التقديم الالكتروني للجامعات.. بين جدلية الحداثة والحنين إلى القديم تقرير: رحاب فضل السيد منذ ان كشفت وزارة التعليم العالي نيتها حوسبة التقديم للجامعات هذا العام، لم يهدأ بال الأسر السودانية خاصة من لم تشق التكنولوجيا طريقها اليهم في أطراف البلاد المترامية، وإذا توفرت إمكانية وجود تكنولوجيا ظل القلق موجودا من حدوث خطأ في العملية يمكن ان ينسف حصاد السنوات، وربما أرادت الوزارة أن تحقق بذلك مشروع الحكومة الإلكترونية، وأن تقول لصفوف الطلاب المتراصة على الإسفلت :(شكر الله سعيكم). أفكاري حيارى! بعد أيام قليلة جداً يبدأ التقديم للجامعات دون أن يتحسس الطالب استمارته الورقية ودون الحصول على دليل ورقي وذلك عقب قرار وزارة التعليم العالي بأن يكون التقديم إلكترونيا للعام الدراسي (2014-2015). لم يكن القرار برداً وسلاماً على الطلاب واسرهم وواجهت الأسر القرار بالرفض القاطع بمبررات كثيرة يصفها اصحابها ب(المنطقية) ، وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها تمسك أولياء أمور الطلاب بذات الطريقة القديمة مهما كلفهم ذلك. أولياء الأمور لخصوا الأمر في تساؤلات محددة علها تجد الإجابة الشافية من وزارة التعليم العالي: كيف للطلاب الرُحل أن يقدموا إلكترونيا وهم لا يملكون من وسائل التكنولوجيا شيئاً وهم في مناطق عجزت شبكة الإنترنت من الوصول اليها؟ وكيف يكملون عملية تقديمهم وهم لا يملكون أيا من البطاقات المصرفية ؟ وفي هذه النقطة دفع أولياء الأمور بمقترح (تحويل الرصيد) لتجاوز إشكالية الاضطرار للعودة لمربع السفر من جديد للسداد المباشر عبر نوافذ البنوك وبذا يكون القرار لم يؤت أكله في اختصار المشاوير. الوزارة.. إنه النظام الأمثل وزارة التعليم العالي من جابنها دافعت عن قرارها بشدة باعتباره يصب في مصلحتها ويوفر لها الكثير خاصة في مسألة الإدخال والإخراج في عمليات فرز النتيجة فضلا عن أن موقع التقديم متاح على مدار ال(24) ساعة، وقالت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي سمية أبو كشوة في تصريحات سابقة إنّ النظام الجديد يسهل على الطالب عملية التقديم للجامعات ودفع رسوم التقديم إلكترونياً، واشارت إلى أن البرنامج يحتوي على خاصية إرشاد الطالب لطرق التقديم الصحيح للالتحاق بالبرامج الدراسية التى يرغب فيها، كما يبسط الإجراءات باعتماده على أساليب بسيطة وسهلة، وتضيف أنه من خلال هذا المشروع يستطيع الطالب التقديم من أي جهاز به خدمة انترنت مثل الحاسوب والهاتف السيار والكمبيوتر الشخصي وفي حال عدم توفر كل هذه الوسائل للطالب يمكنه التقديم عبر مراكز الإنترنت (المقاهي) أو الذهاب إلى أقرب جامعة أو كلية بولايته للاستفادة من معامل الحاسوب كمراكز للتقديم، وبهذا يوفر مشقة وتكلفة السفر. ولفتت إلى أن النظام يرشد الطالب عبر خطوات متسلسلة لطريقة التقديم، والذي يستمر لمدة شهر أو يزيد، وتقول إنه يتيح معلومات كافية تمكنه من الاطلاع والبحث حسب مجال الدراسة والجامعة، كما يوفر عامل الزمن الذي كان يستغرقه في نقل المعلومات من الدليل للاستمارة في التقديم التقليدي، إذ يسمح للطالب باختيار رغباته بالطريقة الصحيحة، ويظهر رمز الكلية المطلوبة تلقائياً، كما يمكِّن النظام الطالب من حفظ استمارة التقديم مع توفير إمكانية طباعتها، ولفتت الوزيرة إلى أن هذا العمل يوفر على القائمين على أمر عملية الفرز زمناً كافياً لاستخراج نتائج القبول بسرعة فائقة، واختصار طباعة دليل القبول ودليل المنافسة. حيث يوفر البرنامج دليل القبول إلكترونياً والاطلاع عليه. (كاش كارد) رأت الوزارة بالضرورة إشراك بعض الجهات في هذه العملية مثل الهيئة القومية للاتصالات ووزارة المالية وبنك السودان المركزي في مسألة سداد رسوم الاستمارة البالغ قدرها (40)جنيهاً. وطرحت عدة خيارات لطرق الدفع الإلكتروني منها الدفع عن طريق الحسابات البنكية (بطاقة الصراف الآلي) أو بطاقات الائتمان (كاش كارد) والتي وفرت لها (6) آلاف نافذة لتوزيعها بالولايات، أو عبر أفرع البنوك المنتشرة بالبلاد والبالغ عددها (700) فرع، ويمكن التقديم عبر الرسالة الإلكترونية إذا توفر حساب للطالب أو من ينوب عنه، وتبقى طريقة يراها المواطنون الأيسر وهي طريقة تحويل الرصيد وهذه لا يعتمدها بنك السودان المركزي باعتبارها غير قانونية.