*يحرص السودانيون في أستراليا على تمتين أواصر العلاقات الاجتماعية فيما بينهم، رغم زحمة الحياة ومشاغلها المزدادة، ويبتكرون من أجل ذلك المناسبات للقاء في جو سوداني حميم تتخلله برامج مصاحبة حسب المناسبة. *الأحد الماضي كان اللقاء السوداني في يوم السمك الذي تعده الجمعية السودانية الأسترالية بلاكمبا مرة كل شهر في نادي لاكمبا الرياضي، حيث يجتمع السودانيون من مناطق سدني المختلفة لتناول وجبة السمك المطهي بالطريقة السودانية. *في هذا اليوم يستمتع الأطفال باللعب في ميدان النادي ويتبارون في شتى صنوف الألعاب، ويحضر بعضهم بعض أدوات اللعب معهم ويلعبون بها سوياً ويمرحون جميعاً في الميدان الفسيح الملحق بالنادي. *كانت الفعالية المصاحبة في ذلك اليوم حلقة نقاش مفتوحة للأسر السودانية نظمها المنتدى الثقافي للجمعية حول " المجاملة في الحياة السودانية" قدمها الإعلامي عبد الوهاب سعيد وابتدر الحديت سالم موسى الذي أوضح الفرق بين المجاملة والنفاق الاجتماعي، وضرب أمثلة حية للتفريق بينهما. *كان من الطبيعي أن يكون التركيز على أنماط المجاملة السالبة في حياتهم الاجتماعية بأستراليا، وكيف أن بعض السودانيين يظنون أن بعض الممارسات العادية في السودان يمكن أن تتم هنا بذات البساطة، مثل الواسطة وخدمة الأهل والأقارب والمعارف لقضاء حاجاتهم "العامة" في أستراليا المحكومة بقوانين وضوابط ونظم لايمكن تجاوزها. *تطرق النقاش أيضاً للمشكلات التربوية التي تواجه الآباء والأمهات في تربية أولادهم وبناتهم، الذين ينشأون في بيئة ثقافية مختلفة لا تعرف مثل هذه المجاملات والمعاملات، وحتى الواجبات العادية التي ينبغي تأديتها كما في البيوت السودانية. *كان من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر بين الذين يتمسكون بالتعامل مع أولادهم وبناتهم وفق الثقافة والعادات السودانية ومحاولة تنشئتهم كي يتقبلوا العمل على هديها، وبين الذين يرون ضرورة احترام واستصحاب الثقافة التي نشأ فيها الأولاد والبنات لأنه لايمكن تغييرها في ظل النظم والقوانين المفروضة عملياً. *انتهى المنتدى الثقافي حول المجاملة لكن النقاش لم ينته بل انتقل خارج النادي بين الفريقين، كل فريق يحاول الدفاع عن رأيه.. وهكذا تمضي الحياة وسط السودانيين الذين انتقلوا بحياتهم الأسرية في مجتمعات مختلفة عن بيئتهم الثقافية وسط نظم وقوانين تحكم حتى علاقاتهم مع صغارهم/ن. *مهما يكن الأمر فإن مثل هذه اللقاءات السودانية الخالصة تؤثر إيجاباً بدرجات متفاوتة في تعزيز أواصر العلاقات الطيبة بينهم بمختلف ألوان طيفهم العقدي والإثني والثقافي بلا تمييز بينهم، وتقوي أيضاً بدرجات مختلفة مخزونهم الثقافي السوداني الذي ينبغي ان يقتدوا به بلا إكراه أو قهر. نورالدين مدني هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته