** لأهل الريف، ولسواعد هناك تفلح الأرض تحت لظى الشمس، لتطعم الناس (قمحاً وأملاً)..لهم الثناء، وهم يزينون مسيد القرية بالبرش والأبريق ثم بوجوه متوضئة على سيماها آثار الكد تشع بالضياء..لهم الحب، وهم يتراصون كما الكواكب والنجيمات، بحيث لاتميز فقيرهم عن ثريهم من أثر التراحم والتآخي..ولهم الود، وهم يغرسون قيم الخير والسخاء في موائد عامرة ب(عرق الجبين)، ويعضون على فضائل مجتمعنا بالنواجذ، ثم بصدق النوايا وسلامة التربية يتمسكون بالفضائل..كيف يمضي نهاركم بلا هواء بارد؟، وكيف تبتل عروقكم بلا ماء مثلج؟، أوهكذا يسأل حيارى المدائن، ولو كانوا يعلمون ما في نفوسكم من يقين ومحبة لتكالبوا عليكم هربا من زيف حياة المدائن..فهنئيا لكم تألف القلوب وتآخي النفوس و( قدح المغيرب)، وطابت حياتكم وتقبل الله صيامكم ..!! ** ولرجال إتخذوا الخنادق والملاجئ مساكنا تأوى صيامهم وقيامهم، وما بينهم وبين أطفالهم وأهلهم أميالا من الذكرى و(أمل التلاقي)..لهم التقدير، وهم على العهد بحيث لايؤتى الوطن الحبيب من قبلهم بغدر غادر أو معتد أثيم، وهم يهبون حياتهم للموت والجرج والأسر والبعد عن الآل والأهل ليهبوا حياة البلد أمناً ولحياة الناس سلاماً..لهم التقدير، وهم يتوشحون بالكبرياء ويتزينون بالثبات ويستظلون بالتضحية..أطفالكم هم أطفالنا، وحرائركم هن حرائرنا، وأمهاتكم هن أمهاتنا، وأباءكم هم أباءنا..وبقدر ما تعطون لهذا البلد من البذل والعطاء النبيل - روحا ودما ورباطا وصبرا - نحمل لكم ولأسركم أضعافا وأضعافا من الوفاء والشكر الجزيل..أكرم الله وطنكم بسلام يعيدكم الي دياركم أبطالا كما خرجتم منها أبطالا، لتمتلئ البيوتات الصغيرة بالفرح والبيت الوسيع ب(الأماني الحلوة والحب النبيل)..وتقبل الله صيامكم..!! ** ولكل مخلص دأب أن يخرج حين يسدل الليل أستاره ليطفئ غضب الرب وينال رحمته وبركته، والناس نيام..لهم الحب، وهم يطرقون بيوت الطين وأكواخ المتعففين برفق تحت جنح الظلام، ثم يغادرونها سريعا حتى لا تعلم يسراهم ما قدمت يمناهم ليتامى فقدوا الأب ولكنهم لم - ولن يفقدوا - رحمة السماء، أولأرامل يكدحن بشرف واستبدلن موت عزيزهن بإحياء العزة والعفة التي في نفوسهن لتكون لأنجالهن نبراسا يضئ مستقبلهم بالكرامة التي عجزت محن الزمن عن كسرها ..الى أخيار بلادنا، وهم يدثرون فقراء بلادنا بكريم خصالهم ليستقبلوا الشهر الفضيل بالفرح والسعادة و(راحة البال)، تقبل الله صيامكم وما جادت به يمينكم..!! ** ولكل أم فقدت ابناً، زوجاً، أواخاً ذهب إلى الرحمن مغفورا له بإذن الله، ولكل أم فرضت عليها أقدار السماء تحمل صعاب الحياة وضنكها بإرادة صلدة و صبر لا يئن، ولكل أم تعد ابناً او ابنة إلى المستقبل بعدة العلم وعتاد القيم الفاضلة، رمضان كريم وتقبل الله صيامكن وزادكن عزما وصبرا ورحمة وايمانا واحتسابا..ولمن يبكي دماً في غربته شوقاً للبلد وأهل البلد، رد الله غربتك بالخير والعافية وأعادك لأهلك وديارك سالماً وغانماً، وتقبل الله صبرك وصيامك ..ولشعب طيب يقهر الضنك بالإيمان والرهق بالصبر والحزن بالأمل، ولكل فرد فيه يفتخر بالإنتماء إلى وطنه..لكم جميعا صادق الدعاء بأن يتقبل الله صيامكم وقيامكم، وبأن تصوموا وتفطروا على خير..!!