*الحراك الأكاديمي الإيجابي تجاه قضايا وهموم الوطن والمواطنين، يعزز العلاقة بين الجامعات ومحيطها الإجتماعي، ويسهم بصورة مباشرة في إنجاح المساعي المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار، وبسط الحريات والعدالة والتنمية وتأمين البناء الإجتماعي للأمة. *نقول هذا بمناسبة مؤتمر أثر النزاعات على أوضاع المرأة والأطفال في السودان الذي نظمته جامعة أمدرمان الإسلامية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم نهار أمس الأول بقاعة الصداقة بالخرطوم، الذي أكدت فيه الدكتورة أمل بكري البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم أهمية مثل هذه الشراكات الإيجابية، لمحاصرة الآثار السالبة للنزاعات على المرأة والأطفال، مؤكدة مسؤوليتهم المباشرة تجاه توفير جميع أنواع الحماية للنساء والأطفال، و تأمين العيش الكريم لهن/م وإعادة دمجهن/م في المحيط المجتمعي بصورة كريمة. *مدير جامعة أمدرمان الإسلامية البروفيسور حسن عباس حسن أكد أهمية الشراكة القائمة والمثمرة بين الجامعة ووزارة التنمية الاجتماعية، وأشاد بدور مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام بالجامعة، الذي يرعى هذا المؤتمر، وحرصه على التناول العلمي لمثل هذه المشكلات الناجمة عن النزاعات المسلحة، وعبر عن أمله في أن تجد مخرجات المؤتمر طريقها للتنفيذ لتأمين حماية النساء والأطفال من شرور النزاعات. * ليس المجال هنا مجال استعراض الأوراق المهمة التي قدمت في المؤتمر، لكننا نكتفي ببعض الإضاءات المهمة، على سبيل المثال ، في ورقة أثر النزاعات المسلحة على حقوق الطفل وفقاً لسياسات مجلس الأمن التي قدمتها الدكتورة منال خضر محمد عثمان "جامعة بحري" التي أوضحت فيها خطورة الآثار التي تخلفها النزاعات على النساء والأطفال، وبينت بعض الجهود المبذولة لتلافي هذه الآثار السالبة، لكنها نبهت إلى عدم وجود الآلية الحاسمة والرقابة الكافية لتوفير مستحقات الحماية المنشودة للمرأة والطفل، وأكدت أهمية مشاركة النساء في عمليات إرساء السلام والحفاظ عليه. *ورقة الدكتور ياسر حسن ساتي "جامعة زالنجي" حول أثر النزاعات المسلحة على النساء والأطفال في دارفور، أكد فيها أنه لا يمكن تحقيق السلام المستدام والاستقرار الاجتماعي في دارفور دون المشاركة الفاعلة لمنظمات المجتمع المدني، أثناء وبعد وقف النزاعات، وأشار إلى بعض التحديات والمصاعب التي تواجه منظمات المجتمع المدني خاصة في ظل النزاعات المسلحة التي طال أمدها في دارفور. *مثل هذا الحراك الأكاديمي الإيجابي يكتسب أهمية خاصة من الدور الذي يمكن أن يؤديه في دعم المساعي الجارية لتحقيق السلام والتوافق السوداني الشامل، وتوفير المعينات العلمية التي تضيء لصانعي القرار ولكل من يهمهم أمر السلام والاستقرار و بسط الحريات والعادالة والتنمية، لتكثيف الجهود نحو تحقيق السلام الشامل في كل ربوع السودان والتعايش الاجتماعي وسط كل مكونات الأمة السودانية بكل تنوعها الإثني والسياسي والفكري، ومعالجة الآثار السالبة للنزاعات خاصة على النساء والأطفال. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته