في عام 1988م، صدق المجلس المحلي بمدينة رفاعة لجماعة أنصار السنة بسرادق في ساحة المولد النبوي الشريف جاء أهل الطرق الصوفية بشكوى مكتوبة مفادها أن جماعة أنصار السنة أقامت سرادقاً بالمولد رغم أنها تعتبر الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بدعة وانها تدعو من سرادقها لفض الناس من حلقات الطرق الصوفية التي طلبت في شكواها تدارك الأمر حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. الشكوى قدمت للجنة أمن المديرية التى كانت برئاستي كمحافظ لمديرية الجزيرة الكبرى، اجتمعت اللجنة واستدعت شيخ الجماعة برفاعة الذي جاء معه شخصان، وبعد افادتهما بمضمون الشكوى وجهت لهم اللجنة سؤالين محددين وهما: هل تعتبرون الاحتفال بالمولد بدعة؟ وهل أقمتم السرادق لفض الناس من حلقات الطرق الصوفية؟ فأجاب شيخهم بنعم على السؤالين وعندئذ طلبت منهم اللجنة نزع السرادق والخروج من ساحة المولد، فطلب شيخهم العدول عن هذا القرار وتوفير شرطة للحفاظ على الأمن، فرفضت اللجنة الطلب وقالت لهم إن الطرق الصوفية درجت على الاحتفال بالمولد في هدوء وطمأنينة ولا نريد أن تحدث توتراً في ساحة المولد، فانصاعوا للقرار وخرجوا بسرادقهم. بعد فترة زار رفاعة الشيخ الهدية شيخ جماعة أنصار السنة بالسودان رحمه الله- واستفسر مني عما حدث وأقتنع وأيد قرار لجنة الأمن. وعلى هذا فلا ينبغي للسلطات أن تصدق لهذه الجماعة بإقامة سرادق بساحة المولد درءاً للفتنة خاصة وأنهم لا يقرون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم ويتهمون أهل الطرق الصوفية بالشرك بالله وفي ذلك استفزاز شديد. كما كان على السلطات بأم درمان أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي ما حدث حفاظاً على سلامة كل المواطنين بما فيهم أفراد الشرطة خاصة وقد سبقت ذلك إرهاصات قبل يوم، كما أفاد الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير هذه الصحيفة في برنامج "بعد الطبع" الذي بثته قناة النيل الأزرق مساء الثلاثاء 31الجاري. والله من وراء القصد. محمد الحسن إبراهيم