نساء وسيدات الزمن الجميل.. لم يكن ينقض عليهن حياتهن. بل يمتن وهن أحياء. إذا سمعت وتأكدت أن بعلهن المحترم قام من وراء ظهرن بالزواج عليهن.. عندها تتوالى وفود النسوة من صويحبات المجنى عليها لدارها.. وهن يرددن عبارة واحدة (ان شاء الله مسيخة). وحتى يومنا هذا لم أسبر غور هذه العبارة، والمقصود منها. والغالب أنها دعوة لإفشال هذه الزيجة الجديدة.. وعليه وبمناسبة زيارة السيد سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب الى إسرائيل لايسعنا إلا ان نقول (ان شاء الله مسيخة) وبمناسبة إعتزام رئيس دولة الكيان الصهيونى لزيارة جوبا نقول (ان شاء الله ملاريا). البعض يتحدث عن سنوات عجاف قادمات.. والمتشائمون لم يروا البقرات السمان- ولم يسمعوا بها إلا من خلال الايات الكريمة من سورة يوسف عليه السلام- ولم ينعموا بفترة رخاء طوال حياتهم وقد عاصروا مختلف انماط الحكومات- ويرجون ثواب الاخرة. أما آن الاوان لخلع السيد سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان- قبعة الحاخامات والتى ظل يضعها على رأسة ليلا ونهارا. ومنذ فترة طويلة ليوضح لدولة شمال السودان وجهته القادمة تجاه أورشيلم. خاصة- وان مبررات إرتداء القبعة المشار إليها انتفت بعد الزيارة التى قام بها رئيس دولة الجنوب الى إسرائيل. ذاكرة الأمة- عبق الزمن الجميل.. حيث الإتقان والجدية. والبرامج المشوقة. ولكن الحلو مايكملش كما يقال. فقد أبت هذه الإذاعة السمحة إلا أن تمارس بعضا من عادات وسجايا الزمن الجميل من كرم واريحية.. فأفسحت المجال لكل الترددات المجاورة لها بمشاركتها والتغطية عليها. وسعيد الحظ هو من يستطيع العثور على موجة اذاعة ذاكرة الأمة قبل إنقضاء الأربع ساعات زمن بثها.. وبالمناسبة مستوى هندسة الصوت في كثير من الأجهزة المسموعة (الإذاعات)- والمرئية (التلفزيونات)- صفر فقد يعلو الصوت فجأة حتى يخلع فؤادك.. ثم يعود الوضع لسابق عهده دون أن يمسه أحد (بسم الله) بمتابعتنا لدوريات كرة القدم في مصر السعودية ومختلف الدول- نجد البون شاسعا بين مستويات تلك الدول التى وصلت الى مواقع متقدمة.. وبين فرقنا والتى تنقصها الكثير للإرتفاع بمستوى اللعبة الشعبية الأولى في العالم.. ورغم خبرتنا الضاربة في القدم في هذا المجال، إلا أن اللاعب السوداني يفتقد الكثير من بديهيات ومسليات فنون اللعبة- وأهمها بالطبع التحكم في المستديرة- فاللاعب السوداني عندما تصل إليه التمريرة بشق الأنفس لايتعامل معها كما ينبغى من حرص على هذه الهدية التى وصلته.. ويستقبلها وكأنها مصيبة وقعت على راسه. بعكس هؤلاء الذين يقدرون قيمتها- ويستقبلونها كأنها قطعة شيكولاتة. ويضعونها في حرز حريز حتى يرسلونها الى وجهتها الصحيحة دون خطأ في التمريرة كما نفعل دائما.. وعيوب كرة القدم عندنا لاتحصى ولاتعد رغم الكم الهائل من المدربين وإلاداريين والمنظرين والصحف الرياضية والإذاعات المتخصصة وبرامج الرياضة في القنوات التلفزيونية عبارات الشكر والثناء لاتكفى.. ونحن نبعثها من القلب لاذاعة البيت السوداني- والتى مافتئت تتحفنا بالبرامج المشوقة.. والاغنيات التى تخاطب القلب والوجدان.. فقد وصلت مرحلة اليأس بعد أن فقدت الأمل في الإستماع الى أغنية (مناجاة) لشاعر بحري الرقم مسعد حنفى واداء فنان الزمن الجميل المهذب الباشهندس صلاح مصطفى. وحتى فوجئت ببثها ذات صبح جميل، يعكس في جماله معانى هذه الأغنية والتى حشد فيها الشاعر باحاسيسه المرهفة جمال الطبيعة بمقرن النيلين.