*نتابع بقلق نتائج المفاوضات الجارية بين حكومتي بلدي السودان في اديس اببا ونعلق آمالا عريضة في أن يحدث اختراق إيجابي حقيقي؛ ليس فقط في شأن النفط وإنما في كل القضايا العالقة بين بلدينا لأنها لصيقة الصلة بمستقبل السلام والاستقرار. *إننا نبارك جهود الوساطة الافريقية لتقريب وجهات النظر بين حكومتي بلدينا ولكننا نرى أن الحل بيد حكومتي البلدين وعليهما واجب السعي حتى حال فشل مفاوضات اديس للإسراع بالوصول إلى اتفاق حول كل القضايا العالقة بينهما لسد الطريق أمام النزاعات القائمة أصلا حتى في السودان الباقي. *ليس من مصلحة المواطنين في الشمال والجنوب استمرار التشاكس بين الحكومتين وتصعيد الخلافات بينهما؛ ففي البلدين ما يكفيهما من مشاكل ماثلة، وكان الأوجب عليهما العمل سويا على حل المشاكل الداخلية في بلديهما بدلا من هذا التصعيد الذي لا يخدم للطرفين قضية. *ما زلنا نأمل في لقاء قمة بين الرئيسين البشير وسلفاكير أو بين نائبيهما طه ومشار للوصول إلى اتفاق سياسي شامل يتنضمن خارطة طريق للعمل على محاصرة تداعيات النزاعات القائمة في البلدين. *تستطيع حكومة السودان بما لديها من خبرات متراكمة مساعدة حكومة دولة جنوب السودان لمحاصرة النزاعات القبلية التي تفاقت مؤخرا بل وفي بناء دولتهم الجديدة، كما تستطيع حكومة دولة جنوب السودان العمل على وقف النزاعات القائمة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحول أبيي والمساعدة في استكمال السلام في دارفور. *هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في بلدينا؛ وإن فشلت مفاوضات اديس يجب ألا تتوقف المساعي التي بدأت لعقد لقاء قمة بين قادة بلدينا، نأمل أن يتم بالداخل بلا وسطاء فكل ما نحتاجه الإرادة السياسية الصادقة المخلصة التي تتجاوز الخلافات المصطنعة التي أضرت بالمواطنين في الشمال والجنوب ووصلت بنا لهذا الواقع الغريب بين أبناء شعب واحد. *هذا يستوجب إحداث اختراق سياسيي يوقف النزاعات القائمة ويعيد مد جسور الثقة بين قادة البلدين لصالح شعب السودان في الشمال والجنوب بعيدا عن منابر الفتنة والحرب والكراهية المقيتة، وللانتقال ببلدينا إلى مرحلة العمل الإيجابي لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في بلادنا وفي المنطقة بدلا من استمرار تأجيج نيران الخلافات التي إذا لم تخمد فإنها ستقضي على الأخضر واليابس وتهدد أمن وسلام العالم المحيط بنا.