:: للأهل بالريف، ولسواعد تفلح أرض هناك تحت لظى الشمس لتطعم الناس (قمحا وأملا)..لهم، وهم يزينون مسيد القرية بالبروش والأباريق والأزيار ثم بالوجوه المتوضئة التي على سيماها آثار الكد والكسب تشع بالضياء..لهم، وهم يفترشون ثرى البلد زمرا عند المغيرب ويتراصون كما الكواكب والنجيمات بحيث لا تميز فقيرهم عن ثريهم من أثر التراحم والتآخي..لهم الود، وهم يغرسون قيم الخير في موائد الرحمن العامرة ب(عرق الجبين)، ويعضون على فضائل المجتمع بالنواجذ، وبلا رياء يذهب أجرهم أو من يفضح أمرهم يقسمون (اللقمة بيناتم).. فهنيئا لهم - في الأقاصي النائية- تألف قلوبهم وتتآخي نفوسهم.. بارك الله في زرعكم وضرعكم، وتقبل الله صيامكم. :: ولفرسان تعاهدوا على حماية أرض البلد شرقا وغربا وشمالا جنوبا، واتخذوا الخنادق والملاجئ وخطوط النار مساكن لهم، وهم تاركون بينهم وبين أطفالهم وأهلهم أميالا من الذكرى و(أمل التلاقي).. لهم، وهم يرسخون عزيمتهم على عهد لا يؤتى الوطن الحبيب من قبلهم بغدر غادر أو معتد أثيم..ولهم، وهم يهبون حياتهم للموت والجرح والأسر ليهبوا حياة البلد أمناً ولحياة الناس سلاما.. لهم التقدير، وهم يتوشحون بأنواط الكبرياء ويلتحفون بالصمود ويتزينون بالثبات ويستظلون بالتضحية والفداء.. أطفالكم هم أطفالنا، وأمهاتكم هن أمهاتنا، وآباؤكم هم آباؤنا، وبقدر ما تعطون لهذا البلد من بذل وعطاء يحمل الشعب لكم أضعافا من الوفاء والشكر النبيل..أكرم الله وطنكم بسلام يعيدكم الى دياركم أبطالا كما خرجتم منها أبطالا، لتمتلئ البيوتات الصغيرة بالفرح والأماني الطيبة والحب الجميل..أثابكم الله وزادكم صبراً وثباتاً، وتقبل الله صيامكم. :: ولكل مخلص دأب أن يخرج حين يسدل الليل أستاره ليطفئ غضب الرب وينال رحمته وبركته و(الناس نيام)..لهم، وهم يطرقون بيوت المتعففين برفق تحت جنح الدجى، ثم يغادرونها سريعا حتى لا تعلم يسراهم ما قدمت يمناهم ليتامى فقدوا الأب ولكنهم لم - ولن يفقدوا - رحمة السماء، أو لأرامل يكدحن بشرف واستبدلن موت عزيزهن بإحياء العزة والعفة التي في نفوسهن لتكون لأنجالهن نبراسا يضيء مستقبلهم بالكرامة التي عجزت محن الزمن عن كسرها ..الى أخيار بلادي، وهم يدثرون فقراء بلادي بكريم خصالهم، ليستقبلوا الشهر الفضيل بالفرح والسعادة و(راحة البال).. تقبل الله عطاءكم وصيامكم. :: ولكل أم فقدت ابناً، زوجاً، أو أخاً ذهب إلى العلياء مغفورا له بإذن الله..ولكل أم فرضت عليها أقدار السماء تحمل صعاب الحياة وضنكها بإرادة صلدة وصبر لا يئن.. ولكل أم تعد ابناً او ابنة إلى المستقبل بعدة العلم وعتاد القيم الفاضلة، رمضان كريم وتقبل الله صيامكن وزادكن عزما وصبرا ورحمة وإيمانا واحتسابا.. ثم الأوفياء لوطنهم وأهلهم أينما كانوا، بالداخل تنعم قلوبهم بحب الأهل والديار كانوا أو بالخارج يحملون الأهل والديار حبا في قلوبهم..ولشعب كل فرد فيه يفتخر بالانتماء إليه، لكم جميعاً صادق الدعاء بالصحة والعافية و(راحة البال).. تقبل الله صيامكم وتصوموا وتفطروا على (وطن الخير).