أقرت وزارة الصحة الاتحادية بوجود نقص حاد في اليود والمغذيات الدقيقة بكافة ولايات البلاد. وقال عضو وحدة مكافحة نقص المغذيات الدقيقة ممثل إدارة التغذية بوزارة الصحة عبد العزيز عبد الله أن نقص اليود يسبب ما يسمى بالجوع الخفي. واشار خلال ملتقى المستهلك الأسبوعي بعنوان الحق في أغذية صحية (التغذية والإعاقة)، أن نقص اليود يتسبب في حالات الإجهاض للمرأة وولادة أطفال ميتين بجانب موت الأطفال حديثي الولادة وضعف حاسة السمع وإصابات ذهنية (تخلف عقلي) وقلة الذكاء للأطفال بنسبة تتراوح ما بين (10-15) نقطة عن الطفل السليم وقصر القامة. وطالب عبد الغزيز خلال ورقته عن التغذية والإعاقة باستعمال اليود للأطفال حديثي الولادة بنسبة 50 ميكروغرام ومن 1-6 سنوات 90 ميكروغرام 7-10 سنوات (150) أما الحوامل (175) ميكروغرام لتفادي الأمراض، موضحاً أن جسم الإنسان يحتاج في اليوم الواحد إلى (150) ميكروغرام، وكَشَف عن وجود مليون شخص يتعرضون لإعاقات ذهنية بسبب نقص اليود سنوياً في البلاد، وطالب باستعمال الملح الميودن بدلاً عن العادي لاحتوائه على اليود، وأقر بوجود تحديات تواجه إنتاج الملح الميودن خاصة الإنتاج البسيط والاستيراد الضئيل من مصر والسعودية وعدم توفر العمالة الماهرة وعدم وجود قانون يُلزم منع استخدام الملح غير الميودن. وأضاف أن تأكيد الدعم للمغذيات الدقيقة من جانب الدولة والالتزام السياسي في الاستراتجيات وإصدار التشريعات اللازمة لمنع إنتاج وتسويق وتخزين وتداول الملح غير الميودن من الحلول لحل نقص اليود، وقال أن البلاد تحتاج إلى 200) ألف طن سنوياً من الملح الميودن، وناشد رجال الأعمال والقطاع الخاص في تشييد مصانع نسبة إلى أنه تجارة رابحة، وقال بأن هنالك مسح أسري للسودان كشف عن تذيّله مجموعة الدول العربية في استعمال الملح الميودن حيث يستعمله (10)% فقط من السكان، وأشارت الورقة لدراسات توضح أن نسبة 22% من السكان يعانون من نقص اليود منهم 7 آلاف طفل إعاقة ذهنية، ونسبة 2 من 10 طفل يعانون من تخلف حاد. وطالبت رئيس الجمعية السودانية لحماية البيئة د. سلمى الطيب بتضافر الجهود لحل مشكلة الإعاقة وقالت أن الإعاقة تُعتبر مسؤلية مجتمع، وناشدت منظمات المجتمع المدني بالضغط على الدولة لإصدار القوانين، وأوضحت أن ولايات دارفور تعاني من نقص اليود نسبة للاعتماد على الدخن المسبب في نقص اليود، وأضافت أن انتشار بيع المدائد في ولاية الخرطوم أسهم في نقص اليود في الولاية. وطالب المشاركون في ملتقى المستهلك بضرورة توفير المغذيات الدقيقة داعين لإصدار التشريعات والقوانين من جانب الدولة مشيرين لزيادة الإعاقات الذهنية في البلاد عازين ذلك لنقص اليود.