أيضاً أن ذلك اللقاء نبع من ضرورة التواصل مع الجمهور بارتياح أكبر. نحن في السودان نضطر كفنانين لأن نوقف حفلاتنا في تمام الساعة الحادية عشرة، وذلك أسهم إلى حد بعيد في عزوف الكثير من الفنانين عن الغناء، وبالتالي أبعدهم عن الساحة الفنية، لأنه وببساطة لا يمكن أن يغني أي فنان محترم ساعتين زمن فقط ويغادر، ذلك الأمر أيضاً أسهم لدرجة كبيرة في مقاطعة أهالي المناسبات والأفراح للفنانين الكبار واتجاههم للفنانين الشباب وذلك لكي يتمكنوا من الاستفادة من الساعتين في حفل طروب و(مهجج).. لذلك كانت فكرة اللقاء السنوي للتشاور وتقديم الجديد بمساحة معقولة. *معنى هذا أن هنالك تردياً في الذوق العام؟ نعم.. هنالك تردٍّ في الذوق العام.. وهذا شيء ملحوظ. *الطيب أنت فنان متهم بالكسل.. والدليل غياب أغنياتك الجديدة عن وسائل الإعلام؟ المشكلة أصبحت اليوم في القنوات التي تخرج لك هذه الأغنيات، بصراحة معظم القنوات المتاحة أصبحت مهتمة بنوعية معينة من الفنانين ومن الغناء كذلك، وهو الغناء المطروح الآن في الساحة وهذا خطأ كبير، حتى القنوات الرسمية صارت تتخذ هذا النهج، وهذا أمر خاطئ. *كيف تنظر للأغنية الشبابية اليوم.. ومن هو الفنان الشاب الذي لفت نظرك؟ الأغنية الشبابية هي ذوق جيل يفترض أن نحترمه بغض النظر عن رأينا فيه، وأعتقد أن طه سليمان من الفنانين أصحاب الصوت الجيد. *بصراحة.. ما هو رأيك في اتحاد الفنانين.. هل له أي دور في ترقية الفن في البلاد؟ اتحاد الفنانين أصبح حريصاً على بقائه ككيان أكثر من حرصه على تطوير الفن السوداني، وهذه حقيقة ينبغي الإشارة إليها. *أغنية (الصورة) من الأغنيات التي وجدت حظها الكبير من الظهور.. البعض يقول بأنك (فنان الأغنية الواحدة).. ما تعليقك؟ هذا اتهام أجده في أي مكان وأنا أرفضه تماماً. *إذاً ما هي (أسطورة) تلك الأغنية بالضبط؟ الموضوع وما فيه أنها استطاعت الوصول للناس عبر الألم اللذيذ الذي تحتويه، وأظن أن لدي أغنيات آخريات بنفس قوتها وحضورها. *ما هي أكثر أغنية مظلومة لديك؟ أعتقد أن عددا كبيرا من أغنيات الشاعر حسن الزبير مظلوم. *الطيب مدثر رددت في وقت سابق أغنية (حبيبك ياني أنا حبيبك).. هل هي محاولة منك لمواكبة الأغنية الشبابية؟ هذه الأغنية من كلمات الشاعر الكبير أزهري محمد علي، وقد يستغرب الناس لطبيعة هذه الأغنية فهي جاءت بخلاف ما اعتاد الناس في أشعار أزهري الغارقة في الرمزية، وأنا أعتقد أنها أغنية وجدت الكثير من القبول والحمد لله.