داوي ناري والتياعي..وتمهل في وداعي... نصوص عربية بحناجر (سودانية).! الخرطوم: سعيد عباس أبدع الفنانون السودانيون في أداء كلمات واشعار عدد كبير من شعراء الاغنية السودانية فأكملوا بذلك شكل المثلث الابداعي الرائع من كلمة ولحن وأداء وساهموا بقدر وافر في ترقية وصياغة وجدان المواطن السوداني عبر حقب واجيال مختلفة حتى طفق بعضهم يبحث في اضابير كتب الاشعار والدواوين المختلفة لشعراء خارج القطر فتمكنوا بحسن اختيارهم وبراعة الحانهم من سودنة عدد كبير من الاشعار والكلمات لشعراء عرب خارج الحدود، (السوداني) ارادت أن تقطف من كل بستان زهرة لتلك الرياض الابداعية الوارفة فاكتفت بتكل الحصيلة التالية علها تكون قيضا من فيض لتك الروعة او أن تنسل خيطا انيقا رفيعا من ذلك النسيج الابداعي المترامي القا وفنا ولحناً. يا عروس الروض: يعتبر الفنان فضل المولى زنقار من اوائل الفنانين الذين تغنوا بأعمال لشعراء من خارج الحدود وهو يطلع على احدى المجلات اللبنانية بالخرطوم فوقع حسه وبصره على اغنية (عروس الروضة يا ذات الجناح) للشاعر اللبناني الياس فرحات وذلك في منتصف اربعنييات القرن الماضي ومما يؤكد براعة زنقار ورهافة حسه هو أن الفنان السعودي محمد عبده اخذ نفس الاغنية واداها مع بعض التعديلات اللحنية لتتماشي مع سلمه السباعي فكانت له اضافة نوعية بصورة واضحة. يوم البحيرة: وبنفس الكيفية كان يطّلع الملحن البارع عربي الصلحي في مجلة (الرسالة) المصرية التي وجد فيها اغنية (يوم البحيرة) التي أدّاها الراحل المقيم عبد الدافع عثمان بصورة مدهشة جعلتها تكون اغنية مفضلة لمواسم عديدة، تلك الاغنية كانت للشاعر اليمني أحمد علي باكثير، امّا في نهاية الخمسينيات فقد لحن الفنان حسن سليمان الهاوي تلك الاغنية التي كتبها الشاعر التونسي ابوالقاسم الشابي وهو يتغزل في محبوبته في رائعته (عذبة انتي كالطفولة كالاحلام كاللحن كالصباح الجديد) ومن الملاحظ أن الفنان السعودي محمد عبده ايضا اختطف تلك الاغنية اتي غناها حسن سليمان الهاوي في اواخر الخمسينيات فغناها في بداية الثمانينيات. عذبة: نعود مرة اخرى مع الشاعر التونسي ابوالقاسم الشابي مع الفنان حمد الريح بعد أن كتب الشابي قصيدته الشهيرة بعد رحيل والدته ورحيل محبوبته (عذبة) التي كتب فيها (عذبة انتِ كالطفولة كالاحلام) فكان يصارع نفسه ليخرج من آلامه وجراحه فكتب اغنية (اسكنى يا جراح واسكتي يا شجون- مات عهد النواح وزمان الجنون) الى أن يصل الى قوله (الوداع الوداع يا جبال الهموم...يا ضباب الاسى يا فجاج الجحيم...قد جرى زورقي في الخضم العظيم ونشرت القلاع...فالوداع الوداع). طائشة الضفائر: وعن محطة نزار قباني نتوقف في قصيدتين الاولى غناها الموسيقار محمد الامين بمستوىً مدهش ورائع وهي بعنوان (طائشة الضفائر) التي اعتبرها بعض النقاد قاسية بعض الشيء على المرأة مما جعل محمد الامين لا يرددها كثيرا خصوصا عندما يأتي في قوله (أتافهة الوصال إلي ردي...عويل زوابعي وجحيم حسي... فأكبر من جمالك كبريائي...وأعنف من لظى شفتيك بأسي)، امّا الثانية فرددها الفنان حمد الريح بعنوان: (حبيبتي إن يسألوك يوما فلا تفكري كثيرا). داوي ناري: اما العندليب الاسمر زيدان ابراهيم فقد غنى للشاعر المصري إبراهيم ناجي الذي كتب لكوكب الشرق ام كلثوم رائعتها الشهيرة (الاطلال) حيث غنى له زيدان اغنية (الوداع) التي يقول مطلعها: (داوي ناري والتياعي...وتمهل في وداعي...يا حبيب الروح هب لي بضع لحظات سراع)، ويأتي تميز كابلي وحسن اختياره في قصيدتين احداهما من عصر صدر الإسلام والاخرى من العصر العباسي امّا الاولى فهي ليزيد بن معاوية ابن ابي سفيان (وامطرت لؤلؤاً) التي غناها مع البلابل بطريقة متميزة لأبعد مدى امّا قصيدة العصر العباسي فكانت لأبي فراس الحمدان (اراك عصي الدمع شيمتك الصبر) فقد لحنّها كابلي وأداها بطريقته الخاصة بعد أن ادتها كوكب الشرق ام كلثوم ليضع كابلي النّقاد الموسيقيين والفنيين في مقارنة صعبة. امة الأمجاد: بالمقابل فإن الشعراء والفنانين والمحلنين السابقين كانوا اكثر إطلاعا وثقافةً فقد تناول الاستاذان يوسف السماني ومحمود حميدة في عام 1967م تلك القصيدة من مجلة (العربي) الكويتية فقاما بتلحينها بطريقة كورالية لتغنيها بعض المجموعات الغنائية وهي القصيدة ذائعة الصيت والشهيرة (امة الامجاد) التي صاغ كلماتها الشاعر المصري مصطفى عبد الرحمن وصادف أن استمع الرئيس الاسبق جعفر محمد نميري لتك القصيدة فأعجب بها ايّما اعجاب فأمر الموسيقيين بتوزيعها وتجويدها موسيقيا واصدر تعليماته بإذاعتها على إذاعة امدرمان فراجت القصيدة ووجدت قبولا واستحسانا الى يومنا هذا