محمدية...تفاصيل (اللحن الأخير).! أمدرمان: محاسن احمد عبدالله (وفاة الموسيقار وملك الكمان محمدية)...بهذه العبارة كنا نتفاجأ ما بين الفينة الاخرى بتلك الشائعة عبر المواقع الاسفرية المختلفة، ومن ثمّ نجد بعدها من يكذب الشائعة ويصفها بالمغرضة، وهكذا حتى تحولت تلك الشائعة نهار الامس الى حقيقة، بعد ان جاءنا الخبر اليقين بوفاة الموسيقار محمد عبدالله (محمدية) بعد صراع طويل مع المرض، غادر بسببه في الفترة الماضية الى دولة الاردن من اجل العلاج ومن ثم عاد الى السودان ولكن السقم لم يغادر جسده وتدهور وضعه الصحي حتى فاضت روحه الى الرفيق الاعلى. فقد جلل: تناقل الجميع خبر الوفاة عبر وسائل التواصل المجتمعية المختلفة وتوجهوا بعدها لمنزل الراحل بمنطقة العباسية بام درمان للمشاركة في تشييع الجثمان، وتقديم واجب العزاء لأسرته التي ظلت صابرة على المصاب الجلل، بينما بدأت ملامح الحزن واضحة في وجوه الجميع من موسيقيين وفنانين وملحنين ورفقاء درب واعلاميين جمعتهم علاقة طيبة ومميزة بالراحل الذي كان انموذجا فنيا لا يمكن تخطيه على الاطلاق، بينما تقدم المشيعين بمقابر حمد النيل بأم درمان عدد من كبار الفنانين والموسيقيين. يوم الحزن: وصلنا الى مكان العزاء فكان الجميع حضورا تسبقهم دموعهم التي انهمرت على فقد احد اعمدة الموسيقى في السودان والذي طالما جمل بآلة الكمان اروع واجمل الالحان بدءا من جيل العمالقة والرواد ومرورا بالجيل الحالي من الفنانين الشباب. وبصوت حزين وعيون اغروقتا بالدموع تحدث الي الموسيقار المخضرم ورفيق درب الراحل الاستاذ الموسيقارعبدالله عربي الذي قال: (اليوم هو يوم الحزن الاكبر والفقد الجلل بوفاة اخي وصديقي الموسيقار محمدية، لقد قضينا اجمل السنوات ونحن نجمل وجدان الشعب السوداني بالموسيقي، ظللنا وظل الحب والاحترام والتقدير قائما بيننا حتى الرحيل المر، ولكنها ارادة المولى عز وجل، وندعو الله ان يتغمده برحمته ويسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً). صاحب بصمة: فيما تحدث الينا الفنان د. عبدالقادر سالم قائلا:(الحمد لله على ما اراد الله على هذا الفقد الجلل، ومهما تحدثنا عن الاستاذ محمدية لن نستطيع ان نوفيه حقه كاملا فهو من العصر الذهبي ومن جيل المخضرمين، ولا نستطيع ان نقول الا ما يرضي الله، أما الموسيقار اسماعيل عبدالجبار وصف وفاة الاستاذ محمدية بالفقد الجلل لمسيرة رجل قدم الكثير للساحة الفنية وهو يعتبر من الموسيقيين الرواد الذين عاصروا كبارالفنانين ووضعوا بصمتهم بكل اقتدار وتميز، ولكن ابى المرض الا وان يقعده ويعجل برحيله مختتماً حديثه:(اللهم ارحمه واغفر له). تعازي ناعمة: في الجانب الآخر من سرداق العزاء تحلقت النسوة حول الشارع الذي يقع فيه منزل الراحل وهن يواسين بعضهن البعض ودموعهن تنهمر بغزارة، والتقينا هناك بالفنانة حنان بلوبلو وسميرة دنيا اللتان اكدتا على العلاقة الجميلة والطيبة التي تربطهما بالراحل ودوره الكبير واسهاماته المقدرة في الساحة الفنية، واصفات وفاته بالفاجعة الكبيرة والفراغ الكبير الذي لن يسد مكانه. حزن اسفيري: الاسفير كذلك اتخذ طابعاً من الحزن الشديد على رحيل محمدية، فاكتظ منذ نهار الامس بالكثير من رسائل وبرقيات التعازي من مختلف دول العالم وهي تؤكد علو كعب الموسيقار محمدية الغنائي ومقدمة واجب العزاء لأسرته وجميع أفراد الشعب السوداني، الا رحم الله الموسيقار محمدية بقدر ماقدم لهذا الشعب من إبداع. (إنا لله وإنا إليه راجعون).