كشف ممثل مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني د. توفيق الملثم أن سياسة فرض العقوبات الاقتصادية على الدول أسهمت في زيادة نسبة البطالة ونمو التطرف وخلق عدم الاستقرار والأمن في السودان مشيراً إلى أن تلك السياسات هي وجه آخر للحرب ضد الدولة . وقال لدى مخاطبته ورشة لجنة الأمن والمخابرات الإفريقية (السيسا) بالخرطوم أمس حول (أثر العقوبات الاقتصادية على الأمن القومي للدول الإفريقية) إن سياسة العقوبات مخلة بالأعراف والقوانين الدولية وتلقي بظلال سالبة على منشآت الدولة مشيراً إلى أن العقوبات المفروضة على السودان أثرت سلباً على تحقيق السلام وساهمت في تعطيل التنمية وهدم الأمن والاستقرار وأضعفت قطاع النقل والتجارة والصناعة. وطالب الملثم أجهزة الأمن الإفريقية بأن تنسق وتتعاون مع الاتحاد الإفريقي للإسهام في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان. من جهته أعلن نائب رئيس الجمهورية حسبو عبدالرحمن تبني السودان لسياسة التحرر من العقوبات الاقتصادية المفروضة والتدخل الأجنبي مثلما تبنى سياسة التحرر من الاستعمار من قبل وقال حسبو إن قضية دارفور تشعبت بسبب التدخلات الخارجية مشيراً إلى أن الحركات المسلحة باتت ترفض السلام وترفض حل قضية دارفور وتحاكم بالإعدام كل من يضع السلاح ويجنح للسلام من عناصرها ، وكشف حسبو لدى مخاطبته ورشة السيسا التي انطلقت فعالياتها مساء أمس بفندق السلام روتانا أن الأمن الإفريقي يواجه تحدياً عظيماً في ظل التغيرات الدولية والتدخلات الخارجية التي تتسبب في إحداث خلل واضطراب في منظومة الأمن والاستقرار بالدول مشيراً إلى النجاح الذي حققته الحكومة السودانية في جلب السلام والاستقرار ببعض أقاليم دارفور وجنوب كردفان وقال إن العقوبات الاقتصادية باتت واقعاً مريراً يتعارض مع حقوق الإنسان واصفاً المحكمة الجنائية الدولية بأنها إحدى وسائل الاستعمار الجديد. من جهته أوضح الأمين التنفيذي للسيسا شيمليس وولد اسمايات أن العقوبات الاقتصادية المفروضة تأتي مغلفة بمبادئ الإنسانية إلا أنها تحمل في طياتها انتهاكاً لحقوق الإنسان وتؤثر سلباً على الديمقراطية بالدول المستهدفة وقال إن القوى الغربية تستخدم هذه الآليات كبديل للتدخل العسكري بهدف إضعاف الدول الحاكمة وتسببت تلك العقوبات في تقوية المجموعات الإجرامية والمتمردة والقوة السالبة كما أن تلك العقوبات أسهمت في تغذية التطرف والإرهاب وزيادة معدلات الجرائم وسط الشباب مشيراً إلى أن تلك العقوبات تصعب على الدول مهمة الحصول على الأسلحة لمحاربة تلك المجموعات المتطرفة إلى جانب أثرها الكبير في الهجرات غير الشرعية والجرائم العابرة للحدود. و أكدت مفوض التجارة والصناعة بالاتحاد الإفريقي فاطمة حرم أصيل أن كافة أجهزة الاتحاد الإفريقي تشجب وتدين العقوبات الأحادية المفروضة على السودان والكنغو وجنوب السودان باعتبارها تؤثر سلباً على أمن واقتصاد كافة دول المنطقة لافتة إلى استمرار جهود الاتحاد الإفريقي لرفع هذه العقوبات.