رفعنا حاجبا الدهشة وتألمنا كثيرا عندما راح عشرات الضحايا بالشقيقة مصر نتيجة أحداث العنف داخل إستاد بورسعيد عقب مباراة المصري والأهلي بنزول الجماهير في أرضية الملعب والاشتباك بالأسلحة البيضاء والآلات الحادة ومقتل العشرات, وكان ذلك بمثابة أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية لفظاعتها. لتأتي مفاجأة أخرى لم نعهدها في ملاعبنا ولكن في هذه المرة كان مسرح الحدث بإستاد المريخ إبان مباراة مريخ العاصمة والفاشر والتي شهدت حالة من الهرج والمرج ما جعل الشرطة تتدخل لحسم حالة الفوضى وفض الاشتباكات بالبمبان. على الرغم من أن ما حدث في إستاد المريخ لا يقارن بما حدث في مصر إلا أن ما حدث هو بداية إنذار قوي وخطير لكارثة قادمة لملاعبنا لم نعتد عليها فيما مضى. ما نعلمه جميعا أن الرياضة لعبة يتمتع فيها لاعبوها ومشجعوها بطول البال والتسامح والتسامي فوق كل الضغائن والتغاضي عن الصغائر, في الوقت الذي نشهد فيه انفعالات من بعض المشجعين وهم يصيبون اللعيبة برشاش كلمات تخرج عن الذوق والأدب وهؤلاء من لا يستطيعون ضبط أنفسهم لأنهم يعيشون ساعات المباراة في أجواء مشحونة بالقلق والتوتر تصل في بعض الأحيان لتعدي الخطوط الحمراء وتحديدا عند الهزيمة. أنا لست من المتابعين للشأن الرياضي للإحباطات المتتالية التي نعايشها من على البعد حتى لا نصاب ب(الضغط والسكري) في وقت كنا نحلم فيه بلعيبة يصنعون الأهداف والفرحة قبل موعد الاعتزال بمهارات وتكتيكات فنية عالية الجودة والمستوى, ونحن نشاهد أقوى وأميز الأندية العالمية وهي تمهر لمساتها الفنية بذكاء ومرواغة وإبداع لا تمل منه العين أمثال (ميلان وريال مدريد ومانشستر يونايتد) كنا نحلم بلعيبة أمثال ميسي وكريستيانو رونالدو أعظم مهاجم وهداف المونديال وكرويف ذلك المبدع الذي تم اختياره الرئيس الفخري لنادي برشلونة والجوهرة السوداء بيليه صاحب اللمسات الساحرة الذي ظل محافظا على سمعته الكروية طيلة السنوات الماضية والآن يعتبر من المميزين لدى الفيفا, تمنينا أن يُخرج لنا المدربون المحليون والعالميون الذين وفدوا إلى أنديتنا تباعا دون تحقيق المطلوب؛ تمنينا أن يُخرجوا لاعبا صاحب مهارات وفنيات عالية ونحن نحلم بلاعب مثل ماردونا صاحب التاريخ الكروي الطويل والعريض والمميز على الرغم من تمرده الذي قاده إلى منعرجات خطيرة فيما بعد. ظلت الكرة السودانية تعاني دون وجيع وهي تغلغل متابعيها ومشجعيها وتقذف بهم إلى الدرك الأسفل من الإحباط وبعض اللعيبة لا يحملون ولاء للأندية التي ينتمون إليها وفوق كل ذلك الاستهتار المتعمد الذي يظهر جليا على أرض الملعب والتدهور الواضح في المستوى على الرغم من المليارات التي تهدر في سبيل وجود فريق متكامل بمؤهلات تجعله في مقدمة صفوف المنافسين العالميين وذلك ليس ببعيد فكرة القدم صناعة ولكنها تحتاج إلى جهد ومثابرة من أجل الارتقاء بها وفوق كل ذلك تحتاج إلى لعيبة موهوبين يسهل تطويعهم للاحتراف. بدون قيد: عزيزي.. أنت صمام الأمان الذي أتمدد في (مستطيل) حبه في كل الاتجاهات.. فأنا (دفاعك) لرفع الظلم عنك و(مهاجمك) الذي يغدق عليك حبا وثناء. محاسن أحمد عبد الله