يمتطي صهوة الموت... كان يوم أمس يوماً كئيباً حالك السواد قاتم الظلمة. يوم رحل عنا: عزيزنا وحبيبنا وصديقنا... توأمي أحمد الخليفة هاجراً دار الفناء ليلحق بقافلة الموت إلى دار البقاء والخلود تاركاً وراءه سجلاً متخماً بجلائل الأعمال مع قصة حياة وسيرة إنسان من أنبل وأعز الناس. خرج من هذه الدنيا الفانية عارياً إلا من العفة ومعدماً إلا من السماحة والنبل ومكارم الأخلاق تصحبه دائماً بسمة عذبة ثم ضحكة صاخبة مجلجلة. شقيقي وتوأمي أحمد: دعني أهمس في أذنك الساكنة وأنت في مرقدك الوثير الرحب قائلاً: سبقتني بالأمس بدقائق معدودة بالولوج متلهفاً لهذه الحياة الزائلة حيث كنت معك أقاسمك براءة الطفولة ونضارة الشباب وألق الكهولة... واليوم سبقتني مغادراً هذه الحياة المثقلة بالهموم والهواجس فركلتها بقدمك اليمنى لتلحق بركب أشقائك بالدار الآخرة: جعفر، سر الختم، بكري، علي، آمنة ومريم وتركتني فجأة دون استئذان وحيداً حائراً هائماً أبحث دون جدوى عنك في وادٍ غمره الصمت والسكون حتى حفيت قدماي وتعثرت خطاي فتبدد الأمل واندثر التفاؤل وفجأة سمعت صوتاً يردد (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) فتدفقت دموع صامتة كأنها تردد (إنا لله وإنا إليه راجعون). توأمي أحمد: تتفقدك اليوم رفيقة دربك وشريكة حياتك (نعمات) وقد فاض قلبها أسى وحزناً ولكنها صابرة ولسانها ترطب بذكر الله. يفتقدك اليوم فلذات كبدك (أيمن، أكرم، هاني ورانية) الذين أحسنت تربيتهم فنهلوا من معينك الثر الذي لم ينضب. يفتقدك اليوم أهلك وأصحابك وجيرانك الذين كنت لهم مرشداً وموجهاً. أفتقدك اليوم أنا توأمك بعد أن عشنا سوياً في كنف والدي عرف بالورع والطهارة والنقاء وكان يحتضن كتاب الله فغمر قلبينا بحب الناس. واليوم أصبح يا أحمد مكانك شاغراً بقلبي الجريح الملتهب. عذراً يا إلهي، قد جاءك توأمي "أحمد" خاضعاً خاشعاً محتضناً كتاب أعماله يبتغي رحمتك وعفوك ورضاءك فأغدق عليه من رحمتك وعفوك ورضاك ووسده الباردة واجعل قبره روضة من رياض الجنة إنك مجيب الدعوات. إنا لله وإنا إليه راجعون حسين الخليفة الحسن التوأم المكلوم