عندما يصبح الفرد منا صاحب ذهنية فارغة وعقيمة لا تسعى إلى الابتكار أو التجديد وعدم اللهث خلف المستجدات التي تطرأ على رأس كل دقيقة في العالم, بالتأكيد سيكون شخصا فاشلا في مجال عمله ومحيطه الأسري, حتى على مستوى التعامل مع أقرانه إن كانوا هم أكثر كدا وجهدا منه. ها هو شهر رمضان المعظم أعلن مقدمه إلينا وتفصلنا عنه أيام قلائل وينفضح أمر قنواتنا التلفزيونية التي ما زالت تمارس سباتها العميق وهي تلتحف الكسل وتتدثر بالتخلف والتراجع عن ركب البرامج الرمضانية التي تتسابق عليها القنوات العربية منذ وقت طويل لتسعد مشاهدها بالجيد والمميز وهي تنتزع الدهشة من أعينه بكل جمال. لا أدري ما هي المشكلة الحقيقية التي يعاني منها القائمون على أمر قنواتنا وهم (على قفا من يشيل) منهم الأساتذة الدكاترة والبروفات في الإخراج والإعداد..إلخ، وهم يصمون آذاننا بالضجيج المزعج ولا نرى على أرض الواقع شيئا ملموسا يشفع لهم غير إضاعتهم للزمن والمال في مؤتمرات واجتماعات و...إلخ لا ناقة لنا فيها ولا جمل والنتيجة (صفر). أصبح المشاهد السوداني محددا لخارطة مشاهدة قنواتنا الفقيرة في حالة الأضرار وكالعادة (النيل الأزرق أغاني وأغاني) الشروق (مع ....) وللأسف قوون وبرنامجها الأشهر (بنات حواء) السنة دي ما في يعني المتابعين له (خشمهم ملح ملح)، لأن البرنامج لن يقدم هذا العام حسب إفادات مدير القناة الأستاذ الشاعر أزهري محمد علي الذي يرى أن البرنامج يحتاج إلى تجديد لذلك سيتم تأجيله للعام القادم.. (كان حيِّين بنتلاقي). ومن حسن حظ السودانيين هذا العام، أنهم سيخففون عن حرقتهم ومغصتهم من برامجنا (الفطيرة) ب(بيتزا) كأس العالم الذي يجعل لياليهم أجمل وأحلى وذلك من أجل المتعة الحقيقية بعيدا عن شبح هزائم وانتكاسات منتخبنا الوطني. عن نفسي لا أتعبها كثيرا بمشاهدة لا تخلو من الإعادة والتكرار والافتقار عن التنقيب الحقيقي لمكامن الجمال وإعطاء المشاهد ما يحتاجه من إبداع عله يشفع لهم تخبطاطتهم و(طيش) الانتقاء, يا ليت يبتعد القائمون على الأمر عن المجاملات وتفضيل الغث عن السمين من أجل مصالح لا تخدمنا نحن في شيء بقدر ما تشعل نار الغبينة بداخلنا ونحن نتوجع عندما تصافح أعيننا شاشات عربية مخضرمة مواكبة للواقع بعيدة عن التقليدية وهي تستفزنا بإبداعها اللا محدود ونحن نفغر فاه (العباطة) والاندهاش. على ما يبدو أن الحال سيظل هكذا لأنه ليس هناك وجيع, بمعنى (نخم ونصر) ونشفر، وعزاؤنا الجميل في قنوات أخرى أكثر إبداعا وإمتاعا. نص من داخل حياتي: الشخص منا يتأسف عندما يجد نفسه أنه عالة على الآخرين وهو يفرض وجوده دون أن يثري مكانه الطبيعي في الحياة بالنجاحات. أجمل إحساس عندما تعترض طريقك حواجز فتتخطاها دون يأس أو تردد وتكون بداخلك عزيمة لتحقيق هدفك غير مكترث بمن يحاولون تحطيمك (حسادة كده). إنني أسعى دائما من أجل أن أبلغ مقصدي متحدية كل العراقيل التي كادت أن تكسر جناحي يوما ما لتجعلني طاوية أحزاني تحت جناح واحد, ولكنني عقدت العزم بقدر فشلي وتعثري في الحياة مرات كثيرة إلا أنه ما زال هناك وميض من ضوء بداخلي بدا خافتا وها هو يتوهج لأكون منارته التي ستضيء كل الأقبية التي نسجت عليها خيوط الظلم والافتراء, بعدها لن أحقد على أحد كما فعلت مع آخرين سقطوا (سهوا) من دفتر حياتي, بل سأكون نهر الجمال العذب الذي لا يبخل على قاصده. بدون قيد: عزيزي.. كانت تقديراتك عكس توقعاتك.. بعد أن أرهقك وضوحي فصوبت ظنونك داخل (مرمى) حياتي بغباء أحببته فيك.